حكموا على العريس قبل ليلة الدخلة !!

مهند هشام الغرايبة

كان الأردن في الأمس في عُرسٍ وطنيّ , عرس لكل أردنيّ وأردنية , لكل نشمي ونشمية , ' الانتخابات النيابية ' , والحمد لله جرت الانتخابات بشكل رائع وكانت المشاركة ذات شكل أروع , عم الفرح والسرور أرجاء الأردن كلها , فرحة كانت للأطفال قبل الجميع تراهم راكضين منادين بالهتافات الوطنية ويغنون الأغاني الأردنية , فرح الصغار والكبار , الشباب والشابات , كيف لا وهم يشاركون في اختيار من يمثلهم في مجلس النواب السابع عشر , كيف لا ولكل منهم بصمة واضحة في جبين المجلس , كيف لا وسباباتهم المتكحلة تشهد على مشاركتهم .
لكن الأمر الأدهى والأمر ما تسمعه من قبل المواطنين قبل إعلان الانتخابات أو حتى قبل عملية الاقتراع , فهناك من يقول لن يتجاوز عمر هذا المجلس الستة شهور ويقول آخر لن تتجاوز فترة وجوده بضعة أشهر ويعطي آخر عمرا سنة , تساءلت وقتها إن كان هذا كلامهم قبل الانتخابات فماذا سيكون بعدها , إذا زرعنا الفشل قبل أن تعلن النتائج فماذا سنحصد بعد إعلانها , يتهمون النواب بالفساد قبل أن تعلن النتائج , قبل أن يسمى المرشح نائبا , أطلعوا على الغيب ؟ , أم هذا هو همهم أن يقولوا فاسد فاسد , هم لا يعلمون ماذا تعني هذه الكلمة , أيعقل أن نطلق هذه الكلمة على كل من فكر باستلام منصب أو فكر أن يحمل مسؤولية بلده على أكتافه وينهض بها ويهرول بها نحو أردن مشرق وشمسٍ جديدة !!
نحن لا نقول أن كل الناس ملائكة ولا نقول أن كل إنسان يريد أن يحمل مسؤولية هو أهل لها ... لا فهناك من فعلا لا يستطيع حمل المسؤولية وفي نفس الوقت هناك من هو أهلٌ للمسؤولية بل هو الشخص المناسب في المكان المناسب , والأمر العجيب أن تسمع من أحدهم عبارة ' أنا بعرف المرشح الفاسد من ابتسامته ' أأصبحت الابتسامة رمزا للفساد عند البعض والله انه لأمرٌ عجيب , لذلك لا بد أن نلجم ألسننا قليلا ولا نستبق الأحداث وللنظُر إلى مجلس النواب الجديد على أنه الشمس والأمل المشرق للأردن الغالي بعيدا عن ما خزنته العقول من رماد الماضي..

مهند هشام الغرايبة
[email protected]