الوكيل - في حصيلةٍ جديدة تشير الى حجم شراسة المعارك اليومية الدائرة في العراق، أعلنت الحملة الشعبية الوطنية لإدراج تفجيرات العراق على لائحة جرائم الإبادة الجماعية 'حشد'، عن 'مقتل وإصابة وفقدان أكثر من تسعين ألف مقاتل من القوات العراقية والمليشيات، في غضون عام واحد.
الحملة وفي بيانٍ لها صدر، أمس، متبوعاً بمؤتمر صحفي أقيم في نادي الصيد في بغداد بمناسبة الذكرى الأولى لسقوط الموصل على يد تنظيم الدولة الإسلامية، ذكرت أنّ 'تضحيات قواتنا الأمنية ومجاهدي الحشد الشعبي والقوى المتحالفة معها، تثبت أن هذه الأرض لها أبناؤها يدافعون عنها ببسالة وما زالوا'. وأدرج البيان، حسبما أورد موقع 'العربي الجديد'، حصيلته التي أكدت فيها مقتل 46 ألفاً من الجيش والشرطة و'الحشد الشعبي'، وإصابة 42 ألفاً، فيما سجّل اختفاء بضعة آلاف، وفقاً لإحصائيات البيان.
كما أوضحت الحملة في بيانها، أنّ العراق شهد أسوأ أزمة إنسانية في تاريخه، بأكبر عملية نزوح خلال العصر الحديث، إذ بلغ عدد النازحين من المحافظات والمدن التي احتلها 'داعش' قرابة أربعة ملايين نازح، داعيةً الى ضرورة أن يكون تحرك دولي أوسع لإيقاف الانتهاكات والجرائم المستمرة منذ أكثر من عام.
واعتبرت أن الجرائم الإرهابية بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة وعمليات الاغتيال التي تستهدف المدنيين، لم تتوقف وهي شبه يومية، خصوصاً في العاصمة العراقية بغداد، والتي يذهب ضحيتها مئات الضحايا بين قتيل وجريح.
في المقابل، أكدت عضو تحالف القوى العراقية النائبة عن محافظة ديالى، ناهدة الدايني، في حديث خاص لـ'العربي الجديد'، أن المحافظة تعاني أزمة أمنية، تتمثل في تكرار انفجارات السيارات الملغومة والاغتيالات الممنهجة وبروز التهديدات التي أخذت في التصاعد خلال الأسابيع الماضية، موضحة أن قضاء بلدروز شرق مدينة بعقوبة، يعد من أكثر المناطق خطورة في المحافظة، حيث يحتل المرتبة الأولى في حوادث العنف.
وطالبت الدايني رئيس الوزراء، حيدر العبادي، وقادته الأمنيين بتطويق الأزمة الأمنية، واحتوائها قبل أن تتفاقم وتخرج عن السيطرة، كما دعت إلى تشكيل لجنة خاصة لمتابعة الجهات التي تقف وراء السيارات المفخخة والاغتيالات والتهديدات التي تحاول ضرب النسيج الوطني وخلق الفتن والنعرات بين أبناء الشعب الواحد.
أمنياً، وفي العاصمة بغداد، اغتال مسلحون مجهولون ضابطاً برتبة عقيد متقاعد أمام داره في حي القاهرة شمال بغداد، فيما عثرت قوة أمنية على جثة امرأة قضت رمياً بالرصاص في منطقة البلديات شرق بغداد، كما عثرت الشرطة على ثلاث جثث مجهولة الهوية في منطقة المنصور غربي بغداد بدت عليها آثار إطلاقات نارية. يأتي ذلك، بعد ساعات من تفجير سيارة مفخخة شرق العاصمة، أدت الى مقتل وإصابة 15 عراقياً.
يذكر أنّ منظمة 'حشد' هي إحدى منظمات المجتمع المدني المعنية بدعم قوات الأمن ومليشيات 'الحشد الشعبي'، في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، وأسسها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
وبعد عام على سقوط الموصل بيد تنظيم داعش، حمّلت الحكومة المحلية في محافظة نينوى العراقية وعاصمتها الموصل رئيس الحكومة، حيدر العبادي، مسؤولية تأخر تحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم 'داعش'، واصفة دور الحكومة بـ'المتفرج'.
ودعا رئيس مجلس محافظة نينوى، بشار كيكي، في مؤتمر صحافي عقد في مدينة القوش على الحدود بين المحافظة وإقليم كردستان، بمناسبة مرور عام على سقوط المدينة، حكومة العبادي إلى 'اتخاذ قرارات ملموسة بشأن تحرير مدينة الموصل، وتحمل مسؤولياته تجاه النازحين والمحاصرين من قبل 'داعش'.
وأوضح أن الميزانية متوقفة، والتحرك الجاد والملموس لانطلاق معركة تحرير نينوى ما زال يتأجل دون مبررات مقنعة، والاستعدادات المدنية المرافقة للمعركة ما زالت خجولة لا تتعدى مساحات الورق الذي كتب عليه من قبل حكومة العبادي.
وشدد كيكي على ضرورة استثمار الجهد الدولي لدحر إرهابيي داعش في أسرع وقت ممكن، مؤكدا أهمية الإسراع في صرف ميزانية العام الحالي، لإعادة إعمار المناطق المحررة، وإعادة النازحين إلى مناطق سكناهم، واتخاذها قواعد للانطلاق نحو تحرير باقي مناطق محافظة نينوى، مطالباً في الوقت نفسه بتحويل ملف النازحين بالكامل إلى رقابة الحكومة المحلية.
وكان نائب الرئيس العراقي، أسامة النجيفي، قد أكد أن معركة تحرير نينوى لم تلق الاهتمام المطلوب، مشيراً إلى وجود تقصير في تسليح أبنائها.
في سياق متصل، قال نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية اسكندر وتوت، إن القادة العسكريين وخلال لقائهم برئيس الوزراء، حيدر العبادي، أكدوا اكتمال كافة الاستعدادات بصورة شبه نهائية للقطعات التي ستتوجه لتحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم 'داعش' بعد شهر رمضان المقبل.
وأشار وتوت لموقع 'العربي الجديد' إلى أنه 'بعد شهر رمضان المقبل، لن ولن يكون أي وجود لعناصر تنظيم داعش' في الموصل، مضيفا أن الحكومة المركزية دعت جميع عشائر وأهالي الموصل إلى المبادرة في قتال مسلحي التنظيم، ومساندة القوات الأمنية بمختلف صنوفها التي ستحرر المدينة' على حد قوله.
وكانت مدينة الموصل سقطت خلال ساعات قليلة بيد تنظيم داعش في العاشر من حزيران (يونيو) من العام الماضي.
وانسحبت من الموصل حينها فرق عسكرية وشرطية كبرى، وتركت أسلحتها غنائم بيد التنظيم، لتعتبر هذه اللحظة فارقة في تاريخ العراق منذ احتلاله العام 2003.
وبعد عام تقريباً، سقطت مدينة الرمادي في الأنبار بيد 'داعش'، ليبدو المشهد مكررا لما حدث في الموصل، لكنّ مراقبين رأوا في سقوط الرمادي سيناريو معد مسبقا من قبل أطراف في حكومة العبادي، بهدف التمهيد لإحلال الحشد الشعبي مكان الجيش في محافظة الأنبار.
بحسب اليونيسيف، فإن ثمانية ملايين عراقي يحتاجون لمساعدة إنسانية عاجلة
وبعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على العديد من محافظات العراق في شماله وغربه، نزح عدد كبيرة من سكان تلك المدن، وقال عضو لجنة الهجرة والمهجرين في مجلس النواب العراقي النائب، أحمد عطية، أن أعداد النازحين المسجلين لديهم، بلغت ثلاثة ملايين ومئتي ألف نازح، معظمهم من محافظة نينوى.
وبحسب اليونيسيف، فإن ثمانية ملايين عراقي يحتاجون لمساعدة إنسانية عاجلة، كما أعلنت الأمم المتحدة أن المساعدات ستتوقف قريباً عن النازحين بالعراق؛ في حال لم يتمكنوا من جمع التبرعات المطلوبة، وأن أعداد النازحين والذّين بحاجة إلى مساعدة، سترتفع إلى عشرة ملايين قريبا.-(وكالات)
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو