الأربعاء 2024-12-11 10:26 م
 

حقيقة ما جرى في الرياض

07:53 ص

نفى مصدر عالي الشأن، تكلمت معه شخصيا، نفى نفيا قاطعا ما أثير مؤخرا من أن الملك سلمان بن عبدالعزيز أو أي ركن آخر في القيادة السعودية قد طلب من جلالة الملك عدم حضور مؤتمر منظمة المؤتمر الإسلامي في إسطنبول، أو تحديد مستوى التمثيل فيه، أو أن الزيارة كانت وليدة ساعتها، مؤكدا أن موعد الزيارة كان مقررا قبل أسبوعين ولم ترتبط بأي أحداث إقليمية، وهذا التأكيد هو تبيان للحقائق التي غابت عن الجمهور وتلقفتها صحف عربية وغربية، ووظفها سياسيون ضد البلدين معا، وهذا تلاعب بالرأي العام وتشويش عليه، وحرف البوصلة عن قضيتنا الأولى وهي القدس العربية، بل فيها إساءة عليا.

اضافة اعلان


إن من الجهل الظن بأن جلالة الملك أو أي زعيم دولة لا يعرف أو يتوقع فحوى مباحثاته مع أي زعيم دولة أخرى، خصوصا عندما تكون الزيارة قصيرة وخاطفة وبرنامجها مليء بالعناوين الرئيسة، ولذلك فإن سبب الزيارة وأجندتها كان معروفا لدى الملك ويدرك تماما مدى تضارب المواقف والرؤى والآراء واختلافها ما بين القيادة المضيفة وأطراف أخرى في الإقليم ، ولهذا فقد تركزت المباحثات التي جرت مع خادم الحرمين في الرياض ومع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على العلاقات الثنائية وأحداث الساعة، بناء على تفاهمات ليست وليدة اليوم، بل هي مبنية على تاريخ طويل لا يمكن اجتزاؤه بمرحلة معينة .


قبل المصدر الرفيع وتأكيداته كنت قد اتصلت، بعُيد الزيارة الملكية، بشخصية وظيفية على علاقة وطيدة بالشأن السعودي وهو قريب من مطبخ القرار في الرياض، وقد أكد لي أن زيارة جلالة الملك كانت احتضان الأشقاء الدافئ، وأنه مدرك تماما لما جرى دون أي مفاجآت مما تفجرت به وسائل الإعلام فيما بعد أو التكهنات والتوظيف غير المنصف أو الصحيح، حتى فيما يتعلق بقضية رجل الأعمال الأبرز السيد صبيح المصري ،التي تم توظيفها في غير سياقها الحقيقي، وجعلوا منها صراعا سياسيا،علما أن معلوماتنا أن الرجل أعتبر شاهدا وليس متهما بأي خلل .


لم يكن الخطاب الإعلامي والسياسي العام في الفترة القريبة الماضية يشي بأي حكمة أو موضوعية فيما يتعلق بضخ شائعات غير صحيحة أو دقيقة وغير مبنية على أي معلومات رسمية أو مصدرية موثوقة فيما يخص العلاقات الأردنية السعودية على المستوى الرسمي، بل طالت الإشاعات رأسي الحكم في البلدين الشقيقين، ووصل الأمر إلى لي عنق الحقيقة لتوجيهها نحو مآرب معسكر ما في الإقليم، خصوصا بعد زيارة جلالة الملك الى الرياض قبل أسبوعين، ويبدو أن غياب المعلومات الحقيقية صب النار على الزيت، حتى وصل الأمر بالأغلبية لتصديق كل ما قيل من إشاعات حاولت ضرب العلاقات الأردنية مع الأشقاء في السعودية التي أكد عليها الملك سلمان بوضوح والمصير الواحد للبلدين والشعبين.


لهذا فإن على الجميع أن يدرك أنه وخلال الأحداث الساخنة في منطقتنا فإنه يتم استغلال أي حدث أو إشاعة أو خبر غير موثوق لتوظيفه من قبل الخصوم أو حاطبي الليل في محاولة للنيل من متانة العلاقات العربية العربية وخصوصا الأردنية مع أشقائه الذين لا يفرق الأردن بينهم،مع التأكيد أن العلاقات الأردنية السعودية مبنية على أسس عالية من الأخوة الصادقة والاحترام المتبادل للمواقف ، والتعاون المشترك في مواجهة كافة التحديات التي تكتنف مسيرة البلدين عبر سنوات طويلة خلت، حيث تجاوزت قيادتي البلدين كل المصاعب التي واجهتها بحكمة وتأن وترفعت عن كل الصغائر التي تعترض الأجواء السياسية،مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل بلد فيما
يتعلق بخطاب الشارع المفتوح أو غير المنضبط.


إن هذه المعلومات المؤكدة التي أوردناها تلزم قطع كافة التأويلات والتخريصات التي قرأناها في الصحافة الإسرائيلية والغربية قبل أن يتم تداولها في بلدنا الأردن وصحف غربية أو عربية ناطقة باسم دول غير عربية حتى، والتي تدس السم في الحلاوة التي يشتهيها أصحاب المآرب الضيقة، أما أن يتم اختصار تاريخ العلاقات السياسية ومستقبلها الطويل في رأي شخصي لشخص أو لآخر واستغلالها للإساءة ولمحاولة ضرب علاقة الأردن بأشقائه فهذا ليس مرفوضا وحسب بل هو جريمة سياسية يتحمل وزرها من لا يرى أبعد من أنفه في علم السياسة والحرص على مصالحنا الوطنية الحاضرة والمستقبلية .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة