الأربعاء 2024-12-11 03:26 م
 

حقيقة أرقام وضاح وأرقام صداح ..

06:45 ص

لم أفعل كما فعل غيري من الصحفيين المهنيين بشأن الأرقام المنسوبة للنائب صداح الحباشنة، حول الموازنة وحجم الايرادات، وفي عين الحقيقة أنا لا أهتم كثيرا بما يتناقله الناس عبر الفيسبوك ولا حتى عبر كثير من المواقع المسماة إخبارية، انتم لا تحتاجون مني للقسم بأنني «والله ما بهتم بتصريحات بعض المسؤولين والسياسيين الرسميين، خصوصا حول ما يتعلق بارقام النقود والنفقات والسواليف الكثيرة، وافهمها كما أفهم بعض الأحاديث عن اللوحات الفنية والدراسات الاكتوارية والاحفورية..» انسوا القصة.

اضافة اعلان


انا لا أتحدث بأنني غير مهني، بل أتحدث بأنني غير معني بالأرقام أيا كانت مصادرها وأحجامها، ما لم أفهم أو ألمس قبلها الأثر على الناس، وفي الحديث المنسوب لنائب الكرك الدكتور صداح الحباشنة، لمست أثرا على الناس، حين حدثني بعض الزملاء والأصدقاء والقراء أيضا، استقصاء لهذه الأرقام وهل هي حقيقية، وشخص واحد فقط أورد رقما منها، وهو المتعلق بالجمارك «التحصيلات الجمركية السنوية».. لكنني رددت عليه فورا بأن الكلام غير دقيق، وهو رد قاطع بالنسبة لي، فالسائل كان هو الشخص نفسه الذي أزعجني بالاتصالات الهاتفية قبل حوالي اسبوعين (يريد اجرة السكن المكسورة)، وذلك اثناء تسجيلي لحلقة من برنامج الاعلام والشأن العام مع اللواء وضاح الحمود مدير عام الجمارك، ويبدو أن بعضهم استمع لتلك الحلقة، وأخذ قول اللواء الحمود مجزوءا ونقله على طريقة «ولا تقربوا الصلاة» ونقطة.


يقول وضاح الحمود بأن كوادر الجمارك قليلة قياسا مع حجم العمل الموكل إليها، ونتحدث عن رقم 2500 عسكري جمارك، ينتشرون على بعض المواقع الحدودية، ولا أعتقد بأن أحدا يحتاج مني ذكر أسمائهم لاثبات المهنية والدقة، لكنني أذكر ولا أنكر جهودهم الجبارة على صعيد امني استثماري وعلى صعيد إجرائي دقيق، كما أخبرني الدكتور أيضا عن شيء اسمه قائمة ذهبية، تضم اسماء لتجار أثبتوا على امتداد 3 سنوات بأن معاملاتهم الجمركية دوما سليمة «نسيت عددهم».. (ترى يا اخوان ليست هذه هي الارقام التي اريد التحدث عنها في المقالة)، أنا أردت أن ابين لكم بأن الرجل قال كلاما كثيرا وذكر أرقاما مختلفة وتحدث عن تشريعات، خلال حلقة تم بثها يوم الاثنين «موندي» 20 شباط الماضي، فأين كان الدكتور صداح الحباشنة الساعة الواحدة ظهر ذلك اليوم؟.. يبدو أنه هو أو الذي تناول الرقم الخاص بإيرادات الجمارك كان يستمع إلى الإذاعة تلك الساعة، وسمع جزءا من كلام اللواء وضاح الحمود، حول التحصيلات الجمركية وسمع أرقاما مثل 11 مليارا وغيرها .. وحين أجبت سؤال السائل فلم أقم بالبحث عن حقيقة أرقام «صداح»، لأنني كنت وما زلت أملك حديث وأرقام «وضاح»، وإليكم الحقيقة حسب تصريحات مدير الجمارك وأرجو أن نصدح بعد ان نستوضح:


يقول اللواء الدكتور وضاح الحمود، وهو يحمل شهادة الدكتوراة في القانون الاداري: إن الاتفاقيات الدولية تسمو على القوانين الوطنية، في تقدمة للإجابة على سؤالي حول أثر اتفاقيات التجارة العالمية على التحصيلات الجمركية، وهي مقدمة لا بد منها للذي يريد التحدث بجملة مفيدة وكاملة عن تحصيلات الجمارك، إذ يجب عليه أن يبدأ من هذه النقطة تحديدا، وهي أثر تلك الاتفاقيات على الدول المنخرطة فيها، وهي «كل دول العالم تقريبا»، حيث كانت وما زالت قيمة هذه الاتفاقيات ديمقراطية، أي هي اتفاقيات لتحرير التجارة العالمية من احتكار وسطوة بعض القوى الدولية، وتأمين حرية مرور السلع عبر الحدود لتتداولها كل شعوب الكوكب، وهذا ما يطلقون عليه «دمقرطة السوق»، لكن كيف أثرت هذه الاتفاقيات على إيراداتنا من الجمارك؟! .


يقول اللواء الحمود: ايرادات الجمارك للدولة من الرسوم الجمركية والضرائب للعام 2016 هي مليار و559 مليونا (559و1) مليار دينار، منها 450 مليونا فقط هي رسوم جمركية، وما تبقى هي رسوم ضريبية مختلفة، فالرسوم الجمركية تشكل فقط ثلث « المليار و559 مليونا»، ويقول مدير عام الجمارك: تجدر الإشارة هنا إلى أن حجم مستورداتنا لعام 2016 بلغت تقريبا 11 مليارا.. (قلنا 11 مليارا)، وتم استيفاء مبلغ 450 مليون دينار عليها كرسوم جمركية، فالخاضع للرسوم الجمركية من مستورداتنا عام 2016 أعني من ال ( 11 مليار)، هو فقط ( 13% )، وهناك ( 87% ) معفاة، وهي سلسلة اعفاءات وتسهيلات بموجب اتفاقيات وقوانين دولية (اتفاقيات وقوانين التجارة العالمية والأوروبية والتركية والعربية وغيرها)، وبموجب قوانين محلية كقانون تشجيع الاستثمار وقانون الطاقة وغيرها، وبموجب قرارات سابقة لمجالس الوزراء المتعاقبة..


ويؤكد اللواء وضاح الحمود: نحن كدائرة جمارك نحصل رسوما جمركية على 13% من حجم مستورداتنا حسب ارقام 2016، ويضيف: حافظنا على مستوى الايرادات الجمركية عام 2016 على الرغم من سوء الظروف من حولنا وإغلاق الحدود مع سورية والعراق وتركيا واوروبا بحكم اغلاقها مع سوريا والعراق، فهل لمستم الآن أهمية الدقة فيما نقول ونكتب؟ وهل نعتبر كل من يكتب شيئا قد جاء بحقيقة؟ أنا لا أتحدث فقط عن الأرقام المنسوبة للنائب صداح، بل أتحدث أيضا عن ناقلي الخبر غير الدقيق، صدقوني إن نقلكم للخطأ لا يقل أهمية عنه، وكان وما زال الصدق منجاة وحقيقة يتقبلها المحترم حتى لو كانت مرة المذاق وسيئة الوقع..


حين تتناقلون النبأ في البلاد وبين العباد أرجو أن «تبينوا أن لا تصيبوا به قوما بجهالة .. فتصبحوا على ما فعلتم نادمين».
وضاح وصداح مفارقتان اعلاميتان، وضاح للدقة وصداح لتوصيل المضمون، فاستوضح يا صديقي ثم اصدح مع الاحترام .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة