الجمعة 2024-12-13 01:06 م
 

حكومة «بن راشد» السعيدة

06:16 ص

كنت أقلب كتابا جديدا لرئيس وزراء دولة الإمارات حاكم دبي محمد بن راشد أسماه « ومضات من فكر « إستفاض فيه في شرح أفكار كنت استمعت اليها منه شخصيا في محاضرة خلال القمة الحكومية التي عقدت في دبي في شباط الماضي إرتجل فيها عن مواصفات حكومة المستقبل كما يراها وهي الحكومة التي لا تملك ترف الوقت لتتوقف للاحتفال بالإنجاز .اضافة اعلان

الأفكار المطروحة في المحاضرة أو بين دفتي الكتاب أفكار على بساطتها هي من النوع السهل الممتع لأنها تحتاج الى حكومة لا تستريح طالما أن مهمتها هي إسعاد مواطنيها بمستوى وكفاءة الخدمات التي تقدمها , لا تلتفت الى اللغط ولا تعير إنتباها الى المناكفات ولا تغرق في إرضاء الأقلية على حساب الأكثرية .
حكومة المستقبل تقدم خدماتها للناس 24 ساعة في اليوم و7 أيام في الاسبوع و365 يوما في السنة حكومة مثل شركات الطيران لا تنام تتفوق على الفنادق في حسن الاستقبال وعلى البنوك في دقة الاجراءات هدفها منافسة القطاع الخاص وتجاوزه في جودة الخدمة , حكومة يستطيع المواطن إنجاز معاملاتها من خلال أي من مراكزها وفق مفهوم مراكز الخدمات الموحدة , لا تسبب الاراك لمتلقي الخدمة ولا تتوه بهم في دهاليز مكاتبها ودوائرها .
حكومة تعترف بالتكنولوجيا وتوطنها وتعتبرها أداة العصر , لا تنتمي الى تيار أو نهج ليبرالي أو محافظ .
حكومة مبدعة قادرة على توليد الأفكار وإحتضانها وتنفيذها بغض النظر عن مصدرها لا يغار المسؤول من مصدرها ولا يقلق , يتبناها ويرعاها , ولا يقتلها ولا يحبط صاحبها خوفا على موقعه , تكون مجردة من المصالح ومن صراع القوى والنفوذ ومن المحاباة لأن الابداع هو رأس مال المستقبل .
صحيح أن توفير بيئة مريحة ومستقرة ماديا وإجتماعيا ضرورة لتوفر حكومة بهذه المواصفات , لكن المشكلة وبعد كل التجارب والنماذج الناجحة حول العالم , لدول لا تمتلك ثروة ( اليابان ) وكل النماذج والتجارب الفاشلة لدول تمتلك ثروات ( ليبيا في عهد حكم القذافي ) , تكمن في إدارة الثروة وليس في توفرها كما في حالة دبي .
الفرق كبير بين من يستدعي المستقبل ليبدأ به اليوم وبين من يستدعي الماضي فيبقى أسيرا فيه .
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة