.. حين تتبعثر الصورة!

«بصّارة، برّاجة» هكذا وصلت «النهار» اللبنانية الرزينة بقارئها، فنشرت في عدد الاثنين مساحة كبيرة لتنبؤات سيدة اسمها ليلى عبداللطيف تتنبأ للبنان وللمنطقة بما سيكون عليه الحال في الأيام والأسابيع القادمة.اضافة اعلان

ويبدو أن الصحيفة الجادة لم تعد تكتفي بكتابها ومحلليها الكثر أمثال الصديقين سمير عطا الله، خوري.. فلجأت إلى التنبؤ الملتبس بين الضرب في رمل شاطئ الحمام العسكري، أو استلهام النجوم والأبراج، وهي حالة تكاد تصل بالناس في هذه المنطقة إلى انتظار كوارث، أو أعاجيب، أو قوى تطيح بالواقع الأسود الدامي الذي تعيشه المنطقة!
- ماذا تقول «البصّارة البرّاجة»؟!
- كلام كثير عن لبنان والتجديد أو عدم التجديد لرئيسه، واغتيال شخصية دينية، واضطرابات في الأردن، وكلام ملخبط عن سوريا.. ومصر.
لقد اسفنا لصعوبة الوصول إلى قناة الجزيرة - عدا الرياضية - فعلى الفضائيات يكثر المحللون والكُتّاب، الذين لا يختلفون كثيراً عن السيدة ليلى عبداللطيف.. وخاصة ضباط الاستراتيجية المتقاعدين، الذين فاتهم فجر المعارك الحقيقية، فصاروا يديرون على خرائط إلكترونية في الفضائيات معارك الغوطة وحلب وأحياء حمص..وتفصيلات القتال في قرى ادلب.
العميد ثروت الزيات مثلاً، ذكرني وأنا ابن دمشق لثماني سنوات بقرى الغوطة التي انزاحت عن ذاكرتي: كفر بطنا مثلاً، وكفر سوسة.. وداريا التي أعرفها وأعرف نائبها الرفيق حنّا الكسواني في البرلمان السوري.
والغريب أن العميد الزيات انتقل مؤخراً من الجزيرة إلى إذاعة لندن - ونعود إلى الصلة القديمة - فإنه العسكري الوحيد المصري الذي سمعته يتهم الجيش الذي خدم فيه بأنه يقتل المدنيين، ويقمع تظاهراتهم السلمية. مع أن العسكري المصري يتفرّد بين كل عسكر العرب بأنه مطلق الولاء للجيش الذي خرج منه!
ما يحدث في المنطقة يحتاج الآن إلى أكثر من السيدة ليلى عبداللطيف. فهي تمور بالمتناقضات، وبالخروج السافر عن مبادئ وقيم قديمة كنّا نسمعها أطفالاً، ونردّدها شباباً، وننام على وسادتها شيوخاً:
- العروبة، القومية، الشرف، احترام حق الحياة والحرية والكرامة. النضال في مواجهة الغزو الفكري، والعسكري، والاقتصادي الأجنبي..الخ!
- ترى ماذا حدث لتقع هذه المبادئ والقيم في الجب كما يوسف. ونحمل إلى أمنا العروبة ثياب الأطفال السوريين والعراقيين الملطخة بدمهم وليس بدم شاة!!.
- هو يوسف العربي يا أم!!. أما تزالين ترصدين القادم الذي لن يجيء؟!