حسم معركة الاستفتاء على الدستور المصري غدا

الوكيل - تحسم الجولة الثانية من الاستفتاء معركة الدستور المصري الجديد، والتي انقسمت بين مؤيديه ومعارضيه، حيث يتوجه أكثر من 25 مليون مواطن في 17 محافظة للإدلاء بأصواتهم غدا السبت.

وتدور الجولة الثانية في محافظات الجيزة، القليوبية، المنوفية، البحيرة، كفر الشيخ، دمياط، الإسماعيلية، وبورسعيد، السويس، مطروح، البحر الأحمر، الوادي الجديد، الفيوم، بني سويف، المنيا، الأقصر وقنا.

وتضم بعض هذه المحافظات، خاصة بني سويف والفيوم، أغلبية كبيرة من مؤيدي الدستور وتعتبر من معاقل حركات الإسلام المتشدد في مصر وصوتت بكثافة لصالح الرئيس محمد مرسي في انتخابات الرئاسة في يونيو الماضي.
واستعدت القوات المسلحة والشرطة لتأمين سير عملية الاستفتاء بانتشار مكثف حول مكاتب الاقتراع.

وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات برئاسة المستشار سمير أبوالمعاطي تشكيل غرف عمليات بمختلف محاكم الاستئناف تقوم بالتنسيق مع المحاكم الابتدائية في كل دائرة انتخابية لمتابعة سير الاستفتاء والتعامل مع الشكاوى والمشكلات التي قد تظهر أثناء التصويت.

وعشية الجولة الثانية اشتعلت المواجهة الدعائية بين رافضي الدستور ومؤيديه واستعدت المعارضة لنشر 'مراقبين ومرابطين في كل لجنة لمنع التزوير مثلما حدث في المرحلة الأولى' على حد قولهم، كما حذرت من 'شراء الأصوات'.
ووجه محمد البرادعي، القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني المعارضة، رسالة لشعب مصر وللرئيس مرسي، دعا فيها المواطنين إلى رفض الدستور، وقال في كلمته التي بثت على قناة 'سي بي سي' المصرية مساء الخميس ، 'أريد أن أقول قولا واحدا، لابد أن تذهبوا للاستفتاء وتقولوا لا لهذا الدستور إذا كنتم تريدون للبلد أن تسير، وكلنا نريدها أن تسير'.

وأضاف بالعامية المصرية هدفنا 'مش إن الدكتور مرسي يمشي، هدفنا البلد تمشي' أي أن المعارضة لا تسعى لرحيل الرئيس عن الحكم ولكن لأن تمضي البلاد قدما.

وقال 'لا يوجد شيء يسمى مدنيين وإسلاميين، لأننا منذ دستور 71 19 ونحن نقول أن مصر دولة إسلامية والشريعة المصدر الأساسي للتشريع، فلنكف عن الضحك على الناس بالكلام عن الليبرالية أو العلمانية، وهو نفس كلام الرئيس السابق حسني مبارك عن العمالة والخيانة، وأضافوا لها الآن الكفر'.

'اتقوا الله .. يا د. مرسي، يا حكومة مرسي وجماعة مرسي في البلد، والحل لا يزال موجودا، وكما قلت من قبل، وكما قال غيري، أعد دستور 71 بتعديلاته، وكون حكومة كفاءات، فالحكومة الحالية غير قادرة على إدارة البلاد وجمع الشمل'، وقال البرادعي لمرسي 'مد يدك للشعب المصري'.

وأضاف 'أقول لكل مصري ومصرية إن الثورة قامت ولكنها لا تسير في خط مستقيم بسبب سوء الإدارة، إنها تصعد وتهبط، ولكنني لا أزال أؤكد لكم أنها ستنجح'.
وأعلن المستشار علي عرفات عضو اللجنة العليا للانتخابات عن السماح لمنظمات المجتمع المدني بمتابعة عملية الفرز 'ضمانا للمزيد من الشفافية'.
وقال الدكتور محمد أبوالغار، عضو اللجنة القيادية لجبهة الإنقاذ الوطني 'نتوقع أن يكون التزوير على أشده في الجولة الثانية، ولذلك نحاول أن يكون هناك مراقبون تابعون لنا في كل لجنة، وإذا تعذر ذلك مع صعوبة استخراج التصاريح، سيكون هناك على الأقل مرابطون أمام اللجان'.

ونظمت أحزاب الجبهة مسيرات ليلية مشتركة لحشد المواطنين فى جميع محافظات المرحلة الثانية، للتصويت بـ'لا'، ووزعت نحو 250 ألف بيان تحت شعار 'دستور تقسيم مصر' يحوى ما يرونه عيوب الدستور.

وقال شباب الثورة، إنهم سيواجهون بحزم أي 'استغلال من قِبل خطباء الجمعة الذين يدعون للتصويت بـ 'نعم' على الدستور على المنابر، وسيرفعون شعار 'أنزّل الخطيب من المنبر إذا دعا لقول نعم'.

في المقابل، كثف تيار الإسلام السياسي جهوده للحشد للموافقة على الدستور ونظمت مكاتب جماعة الإخوان المسلمين وأمانات حزب الحرية والعدالة في محافظات المرحلة الثانية حملات طرق الأبواب بهدف تجاوز الحصول على أغلبية كبيرة وليس بفارق بسيط، وكانت النتيجة غير الرسمية للمرحلة الأولى قد أوضحت أن 57% من المصريين قالوا نعم للدستور مقابل 43% صوتوا بلا.
وقال الدكتور حسام شندي، نائب رئيس المكتب الإداري لجماعة الإخوان بالجيزة، إن الحزب كثف حملاته للتأكيد على حرمة شراء الأصوات بعد تكرارها في المرحلة الأولى.
الجدير بالذكر أن المعارضة هي التي تتهم عادة القوى الإسلامية بشراء الأصوات.
وقال عصام حسنين، القيادي السلفي بالإسكندرية 'وضعنا خطة للحشد للتصويت بنعم، من خلال تنظيم مؤتمرات جماهيرية حاشدة في القرى والسعي لدفع الشبهات عن الدستور'.
هذا وتعقد هيئة مكتب الجمعية التأسيسية للدستور، مؤتمرا صحفيا بعد ظهر اليوم الجمعة، قبل ساعات من المرحلة الثانية 'للرد على ما يثار في الشارع من تساؤلات حول ما شاب المرحلة الأولى التي جرت في عشر محافظات من تجاوزات، والموقف الحالي بعد إعلان نادي قضاة مجلس الدولة الانسحاب من الإشراف على المرحلة الثانية'.-(وكالات)