-1-
تبدو النصائح المجردة التي تمتلئ بها صفحات الإعلام الشعبي الإلكتروني وكأنها بلا روح، بل قد يتعرض من يدعو إلى التفاؤل والبحث عن بقع الضوء، وكأنه تلميذ ساذج يكتب «موضوع إنشاء» مملا!
إذا أنحينا هذه المشاعر جانبا ولو لوهلة، سنجد أن كل المقولات التي يتداولها الناس عن التفاؤل، والنظر إلى نصف الكأس المليء من الكأس (حتى لو لم يكن هناك كأس أصلا!) سيجد أنها نابعة من تجارب شخصية ساخنة، أوصلت قائليها إلى خلاصة جديرة بالاهتمام، وتستحق الاعتبار!
-2-
من لا يرى قتامة الصورة التي نعيشها على مختلف الصعد، سياسية كانت أم اجتماعية أم اقتصادية، يكون بلا بصر ولا بصيرة، ولكن من لا يرى الدنيا كلها وكأنها ثقب أسود يوشك أن يبتلعه، يكون كمن يموت وهو حي، ويهدر ما بقي منه لصالح ما فات، وهي معادلة خاسرة بكل المقاييس!
ثمة رجل رحل قبل فترة عن دنيانا، بعد أن حقق نجاحات قل نظيرها في التاريخ، حينما رقد رقدته الأخيرة، رأى ما لا يمكن رؤيته وهو يجري وراء الثروة والمجد والنجاح، بلغت قمة النجاح في عالم التجارة والمال، في أعين الناس كانت حياتي رمزاً للنجاح، ورغم ذلك كانت البهجة قليلة في حياتي، أما بالنسبة لثروتي فقد أصبحت مجرد حقيقة وواقعا اعتدت عليه، في هذا الوقت و أنا ممدد على سريري في المستشفى أتذكر حياتي الطويلة أدرك أن جميع الجوائز والثروات التي كنت فخوراً جداً بها أصبحت باهتة لا معنى لها مع اقتراب الموت الوشيك..في هذا الظلام أنظر إلى الأضواء الخضراء لمعدات التنفس الصناعي وأنصت لأصواتها الميكانيكية فأشعر بأنفاس ملك الموت تقترب مني..الآن فقط وبعد أن أمضيت حياتي محاولاً جمع ما يكفي من المال أدركت أنه كان لدي ما يكفي من الوقت لتحقيق أهداف أخرى لا تتعلق بالثروة .. أهداف أخرى أكثر أهمية مثل: الحب .. الجمال .. أحلام طفولتي ..عدم التوقف عن ملاحقة الثروة يمكن أن يجعل منك مجرد كائن مكوم على فراشه مثلي تماما الآن، نحن كائنات تستطيع أن تحب .. الحب كامن في قلب كل واحد منا، ومصيرنا يجب أن لا يكون فقط الجري وراء الأوهام التي تبنيها الشهرة أو المال اللذان أفنيت من أجلهما حياتي ولا يمكنني أن آخذهما معي الآن، الآن .. لا يمكنني أن آخذ معي إلا الذكريات والحب، هذه هي الثروة الحقيقية التي سوف تتبعك وترافقك وتعطيك القوة والنور للمضي إلى الأمام ..!
-3-
تلك كانت كلمات ستيف جوبز، مؤسس شركة أبل الشهيرة، صاحب المليارات، عندما سئل جوبز ذات مرة عن سر الأفكار الخيالية التي تتمتع بها أبل قال «إن من يعمل في الشركة ليسوا فقط مبرمجين بل رسامين وشعراء ومهندسين ينظرون للمنتج من زوايا مختلفة لينتجوا في النهاية ما ترونه أمام أعينكم».
-4-
احرسوا ما بقي منكم، ولا تقضوا أوقاتكم في محاولة استعادة ما يستحيل استعادته!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو