الخميس 2024-12-12 12:34 ص
 

خطابات الحدّ الأعلى!

09:53 ص

لم يتوقع أحد من الخطباء الأميركيين والإيرانيين والفرنسيين في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، أن يطرح مشروع حل للكارثة السورية، فالعادة أن يبدأ الكلام وراء أبواب مغلقة فيما يبقى «الحل» بحاجة إلى المزيد من الدم والمعاناة والعذاب.اضافة اعلان

الرئيس أوباما ذكرني بقسيس البروتستانت الأميركيين، في عظة الأحد. قال الكثير من النوايا الطيبة وقال أكثر نقاط الخلاف حدةً. هل يتذكر أحد خطاب الرئيس في جامعة القاهرة، أيام جاء يحمل العدالة والسلام إلى هذه المنطقة.
أمام الجمعية العمومية كان مستعداً للتفاهم مع روسيا وإيران على حل للكارثة السورية.. لكن دون الطاغية. وكان مستعداً للقضاء على داعش لكن دون أن يقول كيف؟. وايجاد تحالف أوسع يشمل روسيا وإيران والعراق وتركيا والسعودية.. ولم يجد في هذا الحلف مكاناً لسوريا.
- والرئيس الروسي يبدأ من التحالف مع بشار الأسد لأنه هو «القادر على هزيمة داعش»!! كيف؟ وما الذي كان يفعله طيلة أربع سنوات؟!.
والرئيس الروسي يعلن بالفم الملآن أن روسيا لن تشارك في أي قوات بريّة لمحاربته. إذن قوات من إذا كان بشار الأسد ذاته لا يشكي من قلة السلاح والذخيرة.. وإنما من قلة الجنود.. فلا أحد يذهب إلى الخدمة العسكرية إذا كان المطلوب منه الاصطفاف مع حزب الله، وأبو الفضل العباس، وعصائب الحق في قتل الشعب السوري وتدمير مدنه وقراه. ولتأخذ محافظة جبل الدروز نموذجاً لامتناع الشباب عن الخدمة العسكرية.. لأنها تعني خدمتهم لنظام يقتل السوريين.
- وبين الموقف الأميركي القديم، والموقف الجديد ينسى الرئيس الإيراني كل شيء، ويشارك في حرب إعلامية على السعودية باستغلال ضحايا التدافع.. ومنهم غير المعلن عن وفاتهم (300 إيراني مفقود). ويعلن أن إيران وراء بشار الأسد.. وهو يعرف البئر وغطاه.. ويعرف أن مدير أمن الأسد، كان ضيفاً في السعودية، ويعرف أن هدنة الزبداني مقابل هدنة قريتين علويتين في محافظة إدلب.. إنما كانت نمطاً من الترحيل.. واقتسام وطن السوريين بين متحاربين أكثرهم غير سوريين، وينوب عنهم إيران وثوار جيش الإسلام..وراء ظهر نظام الحليف الحاكم سعيداً في دمشق.
- أما فرنسا وبريطانيا فليس لها إلا أن تلهث وراء الموقف الأميركي.. أو أن تحاول حجز مكان لها في «الحل». وإلا فكيف نفهم إعلان باريس قبل خطاب الرئيس الفرنسي في الجمعية العمومية بيوم واحد، عن ضربة جوية وجهتها الطائرات الفرنسية لفرع داعش السوري؟؟. وكيف نفهم حماس رئيس الوزراء البريطاني للمشاركة في الحرب ضد داعش، بعد تصويت مجلس العموم ضد أي مشاركة في هذه الحرب؟؟.
كانت الخطابات مسرحية بدت فيها الأطراف في طرح الحد الأعلى لمقترحات الحل السوري،.. خطاب واحد أنعش الإرادة الدولية بكل ملامحها وقسماتها الإنسانية هو خطاب الملك عبدالله الثاني.. ونقاطه السبع. فالأردن كان له موقف منذ البداية.. وبقي مُصرّاً عليه.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة