تذكرنا تحضيرات القمة العربية - الإفريقية في الكويت، بمحاولات كثيرة سابقة كان هدفها عمليا واقتصاديا منها العربية، وأهمها مشروع السوق العربية المشتركة في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، وقد سبقنا بها السوق الأوروبية، ومنها مؤتمر القمة ومشروع سعدون حمادي لعقد التنمية العربية عام 1980 في عمان.. حيث استطاع عبدالحليم خدام إلى تحويله في مؤتمر وزراء الخارجية والاقتصاد إلى سيرك كلامي، ثم قاطعه السوريون، وعقاباً لنا على نجاح القمة تم حشد فرقة على حدودنا لتخويف القادة العرب.. فلم يخف أحد، وتم حشد فرقتين من الجيش العربي على حدودنا الشمالية.. وقد كان تعليق الراحل الحسين على نبأ الحشد السوري نفيه بأن المقصود منه الأردن:.. وفسره بأنه كان في الطريق.. إلى الجولان!
.. اللي فات مات كما يقول الفلاحون! ونحن الآن أمام اختبار لعقول السياسيين العرب والأفارقة، في الكويت خلال الأيام القادمة. فيما إذا وصلوا إلى النضج الاقتصادي - الإنمائي لعملوا معاً.. بالاستثمار العربي، وبالثروة المائية والزراعية الإفريقية، فنحن في الوطن العربي نستورد خبزنا اليومي، والأفارقة يعانون من الحروب والمجاعات. فهل نستطيع حماية غذائنا، وحماية الانتاج الإفريقي بمشروعات حقيقية نعيد فيها المحاربين إلى قراهم ومزارعهم ليعملوا، ويفتحوا المزيد من المدارس والمستشفيات والجامعات، ونفيد منها المستهلك العربي بأمنه الغذائي الذي يشكل أساس استقراره وأمنه وازدهاره؟!
عرب الخليج الأغنياء افتتحوا هذا العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين بمنح للأردن ومصر والمغرب.. وجعلوا من هذا المال بداية مشروعات يمولونها هم، ويدرسون جدواها هم، ويتابعون تنفيذها هم، وهذا مال أكرم من مال مشروع مارشال الذي انعش أوروبا بعد الحرب الثانية.. فأميركا كانت تعطي نصف الكلفة وعلى الدولة الأوروبية المستفيدة أن تعطي النصف الثاني من مواردها!
ونحن، وحرصاً منا على نزاهة التعامل مع المنحة أخذنا وقتنا في دراسة المشروعات التي تتموّل منها، وطالما انها لخمس سنوات، فإننا في نهاية عام 2016 نكون استوعبناها، ونحن في مثل اليقين ان هذه المنحة ستصبح صندوقاً تغذيه الأخوّة العربية القادرة، وتفيد منه الدول التي تبني قدراتها لتكون السند الحقيقي لاخوتها في الخليج العربي!
إفريقيا مهمة!! ويجب ان نتعامل معها بما هو اجدى من التكتلات السياسية، والوحدات التي اصطنعها القذافي بعد ان فشل في التعامل مع العرب ومع شعبه، فما تريده إفريقيا، ونريده، هو الاستثمار والعمل الاقتصادي المشترك، واستنهاض شعوب القارتين بعد تأخرهما كثيراً عن اللحاق بركب التحضر.. وبعد ان سبقتنا شعوب جنوب غرب آسيا، والهند والصين واندونيسيا وماليزيا وسنغافور وكوريا الجنوبية!
ان نصل متأخرين.. افضل من أن نبقى.. خارج الزمان والمكان!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو