الوكيل - رصد - تزداد الأحدث في العراق سخونة يوما بعد يوم ويلوح في الأفق مخطط تقسيمه إلى ثلاث دول: شمال، وسط، جنوب، وذلك بعد ان تمكن تنظيم 'داعش' من إقامة دولة لهم من تشتيت قوات المالكى في مناطق بشمال البلاد وغربها، وتقدموا أمس نحو قضاء المقدادية في طريقهم إلى مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، على الحدود مع ايران والمحاذية لبغداد.
وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن بلاده لن تعيد أي قوات أميركية للقتال في العراق، لكن البنتاغون قرر إرسال حاملة طائرات إلى الخليج، استعداداً لتوجيه ضربات محتملة ضد 'داعش'.
وفي التفاصيل، دعت المرجعية الشيعية العراقيين إلى حمل السلاح ومقاتلة المسلحين الجهاديين السنّة، بهدف وقف زحفهم المتواصل منذ خمسة أيام نحو بغداد، حيث أعلنت السلطات عن خطة أمنية جديدة تهدف إلى حماية العاصمة من أي هجوم محتمل.
ويخوض الجيش العراقي، منذ صباح أمس، اشتباكات مع المسلحين الذين يحاولون السيطرة على قضاء المقدادية بعدما مروا في ناحيتي السعدية وجلولاء القريبتين، في طريقهم إلى مدينة بعقوبة (شمال شرق) مركز محافظة ديالى.
وفي بعقوبة، أفاد شهود أن القوات الأمنية والعسكرية أجرت عملية انتشار كثيف في أنحاء متفرقة من المدينة، تحسباً لاحتمال وصول المسلحين إليها.
ولم تؤكد المصادر الأمنية والعسكرية الجهة التي ينتمي إليها المسلحون في ديالى، ولكن تنظيم 'الدولة الإسلامية في العراق والشام' أعلن على حسابه الخاص بمحافظة ديالى على موقع تويتر عن اشتباكات يخوضها في المقدادية.
وبدخولهم إلى محافظة ديالى، أضاف المسلحون محوراً ثالثاً في مسار زحفهم نحو العاصمة، حيث باتوا يتقدمون من محافظة صلاح الدين شمال بغداد، فيما تستمر سيطرتهم على مدينة الفلوجة.
وأفاد مصدر أمني في ديالى أن قوات البشمركة الكردية دخلت مدينة جلولاء شمال شرق بعقوبة صباح أمس، لحمايتها من تنظيم داعش، وتعزيز الأمن فيها. وكانت مديرية شرطة محافظة ديالى قد نفت، الخميس، الأنباء عن سيطرة مسلحي داعش على ناحيتي جلولاء والسعدية، مؤكدة اتخاذها إجراءات احترازية لأي طارئ.
وقال مسؤولون محليون وشهود عيان إن طائرات هليكوبتر عراقية أطلقت صواريخ على أحد المساجد الكبرى في مدينة تكريت أمس.
وفي هذا السياق، وضعت السلطات العراقية خطة أمنية جديدة تهدف إلى حماية بغداد من أي هجوم محتمل، بحسب ما أفاد المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن. وأوضح معن في تصريح 'وضعنا خطة جديدة لحماية بغداد'.
وذكر أن الخطة تشمل 'تكثيف انتشار القوى وتفعيل الجهد الاستخباراتي وزيادة استخدام التقنية مثل البالونات والكاميرات والأجهزة الأخرى، إضافة إلى التنسيق مع قيادات العمليات في محافظات أخرى، ورفع الروح المعنوية للمقاتلين'.
وعن إمكانية استقدام قوات من أماكن أخرى، قال معن 'القوة الموجودة في بغداد كافية، ولكن هناك رغبة في الشارع للتطوع'، استعداداً لأي هجوم محتمل.
وفي محافظة صلاح الدين، حيث يسيطر مسلحو 'الدولة الإسلامية' على مدينة تكريت، أفاد شهود عيان أن المقاتلين أرسلوا تعزيزات كبيرة إلى محيط مدينة سامراء (شمال بغداد).
وأوضح شهود في قضاء الدور الواقع بين تكريت وسامراء أن 'أعداداً لا تحصى من السيارات التي تحمل المقاتلين توجهت، منذ مساء الخميس وحتى صباح أمس الجمعة نحو محيط سامراء'، في ما يبدو عملية حشد قبيل هجوم محتمل على المدينة.
وحثّ أياد علاوي زعيم الكتلة الوطنية في البرلمان العراقي الشعب العراقي على الالتزام باللحمة الوطنية، ونبذ الخلافات لتجنيب العراق المزيد من الانزلاقات والانحدار نحو التقسيم.
وقال علاوي في بيان 'نحذر دول الجوار والعالم من محاولات إذكاء الفتنة وتحويل العراق إلى ساحة للصراعات الإقليمية والدولية، والتي يدفع ثمنها شباب العراق وشعبه، كما ندعو المجتمع الدولي إلى توفير الدعم اللازم لخروج العراق من أزماته وتجاوز هذه المرحلة العصيبة، وترسيخ أسباب الاستقرار والسلم الأهلي، وتشكيل حكومة شراكة، مهمتها تحقيق المصالحة الوطنية وبناء دولة المواطنة وتصحيح العملية السياسية'.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أمس، انطلاق عملية 'تطهير' المدن التي يسيطر عليها مسلحون متطرفون منذ خمسة أيام، مؤكداً أن القوات العراقية ما زالت متماسكة، وفق ما جاء في بيان صادر عن مكتبه.
وقال المالكي بحسب ما جاء في البيان إن 'قواتنا الباسلة استعادت المبادرة، وبدأت عملها لتطهير كل مدننا العزيزة من هؤلاء الإرهابيين'.
ورأى المالكي أن 'العراق يمر الآن بمنعطف خطير ومؤامرة كبرى تستهدف وجوده، وتسعى إلى جعل بلاد الرافدين ومهد الحضارات قاعدة للتكفير والكراهية والإرهاب'.
وتابع إن 'أمة تمتلك كل هذا التاريخ العظيم وشعباً ورث كل هذه الحضارات، واحتضن كل هذه المقدسات لا يمكن أن يخضع لسيطرة مجموعات من الظلاميين والتكفيريين الذين لا يفقهون إلا مهنة القتل والتكفير'.
إلى ذلك، قالت مصادر اميركية لـ 'سي ان ان' ان البنتاغون قرر ارسال حاملة طائرات الى الخليج استعدادا لتوجيه ضربات محتملة ضد تنظيم داعش في العراق.
يأتي ذلك في وقت اعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، في مؤتمر صحافي، ان 'تنظيم داعش' يمثل خطراً على العراق والشعب العراقي والمصالح الاميركية.
واعلن أنه 'لدينا العديد من الخيارات لمواجهة أزمة العراق'، لكنه اكد انه 'لا يمكن ان نقوم بمهام الامن نيابة عن العراقيين'، مشدداً على 'اننا لن نرسل قوات عسكرية الى العراق'.
واعتبر أوباما ان القادة العراقيين لم يستطيعوا تجاوز الخلافات الطائفية بينهم، مشيرا الى انه 'لن يكون هناك تأثير لأي دعم من دون استقرار داخلي في العراق'.
وحذر 'من حصول اقتتال طائفي في العراق اذا تعرض –داعش- للمقامات الدينية'، معتبرا ان 'الحرب في سوريا انتقلت الى العراق'.
وتجد الولايات المتحدة نفسها مضطرة للتدخل مجددا في العراق بعد سنتين ونصف السنة على انسحابها العسكري منه، حيث تواجه اتهامات بان عدم اعتمادها استراتيجية في سوريا المجاورة ساهم في تصاعد قوة الجهاديين الذين اصبحوا على مشارف بغداد.
وفوجىء الاميركيون بسرعة وكثافة تقدم مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام ولم يعد امامهم من خيار آخر سوى تعزيز دعمهم للجيش العراقي، الذي يواجه نكسات والذين قدموا له 25 مليار دولار من المساعدات على مدى عشر سنوات.
وأوضحت ادارة أوباما ان ارسال قوات الى الارض مستبعد، وذلك بعد رحيل آخر جندي اميركي من العراق في 31 ديسمبر 2011 في ختام تدخل عسكري خلف خسائر بشرية كبرى على مدى ثماني سنوات.
لكن هناك احتمالات اخرى امام واشنطن، كما يؤكد محللون مثل ضربات جوية محتملة او تسريع تسليم اسلحة وتكثيف عمليات تدريب القوات المسلحة العراقية.
ويقول الجنرال المتقاعد بول ايتون 'افضل ما تقوم به الجيوش الغربية هو تدريب جيوش اخرى على القتال'.
وتوقع زميله فيصل عيتاني من مؤسسة مجلس الاطلسي (اتلانتيك كاونسل) ايضا 'ردا محدودا من الولايات المتحدة مثل منح الحكومة العراقية بعض مطالب المساعدة العسكرية'. واكتفت الخارجية الاميركية بتقديم وعد 'بمساعدة عسكرية اضافية'.
وسبق ان باعت واشنطن معدات للجيش العراقي بقيمة 14 مليار دولار. وفي يناير باعت الولايات المتحدة 24 مروحية اباتشي وكذلك مئات الصواريخ المضادة للدبابات من نوع هيلفاير ومن المقرر تسليم اول مقاتلتين من اصل 36 طائرة اف-16 اشتراها العراق في الخريف.
وفي 13 مايو ابلغ البنتاغون الكونغرس بمشروع بيع 200 آلية هامفي مجهزة برشاشات لقاء 101 مليون دولار و24 طائرة هجومية من نوع 'ايه تي -6 تكسان 2' لقاء 790 مليون دولار. وامام الكونغرس مهلة حتى الجمعة لتقديم اعتراضات والا فسيتم ابرام العقد.
واضاف ايتون، الذي خدم في العراق مع بدء الاجتياح عام 2003، ان 'الخيار الاخر سيكون تقديم دعم جوي عبر ضربات الطائرات من دون طيار او طائرات بطيارين، لكن هناك كلفة سياسة تترتب على ذلك وهي صورة اميركا تقصف العرب'.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو