الجمعة 2024-12-13 08:51 م
 

خالد وعبدالحميد ومحمد.. أصدقاء حتى في الشهادة

-1736497025
08:07 ص

اعتاد الأصدقاء الأطفال الثلاثة عبد الحميد أبو ظاهر، ومحمد السطري، وخالد سعيد، التوجه إلى المدرسة كل صباح، وبعد عودتهم يقضون وقتهم في اللعب في محيط منطقة سكنهم، لكنهم لم يعلموا هذه المرة أن أجسادهم ستتحول إلى أشلاء تتبعثر بفعل صاروخ إسرائيلي باغتهم أثناء لعبهم.

كانت عقارب الساعة تشير إلى 6:45 مساء الأحد 28 أكتوبر/ تشرين أول حين تبدد هدوء غير مُعتاد في المنطقة الحدودية شرقي بلدة وادي السلقا شرقي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة بانفجارٍ قوي، دون أن يعلم أحد طبيعة الحدث.

بعد ساعات تحركت سيارات الإسعاف إلى المكان، وجرى التنسيق لعبورها إلى منطقة قريبة من السياج الأمني، لتجد الأطفال الثلاثة (13 عامًا) تقطّعت أجزاء أجسادهم السفلية جراء قصف مباشر تعرضوا له من طائرة إسرائيلية.

اضافة اعلان

 

اظهار أخبار متعلقة


وقعت الجريمة في المنطقة المُطلة على منازل الأطفال الشهداء على بعد نحو كيلو متر من السياج الأمني، وأججت غضبًا شعبيًا تُرجم إلى مسيرات تطالب بالرد على الجريمة الإسرائيلية.

صباح اليوم، شيّع آلاف المواطنين جثامين الأطفال الثلاثة، وسادت أجواء الحزن والغضب منازل الشهداء وشوارع القطاع.

أحلام بريئة

وهي تبكي بحرقة تقول سلوى سعيد والدة الشهيد "خالد" إنه عاد إلى المنزل مساء أمس وتناول طعام العشاء، ثم جلس يدرس لامتحانٍ مدرسي اليوم، وبعد وقت قصير ذهبت إلى غرفته فلم تجده، وظنت أنه ذهب إلى مقهى للعب، كما اعتاد.

وتضيف لمراسل وكالة "صفا"، "لم يرجع خالد، فقلقت عليه، وبعدها بقليل جاءني خبر استشهاده في قصف قرب المنزل، وهو ما لم أكن أتوقعه، لأن طفلي لم يسبق له الذهاب إلى الحدود".

كان عقل "خالد" يسبق سنه، ونظرًا لوضع عائلته المعيشي المتردي، فكّر بترك مدرسته والعمل على إعالة أهله، فطلب من والدته شراء "غنمة" على طريق حلمه في أن يصبح تاجر مواشي، ففعلت ما طلب، لكنها قالت له: "عندما تكبر وتنهي الدراسة افعل ما تريد".

ووسط نسوة جئن يُخففن عنها ألم الفقد، تتساءل الوالدة "ما هو ذنب الأطفال الثلاثة ليقتلوا بهذه الطريقة البشعة؟. الاحتلال لديه أجهزة تكنولوجية ويعرف أنهم أطفال. كان خالد يحلم بحياة كريمة، ويعيش في أمان، دون خوف".

وتقطن أسرة الشهيد "خالد" بمنطقة تتعرض باستمرار للقصف والاجتياحات الإسرائيلية، واستُشهد خاله قبل سنوات في قصف مع أصدقائه، كما تم تدمير منزلهم خلال عدوان 2014، وقبل أشهر تمكنوا من إعادة بنائه.

وبشأن مزاعم الاحتلال بأن استهداف الأطفال جاء بسبب محاولتهم زرع عبوة ناسفة، تقول عمّته بسمة سعيد إن تلك ادعاءات لتبرير الجريمة وتغطيتها.

وتساءلت "منذ متى تنام إسرائيل يومًا دون ارتكاب جريمة بحق الأطفال والنساء؟. هذه أرضنا ونحن نُقتل لأننا متمسكون بها".

في فصل "خالد" كانت الصدمة سيدة الموقف، ووُضعت صورة الشهيد على مقعده، وقال صديقه علاء أبو عمرة إن شريكه في المقعد كان طيّب الخلق، ولم يُصدّق حتى اللحظة أنه استشهد.

"زهور الوداع"

أما عائشة أبو ظاهر، والدة الشهيد "عبد الحميد"، فتقول إنّه غرس مجموعة من الزهور في فناء المنزل، وصلى المغرب ثم خرج، ولم يعد.

وتضيف "اعتقدت أنه توجه لحضور حفل زفاف أقاربنا، لكنه تأخّر، ولم أكن ألم أنه ضحية القصف؛ فطفلي صغير لكن له طموح أكبر منه، وكان يرغب بتعلم مهنتي الميكانيكا والبلاط، ويجمع المال لكي يُحسّن وضعنا المعيشي".

حُرم "عبد الحميد" من العيش بأمان بعدما هدم الاحتلال منزله في عدوان 2014، وعاش حياة صعبة بسبب سوء الوضع الاقتصادي، لكنه كان يحلم كصديقه "خالد" بأن يصبح تاجر طيور، وساعدته والدته في شراء بعض "الحمام" وتربيته.

وتقول لمراسل وكالة "صفا": "كان طفلًا بسيطًا يحمل أحلامًا بريئة، ولم يفعل ما يجعل منه هدفًا للقتل. أريد ردًا من المقاومة وانتقامًا لدماء الأطفال الثلاثة".

أما محمد أبو مغصيب شريك الشهيد "عبد الحميد" في مقعده الدراسي، فيقول: "للمرة الأولى آتي إلى المدرسة ولا أجده، كنت أراه في الطريق كل يوم، لكني صُدمت عندما علمت أنه استُشهد ووضعوا صورته على مقعده. كان نشيطًا ويشارك في الأنشطة المدرسية".

وامتنع ذوو الشهيد محمد السطري عن الحديث لوسائل الإعلام من هول الصدمة التي أصابتهم، ولاسيما أنه الذكر الوحيد لوالديه، وله خمس شقيقات.

لكن زميله في المقعد الدراسي زياد أبو خماش، يصف الفصل الدراسي اليوم بعد غياب زميله للأبد "بالحزين والسوداوي"؛ قائلًا: "كان معي أمس، لم أتوقع أن يحدث ذلك، فهو طفل خلوق وطموح، كان رفيقي في طريق الذهاب والعودة إلى المدرسة. لا أعلم لماذا قتلوه".

 

 

 

 

صفا - 

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة