أدهشني خبر تم تناقله عبر المواقع الالكترونيه وفي مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان 'فيلم 'تحرش جنسي' يطيح بـ 12 عميداً في الجامعة الأردنية', ملخص هذا الخبر أن مجموعة من الطالبات في الجامعة قاموا باعداد فيلم يتناول قضية 'التحرش الجنسي' الذي يتعرضن له فتياتنا في حرم الجامعة – علما أن هذا الوباء منتشر سواء في الجامعة أو خارج أسوار الجامعة – كانت قد أشرفت عليه عميدة كلية اللغات في الجامعة الأردنية الدكتورة رلى قواس, وأشير بالخبر أن رئيس الجامعة الدكتور خليف الطراونة اتخذ قرار استبدال 12 من العمداء باعتبار أنه 'حرية إدارية تتيحها له أنظمة الجامعة كرئيس لها, أما آخرون ينظرون إلى أن هذا القرار جاء كتمويه من أجل معاقبة الدكتورة رلى قواس على موقفها الذي اعتبروه دفاعا عن حقوق المرأة.
لن أخوض في أحقية رئيس الجامعة بهذا الإجراء ولن أخوض أيضا في جدل إن كان ذلك القرار هو معاقبة لقواس أم لا. ولن أخوض أيضا في فيما إن كانت قواس مدافعة عن حقوق المرأة أم لا لأني لم أطلع على جميع طروحاتها ولذلك لا يحق لي الحكم. ما يعنيني هنا جوهر الموضوع وهو 'هل حقا تم الدفاع عن المرأة كما يجب بأسلوب راقي يليق بها'!!
للوهله الأولى عندما قرأت الخبر, صرخت أنا مع الدكتوره قواس ومع الطالبات لأن التحرش الجنسي موجود سواء في الجامعة الأردنية أم غيرها فهو بشكل عام منتشر في المجتمع الأردني. لكن عندما عندما بدأت أشاهد الفيلم التوعوي 'حسب تعبريهم وليس تعبيري' الذي عرض للتوعية بحق الأنثى 'أقسم لم أعرف عن أي حق يتحدثون' وربما لو لم أكن من هذا الوطن لاختلطت علي المفاهيم, شاهدت فتيات بلباس ضيق يحملن عبارات 'جنسية' ربما حجتهن طبيعة الموضوع هي التي فرضت هذا علما أنها حجة غير مقنعة أبدا, وفي نهاية الفيلم هناك جملة 'تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين' هذا هو الفيلم التوعوي الذي يدعون. باختصار 'فتيات يرتدين الفيزون (نعم إنه الفيزون ذاك اللباس الضيق الذي لا يستر نفسه) يعبرن من أمام شاب فتنهش عيونه جسدها, وأخريات يحملن ما يسمعنا من عبارات, ولم أشاهد أي مقطع يحمل صورة فتاة ترتدي ملابس محتشمة – لم أقل محجبه قلت محتشمة - قد نهشتها أعين الشباب كالذئاب, علما أنها قد تحدث لكن في حالات نادرة. وعندما انتهيت من مشاهده ذاك الفيلم التوعوي شعرت بالإشمئزاز والإنحطاط والإهباط وربما القرف من هكذا دفاع, أهكذا تدافعن عن حقوقنا؟؟ بأرخص وأقذر الأثمان؟؟ أهذه المرأة والأنثى في عيونكم؟؟ هل تدافعون عن حقنا فعلا؟؟ لكن بربكم عن أي حق تتحدثون.
في حديثي لأحد الشباب عن هذه الظاهره قال لي 'عندما تمرين بالسوق وتشاهدين ما لذ وطاب من الفاكهه. ألا تشتهينها؟', قلت 'بلى', قل لي 'إذن لماذا يلوموننا؟ يعرضن ويستعرضن ثم تلوموننا'.
إنه لمن المؤسف والمؤلم حقاً أن تنتشر في بلاد المسلمين الدعوات الغربية لإفساد المرأة المسلمة والقضاء على عفتها وطهارتها وتدمير الأسرة المسلمة منتحلة صفة المدافع عن حقوق المرأة ومسمية نفسها بأسماء من زخرف القول مثل, حماية الأسرة, مناهضة العنف ضد المرأة, الدعم النفسي, وغيرها من الدعوات وسواء كانت هذه الدعوات عن طريق الأنظمة المجرمة العميلة للغرب, أم كانت عن طريق المؤسسات النسوية المأجورة أم غيرها.
وما أدهشني أكثر وصول ثلاث رسائل دولية للطراونة آخرها كانت موقعه من 25 بروفسورة يعملن كمديرات لمراكز دراسات لقضايا المرأة في أكثر من بلد, ينتقد قرار رئيس الجامعة ويعتبرن قراره انتهاكاً للحرية الأكاديمية. وفي السياق ذاته أصدرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بيانا تستنكر فيه عزل 'قواس' من منصبها وتطالب بإعادتها إليه. لكني لم أسمع بهذه التنديدات عندما تعرضت إحدى المسلمات المحجبات لجريمة عنصرية – بسبب لباسها – حيث قام أحد المجهولين باستهدافها بالسباب 'بدلا من التحرش الجنسي' وتهديدها بسلاح أبيض أثناء خروجها من وكالة للتوظيف, والأمثله كثر لكني لست بصددها الآن.
قبل أن أقول كلمتي فيما طرح في الفيلم, دعوني أرد على الرسائل الدولية التي وصلت للدكتور الطراونة في دعوتها له بعدم انتهاك الحرية الأكاديمية. دعونا نذهب بنظرة خاطفة لواقع المرأة في الدول الغربية والتي تعطي صورة عن مدى انتهاك الغرب لأدنى حقوق المرأة بل استعباده لها واسترقاقها وجعل أهواء الرجال وشهواتهم هي المتحكمة بمصيرها.
نقل موقع راديو البي بيس ي خبراً قبل أشهر عن قيام إحدى شركات التأمين الألمانية حفلاً 'جنسياً' لرجال مبيعات, حيث قدمت فيه الشركة 'بائعات الهوى' ضمن فئات الموظفين ودرجاتهم الوظيفية. إن هذا الفعل القبيح لا تستحي منه شركات التأمين ولا الدول الغربية عموماً, فهو من جوهر مبدئها ونظرتها للمرأة, والتي تنظر للمرأة على أنها سلعة تعرض للبيع والشراء.
دعوني أسوق إليكم في هذا المقام بعض الاحصاءات كنموذج للدول الغربية ومدى عنايتها بحقوق المرأة.
* في كندا تصل تكلفة العنف ضد المرأة إلى 1.6 مليار دولار في السنة بما في ذلك الرعاية الطبية وخسارة الإنتاجية.
* في الولايات المتحدة الأمريكية تتعرض امرأة للضرب على يد شريكها كل 15 ثانية.
* في روسيا الاتحادية تتعرض 36000 امرأة للضرب يوميا على أيدي شركائهن.
* في عينة واسعة من نساء الولايات المتحدة قالت 22 – 25 % أنهن ذهبن لأقسام الطوارئ في المستشفيات
نتيجة العنف المنزلي.
* في النرويج بلغت نسبة اللائي ضربن 25 %.
* في فرنسا 20 % من النساء تعرضن لضغوط أو عنف جسدي أو كلامي في الأماكن العامة.
* في اسبانيا قتلت امرأة واحدة كل خمسة أيام على يد شريكها الذكر في العام 2002.
* كما تقتل امرأتين أسبوعيا على أيدي شركائهن في المملكة المتحدة.
* في روسيا أوردت الحكومة أن 14000 امرأة يقضين نحبهن في كل عام على أيدي شركائهن أو غيرهم من الأقرباء.
وأعجب من مجتمع فيه العنف فشى يتطاول على دين إن طبق نشر المودة والرفق ليس على المرأة وحدها وإنما في المجتمع بأسره قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (( رِفْقًا بِالْقَوَارِيرِ)) يَعْنِي النِّسَاءَ (18)، وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ )) (19)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق مالا يعطي على العنف )).
ويجدر بنا هنا الإشارة إلى تزايد أعداد النساء في بريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول الغربية وعزمهن على ترك عملهن نظراً للتحرش الجنسي الذي يتعرضن له يوميا معترفات بأن اللباس الفاضح لهن هو السبب مضيفات إنهن يحدسن المرأة المسلمه لأنها تعامل كملكة.
وفي عودتنا لموضوع فيلم 'تحرش جنسي', أقول, نعم بحق مجتمعنا تفشى به هذا الوباء 'التحرش الجنسي' والمعاكسات وغيرها. لكن اللوم لا يقع على الشاب وحده بل على الأنثى أيضا أن تحتشم في لباسها حتى لا تتعرض لتلك المضايقات. وكما قال لي الشاب .. الفتاة نفسها إذا شاهدت فاكهة جميلة تشتهيها. وأظن ان كلامه عين الصواب فقد أوجز فأبلغ.
أما عن الفيلم ذاته أقول 'ليس هكذا تورد الإبل', الفيلم في طريقة عرضة لقضية التحرش الجنسي لم يرقى بالمرأة بل على العكس, كان الطرح سيء للغاية يخدش الحياء الأنثوي, انحطاط في الفكر والطرح والإخراج, هذا ما أقوله بصدق وهو رأي الأغلبية. لا يمت لمجتمعنا بأي صلة ولا للأخلاق أيضا, ألم تستطعن الدفاع عن تلك القضية بأسلوب أكثر رقياً وبأسلوب توعوي بحق وليس 'انبطاحي متدني' سواء في الكلمات التي عرضت بأيدي فتيات أو من خلال الصور التي شاهدناها.
أمر آخر لفت نظري, إن كنت تدافعين عن حقك وأنتِ مؤمنه به, لم لم أشاهد إلا وجه القلة من الفتيات؟؟؟
عندما أدافع عن حقي لا أخجل من إظهار وجهي.
تحيا الأخطاء عارية ..من أي حصانة حتى لو غطتها كل نصوص الكون المقدسة .. غاندي
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو