الجمعة 2024-12-13 08:09 م
 

حزين على معاليه!

07:52 ص




أيهما أجمل وأكثر وفاء للوطن، أن (نتعربش) على (بكم) ونغلق الشارع ونطلق الزوامير وبكل الاحوال لن يسمعنا أحد كون أقرب عدو يبعد عنّا الف كيلو، أم نترجم هذا اليوم المفعم بالمشاعر الوطنية إلى مناسبة نتسابق فيها جميعا لخدمة الوطن. اضافة اعلان


كان ملفتا ضمن احتفالات هذا العام انتشار ظاهرة (البكمات) والزوامير وإغلاق الطرق، ولا أدري هل (البكم) هو من يعكس استقلالنا وازدهارنا، أم كان يمكن أن يكون هذا اليوم عنوانا للرقي والحضارة بأن نذهب الى أحراشنا ونزرعها، أو نذهب إلى الميادين والشوارع ونجملها، أو نذهب الى المدارس والمراكز الصحية والمستشفيات ونحاول أن نسد احتياجاتها بالتبرع سواء من الافراد اوالشركات، بهذا العمل التطوعي النبيل كان يمكن أن نرد كيد الكائدين،اما (الزوامير) فهي تذهب هفاء منثورا!

ليتنا نضرب مع الاستقلال في كل عام موعدا مع الانجاز لا موعدا مع (البكم)، ليكن عاما نحتفل فيه بتحررنا من سياسات صندوق النقد، ومن ثم عاما للتربية والتعليم، وعاما للصناعة، نفتتح في هذا اليوم المنشآت التي تعبر عن ترسيخ معاني الاستقلال بالنهضة وبناء المستقبل. في هذا العام لم أرَ مسؤولا افتتح مركزا صحيا بهذه المناسبة الوطنية العظيمة، بل شاهدتهم يقودون (الدبكة) ويلوحون بأيديهم، وفي اليوم التالي على أجندته اجتماع لبحث تمويل ضاغطة نفايات من أحدى الدول المانحة، علما بأن تكلفة الاحتفال قد تكفي لشراء عشر ضاغطات!

جميل أن أرى أن جميع المسؤولين الحكوميين في الصفوف الأولى بجميع الاحتفالات بعيد الاستقلال، علما أن معظمهم بفضلون سياساتهم، وهدرهم وتخبطهم. هم أنفسهم من أعادونا إلى ما قبل الانتداب البريطاني!

كان مخجلا أن يعلن دكتور جامعي في جامعة حكومية عن نجاح جميع طلابه بمناسبة عيد الاستقلال.

تخيلوا كيف أصبحنا نحتفل، فليعلن مدير دائرة الارصاد الجوية انه بمناسبة عيد الاستقلال سيكون الجو مشمسا، وليعلن مدير الغذاء والدواء انه بمناسبة عيد الاستقلال لن نراقب أحدا اليوم ومسموح بيع السمك الفاسد، وليعلن وزير الصحة أنه بمناسبة عيد الاستقلال نعلن عن إخراج جميع المرضى من المستشفيات. تخيلوا فقط نظرة الدول التي ترسل طلابها للاردن ليتعلموا بعد هذه الحادثة، سيتبادر لذهنهم أن ابنهم قد يصبح طبيبا بعشر علامات بمناسبة عيد الاستقلال، ومثلها بمناسبة عيد الشجرة، ومثلها بمناسبة معركة الكرامة وهكذا. لن يقتنعوا أنها حادثة فردية وان التعليم في الاردن مايزال جاذبا بل سيقتنعون أن علامات أبنائهم هي مكارم أعياد لا المثابرة وسهر الليالي.

ما أحزنني فقط في هذا العيد هو عدم نيل وزير العمل أحد الأوسمة ، علما أن معاليه قد أعلن أن الحملة الوطنية للتشغيل استطاعت ان توفر فرص عمل لمايزيد على 100 الف باحث في عامين وذلك في إنجاز أردني غير مسبوق!

عدم تكريم صاحب أكبر إنجاز على وجه الكرة الارضية، ليس له معنى إلا إذا تبين أن من ضمن أرقام الحملة من تشتغل بالمطبخ، ومن يشتغل بالفيسبوك، ومن يشتغل بغسل سيارته، فلو صدقت نصف هذه الأرقام لكانت فرحتنا باستقلال هذا العام أكثر ممن فرحوا وعاصروا الاستقلال قبل 70 عاما، فهذا يعني أننا صناعة الصين ونمو أميركا واقتصاد اليابان!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة