الأربعاء 2024-12-11 05:48 م
 

خطر سيناء!

07:09 ص

.. من الصعب تصوّر انطباق ما يجري في مصر على ما يجري في سوريا. وتحذيرات الرئيس الروسي من الحرب الأهلية لا تدل على الحرص على مصر، لأنه لم يكن حريصاً على سوريا.. حتى على مستوى صدور قرار دولي لمرور الأغذية والأدوية إلى المحاصرين في حلب!!.اضافة اعلان

إلا أن ما يجري في شبه جزيرة سيناء، يبدو فعلاً خارج القياس، ففي وقت واحد شنت جماعات مسلحة فجر الاثنين هجمات على 8 محاور أمنية تابعة للجيش وقوى الأمن في ثلاث مدن بمحافظة سيناء هي: العريش، ورفح، وشيخ زويد!!. وبقذائف متطورة ثقيلة من الهاون، والآر. بي جي. وادت الهجمات إلى مقتل جندي واصابة عدد من الضباط والجنود، كما قتل شرطيان على دراجة في رفح!!.
والوضع كما يبدو يتفاقم ويأخذ أبعاداً خطيرة، فمثل هذه الأعمال القتالية على ضفة قناة السويس وعلى طول الخط الحدودي مع قطاع غزة، أدت إلى رفع درجة الانذار العسكري على طول محافظة السويس ومدنها، وما يتركه ذلك من مؤثرات اقتصادية على مدن موصوفة بالنشاط التجاري، والأخطر هنا أن هذه العمليات أدت إلى إغلاق معبر رفح الوحيد الذي يصل غزة بالعالم. وإغلاق كل الانفاق التي تزود القطاع بشرايين الحياة، فهناك اتهامات أمنية بصلة حماس القطاع بالمجموعات الجهادية التي يستعملها الاخوان في العمليات التي لا يحبون أن تلصق بهم تهمة الإرهاب إذا قاموا هم بتنفيذها!!.
لقد كانت سيناء منذ سنوات طويلة منطقة لا سلطة حقيقية عليها بعد الانسحاب الإسرائيلي منها، وقد اختلط في اشغال الفراغ الأمني مصالح التهريب، وتجارة السلاح وتهريبه وخاصة بعد أن تمَّ نهب مخازن الجيش الليبي أثناء «ثورة الربيع». وتوزع على كل إفريقيا.. وطبعاً على سيناء بشكل خاص!!.
لقد كانت سيناء دائماً على هامش الحياة المصرية، وكان هذا بعض عذر الجماعات المسلحة الغاضبة، ونظن أن هذه الهامشية ذاتها هي السبب الذي يجعل المراقبين يستبعدون امتداد فوضى سيناء إلى مصر. فالتكوين السكاني القبلي البدوي وشبه البدوي، لن يكون له تأثير على الفلاحين المصريين أو على سكان المدن المصرية الحضرية!!.
وساكن الدلتا غير ساكن الصحراء. وقد اصطنع الاحتلال الإسرائيلي محطات سياحية على شاطئ سيناء في شرم الشيخ، وسفاجة وطابا. وبعد الانسحاب انصبت مليارات المصريين على هذه المواقع، وجعل الاستثمار منها جنّة السياحة في بلاد الشمس والدفء. لكن بدو سيناء لم يستفيدوا منها أبداً. وكان من الممنوع عليهم الاقتراب منها!!.
قضايا مصر معقدة، وتحتاج إلى قوى متحضرة كبيرة لنقلها من حالة الخمول والفقر والجهل إلى النهضة.. والصحة.. والازدهار. وقيادات الاخوان المسلمين ليست مؤهلة لهذا العبء الثقيل.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة