الجمعة 2024-12-13 11:48 م
 

حماس الخارج .. إعادة الإنتاج !!

07:33 ص

يكاد جميع أهل الاختصاص يجمعون على أن قيادة حماس في الخارج تعيش حالة من العزلة السياسية وفقدان كل الخيارات التي كانت تملكها نتيجة الأداء العام لقيادة الخارج ومعها التنظيم الدولي للإخوان، وخروجها من المحاور والتحالفات التي كانت تعطي لحماس حضوراً ونشاطاً.اضافة اعلان

حماس – كما يعلم الجميع – خسرت سوريا التي احتضنتها سنوات طويلة، وعادت تتعامل بشهوة النفوذ وباعتبارها الجزء الأكثر وعياً وتجربةً في الإخوان حتى من التنظيم الدولي، فذهبت بعيداً ضد نظام بشار الأسد، ودخلت المعادلة المصرية الداخلية مستغلة حالة الفوضى ومستفيدة من سيطرة الإخوان على الحكم عاماً شمسياً، ولعلها كانت تقوم بدور كبير في قيادة ردة فعل التنظيم الدولي على ما جرى من عزل للإخوان.
حماس اليوم رسمت تجربة في التداخل مع الحالة المصرية قد تكون مشابهة لتجارب تدخل خاضتها فصائل منظمة التحرير في ساحات عربية قبل عقود، والمهم أن ملف حماس في الحالة المصرية لن يبقى مصرياً بل هو حالة إقليمية تحت الدراسة والتمعن وسيكون جزءاً من معادلة تعامل دول أخرى مع حماس اليوم وغداً وبعد غد، فحماس في زحمة الربيع العربي ونشوته لم تستطع أن تتذكر قاعدة أساسية كانت تتحدث عنها في أول طريقها بأنها لن تكرر خطيئة وقعت فيها فصائل منظمة التحرير قبل عقود فخسرت كثيراً بل صنعت دماً مع شعوب ودول كانت جزءاً من فعل المساندة للحق الفلسطيني وفكرة المقاومة.
خسائر حماس الإقليمية تراكمت لدول وساحات من سوريا وإيران ومصر ودول خليجية كانت أبوابها مفتوحة، وحتى هجرة أردوغان إلى طهران فإن لها أثراً على حماس، وأغلقت كل العواصم أمام حماس الخارج فلا زيارات ولا حضور، وحتى الإقامة في العاصمة القطرية فقد لاحقتها أقاويل بأنها مقيدة، لكنها أقاويل لا يمكن إثباتها.
حماس الخارج التي تسيطر على مفاصل حماس غزة الآن بحاجة إلى ربيع داخل يعيد إنتاج مواقفها وصورتها وحتى مصداقيتها في مجال التدخل في شؤون الدول التي تفتح أبوابها لها.
ربما على حماس أن تختار بشكل حاسم بين أن تكون حالة فلسطينية أجندتها السعي لاستعادة الحق الفلسطيني وتجمع حولها التأييد العربي والإسلامي والدولي، وتكون قاسماً مشتركاً، وبين أن تكون جناحاً عسكرياً وأمنياً للتنظيم الدولي، أو جزءاً من تحالفات إقليمية تنظر أطرافها إلى حماس باعتبارها ورقة وليست شريكاً.
حماس ومنذ أن قررت دخول انتخابات المجلس التشريعي، ثم فوزها وتخلصها من فتح في غزة، كما تخلصت فتح من حماس في الضفة الغربية، فإنها تحولت إلى سلطة ثم حكومة تدير أمور الخدمات لأهل غزة، وتحولت المقاومة إلى استراتيجية او شعار ، فحدود الاحتلال آمنة مع غزة ومع الضفة ، وهذا يذكرنا بقصيدة يعلمها قادة حماس في الخارج للشاعر احمد مطر عنوانها ' عباس وراء المتراس '، وعباس هذا ليس محمود عباس، لكنه كان رمزاً للحالة العربية التي تخسر لكنها تجمع السلاح دون قتال.
هل قامت حماس لخدمة القضية الفلسطينية ولأنها تمثل نهج المقاومة؟، إذا كان الجواب ايجابياً فعلى قادة حماس أن يقيموا حالة التنظيم اليوم ومدى خدمته لهذه الحالة، وإذا أصرت قيادة حماس على نهج أفقدها الكثير من الساحات والأدوات، وأرادت الاستمرار في العمل كورقة لدول ومصالح الآخرين فتلك حكاية أخرى.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة