الخميس 2024-12-12 01:50 ص
 

دراجات ثلاثية العجلات توزع على السجناء المؤدبين

05:39 م

الوكيل - اكتسحت آلاف الدراجات ثلاثية العجلات الصينية الصنع أهم شوارع مدن المغرب لما توفره من مزايا وخدمات كبيرة لفائدة الفئات الاجتماعية الهشة والفقيرة خاصة، حيث تحولت من وسيلة لحمل البضائع والسلع إلى طريقة للنقل للأشخاص والرُّكاب كأحد حلول لأزمة النقل التي تعرفها بعض المدن الكبرى في البلاد.

واستطاعت هذه الدراجات النارية ثلاثية العجلات، التي تسمى في المغرب بـ'التريبورتور'، أن تتيح العديد من فرص الشغل للشباب العاطلين عن العمل الذين وجدوا في هذه الدراجات مخرجا مؤقتا لبطالتهم، كما لجأت إليها بعض الجمعيات المدنية لإدماج السجناء ذوي السلوك الحسن في المجتمع بعد مرحلة السجن.

ويُذكر أن بعض الإحصائيات تتحدث عن وجود أزيد من مائة وعشرين ألفا من هذا الصنف من الدراجات تتجول في شوارع المغرب، وهو رقم مرشح للارتفاع باستمرار باعتبار أن البلاد تستورد كل سنة حوالي 24 ألف دراجة ثلاثية العجلات، أغلبها يأتي من الصين.
فرص عمل
وبدأ انتشار دراجات 'التريبورتور' في المغرب في الفترة الأخيرة بانطلاق برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي دشنتها الدولة قبل سنوات قليلة التي ترمي إلى ضخ دماء جديدة في مجال التشغيل الذاتي والتكوين والتأهيل المستمر، حيث مُنحت هذه الدراجات لبعض الباعة المتجولين لتطوير تجارتهم وتحسين ظروف عملهم.

وتحولت هذه الدراجات بشكل تدريجي من استغلالها في حمل البضائع والسلع المختلفة عبر عربتها التي تجرها في الخلف إلى مآرب أخرى أبدعتها الحاجة إلى توفير لقمة العيش، من خلال توظيفها في نقل الأشخاص والرُّكاب إلى الوجهات التي يطلبونها مقابل مبلغ معين متفق عليه مسبقا، في ما يشبه خدمات النقل التي تؤديها سيارات الأجرة 'التاكسي' في البلاد.

واعتبر الحسين الخديري، بائع للدراجات ثلاثية العجلات، بأن الإقبال الكثيف على هذا النوع من الدراجات يعود إلى أسعارها التي تكون في المتناول لكونها تُستورد من الصين، كما أنها أضحت مجالا للاستثمار والتشغيل من خلال نقل السلع مثل الأسماك والبيض وغيرهما، علاوة على أنها باتت وسيلة نقل تزاحم الحافلات وسيارات الأجرة.
وأردف البائع في تصريحات للعربية نت بأن العديد من المواطنين وجدوا ضالتهم في هذه الدراجات الصينية التي اتخذوها وسيلة للتنقل إلى أعمالهم ووظائفهم، خصوصا في ظل أزمة النقل التي تندلع أحيانا في بعض المدن الكبرى مثل البيضاء والرباط ومراكش وأكادير، حين تنظم المنظمات النقابية إضرابات عن العمل بالنسبة للحافلات والتاكسيات.

ولا يرى العاملون في الحافلات وسيارات الأجرة في البلاد بعين الرضا إلى هذه الدراجات ثلاثية العجلات التي تزاحمهم في مورد رزقهم، وينتقدون السلطات المحلية بغض الطرف عنها أحيانا لاعتبارات اجتماعية وإنسانية، لكون نقل الأشخاص بتلك الطريقة يعد خارج القانون الجاري به العمل.
الحاجة أم الاختراع
وحوَّل آلاف الشباب العاطل هذه الدراجات الصينية إلى أماكن متنقلة ومتحركة لترويج السلع وبيعها إلى المحلات التجارية، أو عرضها فوق هذه الدراجات للزبناء بدل طرحها على الأرصفة وفي الشوارع، وذلك بهدف ضمان حرية وسهولة التنقل والتملص بسرعة من السلطات المحلية التي تحارب الباعة المتجولين في حملات موسمية تشنها ضدهم.

ويعلق نور الدين بنعدي، الباحث في الاقتصاد الاجتماعي، على ما سماها ظاهرة الدراجات الثلاثية ذات الصنع الصيني بأنها أتاحت بالفعل موارد رزق لا يستهان بها داخل المجتمع المغربي، خاصة بالنسبة للشباب غري المتعلم أو من أصحاب الشهادات التعليمية البسيطة والمتوسطة.

وأشار بنعدي، في تصريحات للعربية نت، إلى أن الحاجة أم الاختراع باعتبار أن ظروف عدد من الشباب الذين لم يجدوا العمل استطاعوا اقتناء هذه الدراجات عن طريق الاقتراض أو غيره، ليستعملوها في بيع بعض المنتجات أو المواد الغذائية، أو حتى للنقل السري رغم عدم قانونيته.

ولاحظ الباحث بأن المنتجات الصينية غالبا ما تخلق رواجا اقتصاديا ملموسا في البلاد، لكونها غالبا ما تجمع بين صغر الحجم ورخص الثمن ما يجعل التعاطي معها ميسرا مقارنة مع منتجات مستوردة أخرى، مضيفا بأن هذه الدراجات الثلاثية خففت ولو قليلا مسؤولية التشغيل عن كاهل الدولة.

وفي السياق ذاته دأبت بعض منظمات المجتمع المدني على توزيع هذه الدراجات ثلاثية العجلات من صنع صيني على عدد من السجناء الذين قضوا عقوباتهم الحبسية بسلوكيات وتصرفات حسنة، وذلك بهدف مد يد العون لهم للاندماج بسهولة داخل المجتمع، ومحاولة مساعدتهم على عدم العودة إلى الظروف التي دفعتهم لدخول السجن.

اضافة اعلان

العربية


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة