الوكيل - بدأ عشق الفنان المغربي حسن بوهيا للفن التشكيلي مبكرا، حيث كان مولعا برسم الخطوط والعلامات والأشكال.
لكن مع ولوجه ‘المدرسة المحمدية للمهندسين’ بالرباط في أواسط الستينيات من القرن الماضي، تغيرت نظرته في التعامل مع الخطوط والأشكال، ذلك أن الجانب التقني تحسن أكثر، وبدأ يرسم أشكالا هندسية بشكل فني.
وفي حديث لـ’القدس العربي’ تطرق حسن بوهيا إلى مميزاته الفنية قائلا: ‘لوحاتي تطغى فيها الخطوط على الألوان، فهذه الأخيرة تأتي في مرحلة ثانية لتكمل الخطوط في أشكال بصرية فنية. لا أتحكم في اختيار الألوان، فكل لوحة تختار بتلقائية لونها أو ألوانها.. الخطوط تعبر عن أفكاري ومشاعري وأحاسيسي وكل ما يتحرك بوجداني. ولوحاتي هي بكل بساطة، تزاوج بين الخطوط والألوان تقدم في شكل سيمفونية موسيقية’.
وأضاف قوله: ‘إني أحاول أن أنتج لوحات تتحدث لغة عالمية راقية، لا تحتاج إلى ترجمة لغوية.. أخاطب عبرها كل من يعشق الجمال ويحب الحياة’.
ـ هل هناك طقوس معينة خاصة بالفنان بوهيا؟
ـ أرسم في ورشتي التي هي عبارة عن محراب (مكان للتعبد)، أرسم صباحا ومساء، أي كلما اكتملت لدي فكرة معينة. وقد اخترت التجريد لأنه يحلق بي بعيدا في عوالم فسيحة مجردة عن الواقع، مما يمنح ‘ذاتي الحرية ووجداني القوة ويرجّ كل دواخلي.
إنني ألتقط كل الأفكار والإيحاءات التي تأتيني أو تعترضني صاحيا أو نائما، متوقفا أو متحركا، عبوسا أو ضحوكا، لا أتركها تمر من دون أن أدونها ‘في دفاتر وكراسات ومذكرات صغيرة أحملها معي أينما حللت وارتحلت، إنها بكل بساطة فتنة التشكيل والبحث عن الجديد ‘أي الإبداع والتميز.
لدي إنتاج غزير وأعمالي ليست مرتبطة بالمعارض، لوحاتي عبرت البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، واخترقت كل الحدود، وهي مبثوثة في مختلف بقاع العالم، في القاهرة وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وأمكنة وفضاءات أخرى.
ـ لكن ما نعرفه أن لوحاتك تلقى تجاوبا في المشرق العربي؟
ـ فعلا، لقد نالت أعمالي إعجابا من قبل أبناء المشرق العربي الذين زاروا بعض معارضي بالمملكة المغربية وأثناء مشاركتي بالقاهرة لاعتبارات ربما قد تعود إلى طبيعة الجمالية أوالأشكال الهندسية التجريدية. وأملي أن أعرض في دول الخليج العربي لكون الفن التشكيلي هناك عرف تطورا هاما إضافة إلى أن النقد التشكيلي هو الآخر يعرف نشاطا متواترا.
ـ كيف جاء انتماؤك إلى مدرسة الفن التشكيلي الموسيقي؟
ـ أسلوبي الفني ارتبط بي، لم أكن أعرف هذه المدرسة رغم أني شغوف بالبحث في كل ما يرتبط بالفن التشكيلي. لكن حين اطلع الناقد الفرنسي دانييل كوتيريي على لوحاتي، قال لي: أسلوبك يرتبط بحركة فنية عالمية تسمى ‘ميزيكاليزم’ لصاحبها الفرنسي هنري فالنسيا. والأكثر من ذلك ألح علي بالحفاظ على نفس الأسلوب لأنه يمنحني شخصية فنية متميزة، ووصفني برائد الفن التشكيلي الموسيقي ليس بالمغرب وحده بل بالعالم لأن أصحاب هذا التوجه معدودون على رؤوس الأصابع.
ـ هل لهذا السبب حافظت على أسلوبك الفني؟
ـ لا، إنه أسلوبي الخاص، وهو سابق على توصيف الناقد الفرنسي كوتيريي. إن ما أضافه لي كوتيريي هو أنه دفعني إلى تعميق نظرتي لأسلوبي الفني. وقد استدعيت من قبل أحفاد هنري فالنسيا للحضور بالعاصمة الفرنسية باريس قبل سنة ونصف في الذكرى المئوية لهذه الحركة الفنية. والتقيت مجموعة من الفنانين التشكيليين الذين اطلعوا على بعض أعمالي وأعجبوا بها لكونها تنتمي لهذه الحركة التشكيلية العالمية.
ـ ما هو جديد الفنان حسن بوهيا؟
ـ العملية الإبداعية عندي لا تتوقف لأنني، كما أشرت إليك سابقا،’ ليست مرتبطا بأجندة معارض فردية أو جماعية بقدر ما أستجيب لكل فترة وحين للجمالية التي تنبعث من وجداني ودواخلي وأناملي كلما عنت لي فكرة أو تخيلت داخليا لوحة ما.
لقد نظمت في حزيران (يونيو) معرضا بالدار البيضاء تحت شعار ‘إيقاع نغمي’، وبعد ذلك سأنظم معرضا بالعاصمة الفرنسية باريس، ولدي اتصالات للعرض في الولايات المتحدة الأمريكية وعروض أخرى بدول أخرى.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو