الجمعة 2024-12-13 12:05 م
 

حيطنا مش واطي

01:07 م

نقدم الشكر إلى وزير الداخلية على الرسالة القوية التي بعث بها في قضية ترتيب وتنظيم العمالة الوافدة . لنقول فيها للجميع :- 'إن حيطنا مش واطي' . فَنَقْض اتفاقية الغاز المبرمة مع الشقيقة مصر وما مثّله من عدم احترام وتقدير للأردن وشعبه يصب في خانة الاستهانة التي لا نقبلها كأردنيين ، عرف عنّا التوازن والعقلانية والصبر على ابناء جلدتنا، فهكذا أفهم الأمور وهكذا أفسرها . فالأردن ليس إسرائيل ، إذا كانت الحجة هي الثورة والاتفاقيات الدولية مصونة ولا يستطيع أي نظام الغاءها باعتبارها أشد من حالة إعلان حرب ، إلا إذا كان (زعلنا من عدمه ) لا يهم ولا يؤثر عند اشقاءنا. فنحن كشعب ؛ ناشدنا الأشقاء بكل معايير الأخوة والعروبة ، أن يلتزموا على الأقل بما تم الاتفاق عليه وبما رسمنا استراتيجياتنا على أساسه ، لكن الجميع لا بد أن يعرفوا أننا الدولة الأكثر عقلانية ، ولكن ليست الدولة التي تقبل أن تسيل المياه من تحت أقدامها.اضافة اعلان

نقدم الشكر لمعالي وزير الداخلية الذي فهم رسالة الأشقاء وأدرك لغتها ، فاستجاب باللغة وبالأدوات نفسها التي مورست في حقنا كأردنيين. فلم نكن يوما أولاد البايره ، ولن نكون . نشكر معاليه لأنه أثبت أن وزننا ما زال ثقيلا وأن كرامتنا أثقل ، وأننا نستطيع أن نلعب بالأوراق حتى نوازن التعامل معنا . أليس من حقنا أن نعامل بالمثل؟ إذ لدينا من الأوراق والوسائل ما يجعلنا نرد الصاع صاعين، لكن ؛ بلغتنا المعهودة ، لغة العقل والمنطق والأب الحنون. على اعتبار أن أدبنا وصبرنا وتحمُّلنا هي مصادر قوة لا مصادر ضعف ، حتى تنهشنا الضالة.
تعامل معاليه مع الموقف من باب مصلحة الأردن العليا بالضبط ، كما تحدث إخوتنا المصريون ، فالقومية والعروبة هي شعارات لا يجب أن تكون( بوسة لحى ) بل هي استحقاقات ومتطلبات ومسؤوليات تُحتِّمها المصلحة العليا للأمة . فإذا تعمَّد الأخوة قطع إمدادات الغاز وهم الأعرف انه المصدر الوحيد وضمن اتفاقيات دولية مبرمة بين البلدين فبأي صورة يتخذون القرار الأحادي ويحمِّلون الأردن كل هذه الأزمة التي كادت أن تعصف بالوطن . وكيف يقومون بتخفيض الكمية من دون موافقة الأردن كطرف ثانٍ و من دون أن (يحسبوا أي حساب ) لهذا البلد المسمى شقيقًا . ولماذا (يطنش ) الأشقاء كل نداءات الأردن حول الأبعاد القانونية والاقتصادية التي تترتب على مثل هذه التصرفات من دون أن نجد من يقول كلمة حق ؟!! . وهل يحق لأحد أن يبرر ما حصل بعيدا عن مفهوم الاستخفاف وعدم الاكتراث ؟! فالأخوة في مصر أبعد ما يكونون عن أسلوب العضلات حتى يستعرضوها على دولة عُشر سكانها من المصريين، وناضلت من أجل أن تستعيد مصر دورها حاضنة للأمة العربية بعد المقاطعة ، فهل لذلك من صدى ؟؟!!، وهل يحق لاحد بعد ذلك وحتى سعادة السفير أن يعترض على نية الحكومة الأردنية ضبط عملية العمالة الوافدة وتنظيمها وتحقيق شرعية وجود ما يزيد على 374 الف شقيق مصري من أصل نصف مليون من دون تصاريح عمل .
يحق لوزير الداخلية أن ينظم الجاليات العربية وغير العربية في الأردن . من حقنا أن نعرف من دخل ومن خرج ، من هو موجود، وأين وماذا يعمل ؟ من حقنا أن نعيد ترتيب بيتنا ونضبط الفوضى العارمة في سوق العمالة في الأردن وكذلك سوق الوافدين . فإذا قاسمناهم شربة الماء الشحيحة ولقمة العيش العزيزة فهل جزاؤنا أن نُحرم من حقنا وأن نُعامل كالأيتام على مائدة اللئام .
هناك ما يزيد على 500 ألف وافد مصري يمثلون قوة بشرية تحصل على الماء والطعام والكهرباء ، والنقل المدعوم ناهيكم عن العملة الصعبة التي تخرج من بلادنا ، وفي الجانب الآخر فإن الأردن وباتفاقية الغاز مع مصر يدفع بالعملة الصعبة ولا يتأخر عن تسديد التزاماته ، فلماذا إذًا الخلل ، ولماذا أوصلونا نصف البئر ومن ثم قطعوا الحبل فينا ؟.
نقول للأخوة ولكل من يعتقد أن حيطنا واطي ، نقول إننا قادرون ، ونملك الأدوات ، ولا نطبق سياسة العين بالعين ، فما زالت أيدينا ممدودة لاشقائنا ، وشعارنا المصالح العربية العليا . ويجب أن تنظر أعيننا بحجم البؤبؤ نفسه الذي ينظر إلينا بغض النظر عن اتساع حدقة العين . فليخاطب سعادة السفير أصحاب القرار المصري ويصف الحالة الأردنية. فإن (حطيتني بعين أحطك بلثنتين ) . فشكرا لوزير الداخلية .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة