لا أحد يستطيع المزاودة على مواقف الأردن، أو أن ينتقص دوره الإنساني، عبر كل مراحل التاريخ المفتوحة لموجات اللجوء والهروب. وإذا كان الأخوة العراقيون يتندرونا قائلين، إنه لو حدثت حرب في الصين؛ فستقصف وتدمر البصرة، فنحن سنقول: لو أن حرباً دارت رحاها في المريخ أو زحل؛ لنالنا منها طرطوشة مهاجرين. فالحمد لله من قبل ومن بعد، فقد كنا وسنبقى الحضن الدافئ والقلب الرؤوم المفتوح على إغاثة الملهوف وتأمين الخائفين.
للأسف لا أحد يريد أن يرى المرض، أو يدينه ويستنكره، الجميع يتعلقون بالأعراض وظلال الأشياء. نحن في هذه الايام ندين الضحية، ولا نأتي على سيرة المجرم. فاللجوء السوري لم يكن لولا نظام طاغية دموي، باستبداده وصلنا إلى هذه الحالة من الفوضى والضياع، وإلى توليد بيئة حضنت نشوء وترعرع الإرهاب.
لدينا مثل شعبي حصيف، يقول ما لا تقوله الكلمات: (رخاوة البطان تجيب الدبر). أي أن الحزام، إذا لم يكن مشدوداً على بطن الدابة، التي تحمل أثقالها، فإن ظهرها سيناله الكثير من القروح والجروح).
فنحن في مبدأ الأمر، لم نتخذ الحزم والحصافة في مسالة اللجوء، ولو نشد الحزام كما ينبغي، بل فتحنا القلوب قبل الأبواب وبشكل اعتباطي غير مدروس؛ معتقدين أن العالم سيهب ليساعدنا، ويغدق علينا من المساعدات. ولو اتخذنا موقفا غير هذا؛ لما وصلنا إلى هذا النقطة من تبعيات فاقت طاقتنا، ولأجبرنا المجتمع الدولي على الوقوف أمام استحقاقاته الإنسانية والسياسية تجاه الهاربين من الموت.
الإدانة اليوم للضحايا واللاجئين، ولمن ساعدهم وفتح قلبه قبل أرضه لهم. أما النظام الفاشي فلا أحد يدينه. وكأن الناس تهرب من سيل، أو زلزال، ولا تهرب من براميل متفجرة عمياء، وقصف طائرات لا يرحم.
لم نعد نسمع أحد يدين بشار الأسد وإجرامه، ولا أحد يرجع أصل المشكلة لمرضها الأساسي، وهو النظام القاتل. وأن كل ما ترتب على الأزمة السورية، لم يكن لولا فاشيته واستبداده.
لم تتحمل دولة من دول الجوار السوري مثلما تحملنا، رغم حالنا وأحوالنا. ومع هذا تجد من يزاود. وينسى أن يسأل: لماذا لم تحتضن الدولة السورية الهاربين من جحيمها؟ لماذا يفترض على الآخرين أن يقلعوا شوك هذا النظام؟ ثم من يضمن لنا ألا يتسلل الإرهابيون بين جموع القادمين؟
ربما أن قدر هذه البلد، منذ زمن وأزمان، أن تكون مثل خبز الشعير: مأكولا مذموما. وما مسألة الحزم في فتح الحدود؛ إلا امتداد لهذا الذم الظالم، وهذه الإدانة المخطئة طريقها. نحن مأكولون مذمومون. والحمد لله على كل حال.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو