الجمعة 2024-12-13 04:32 م
 

دراسة: الأردنيون والبولنديون الأكثر معارضة لروسيا وبوتين

12:31 ص

الوكيل - أشارت دراسة حديثة، نفذها مركز 'بيو' الأميركي للأبحاث مؤخرا، إلى أن روسيا، ورئيسها فلاديمير بوتين 'لا ينالان الكثير من الدعم أو الاحترام، خارج حدود روسيا'. وبينت الدراسة، وبشكل مفاجئ، ان المشاعر السلبية 'الأقوى' ضد روسيا، كانت في كل من 'الأردن وبولندا'، من بين 40 دولة، تم استطلاع آراء عينات منها، من بينها اوكرانيا والولايات المتحدة.اضافة اعلان


وبلغت نسبة الآراء السلبية ضد روسيا في الأردن، بحسب الدراسة، 80 %، وهي ذات النسبة في بولندا، أما الآراء الإيجابية تجاه روسيا في الأردن، فبلغت 15 %، مع وجود البعض، الذين لم يكن لهم رأي.

ورجحت الدراسة، التي حصلت 'الغد' على نسخة منها، ونشرها المركز قبل أسبوع، الارتفاع في نسبة السلبية في الرأي العام في الأردن تجاه روسيا، الى التأثر بما أسمته 'دعم موسكو الحالي لنظام الرئيس (السوري) بشار الأسد، لا سيما أن الأردن دولة جارة لسورية، التي تعد مصدرا لمئات الآلاف من اللاجئين إلى الأردن'.

وبالنسبة لبولندا، فعزت سبب ارتفاع الآراء السلبية ضد روسيا الى 'إرث من تاريخ طويل من التوترات بين البلدين'.

كما بينت ان المشاعر المعادية لروسيا هي أيضا قوية، بشكل خاص في إسرائيل، بنسبة (74 %)، اليابان (73 %)، ألمانيا (70 %) فرنسا (70 %)، وان الآراء السلبية تجاه روسيا اكثر من الايجابية في 26 دولة، من بين الأربعين المشمولة في الاستطلاع.

وفيما شملت الدراسة آراء 45 ألفا و435 شخصا، واستمر إجراؤها من 25 آذار (مارس) ولغاية 27 أيار (مايو) 2015، فقد أظهرت، من ناحية ايجابية، ان أكبر دعم لروسيا كان في فيتنام، بنسبة

(75 %)، وأن دولتين فقط، كانت آراء الجمهور فيهما إيجابية، بنسبة تفوق 50 %، وهما غانا (56 %) والصين (51 %).

أما الدول العربية، التي شملها الاستطلاع، فهي إلى جانب الأردن، لبنان، وبنسبة 56 % آراء سلبية، فلسطين المحتلة 52 % آراء سلبية، ودول من المنطقة، مثل تركيا بنسبة سلبية بلغت

64 % وإسرائيل 74 %، فيما بلغت النسبة السلبية في أميركا 67 %، كندا 59 %، أما أوكرانيا فوصلت إلى 72 %.

وبخصوص الثقة بالرئيس بوتين، وفي رد على سؤال: 'كم تملك من الثقة بالرئيس بوتين لفعل الشيء الصحيح بخصوص قضايا العالم'، فإن 81 % من العينة المستطلعة في الأردن، عبرت عن عدم الثقة به في هذا المجال، في حين عبر 12 % عن ثقتهم به.

وتصدرت إسبانيا المرتبة الأولى، في هذه الفئة، لناحية عدم الثقة ببوتين، وصولا إلى 92 %، أما الدولتان الوحيدتان التي أظهر الاستطلاع وجود ثقة لديهما ببوتين، بنسبة أكثر من 50 %، فهما فيتنام 70 % تلتها الصين 54 %.

وفي تعليقه على الدراسة، عبّر الكاتب والمحلل السياسي عريب الرنتاوي عن صدمته شخصيا من هذه النتائج، قائلا 'أن يكون الأردن من أكثر الدول سلبية تجاه روسيا، من بين 40 دولة، ولا يشاطرها بذلك سوى بولندا، فهذا دليل على وجود موقف عميق، لدى الرأي العام، مناهض لروسيا'. وتابع: 'وربما هذا الموقف امتداد للموقف المناهض للاتحاد السوفييتي'.

ويعتبر الرنتاوي أن هذه النتيجة، تعكس نفوذا متزايدا لحركات الإسلام السياسي، بمدارسه المختلفة، سواء 'سلفية أو إخوانية أو حزب تحرير أو فرق أخرى'.

ويرى الرنتاوي 'أن هذا الأمر لا ينسجم إطلاقا مع التطور الملحوظ في علاقة الأردن مع روسيا منذ أعوام'، ولا ينسجم كذلك مع 'تطور العلاقات الشخصية بين بوتين والملك'.

وفيما عبّر الرنتاوي عن فهمه لفكرة ان غالبية الاردنيين لديهم مواقف مناهضة للولايات المتحدة، بسبب دعمها لإسرائيل ولأسباب أخرى، لكنه عبّر عن تفاجئه من هذه النتيجة ضد روسيا.

وقال: 'لم أكن أتوقع ان تكون نظرة الشارع الأردني هكذا، وان تكون سيئة ايضا عند الحديث عن بوتين'، واعتبر أن هذا الامر 'يملي علينا التفكير بعمق في التطورات، التي شهدتها المنطقة مؤخراً، والتي تأثرت بنمو الخطاب الديني المتشدد'.ولا ينكر الرنتاوي ان الأزمة السورية لعبت دورا في هذه النتائج، الا انه يرى انه في الغالب فان 'فريقا اسلاميا زاد الطين بلة، وان مواقف روسيا الداعمة للأسد، ازعجت هذا الفريق، وولدت لديهم اراء سلبية تجاه روسيا ورئيسها'.

وختم بقوله 'اننا في قلب معركة شاملة من التطرف والارهاب، وهذه النتائج هي اشارة اخرى مقلقة تذّكر بالحاجة لمزيد من الجهد لمحاربة الفكر المتطرف، فلا يعقل ان تكون آراؤنا تجاه روسيا، اكثر سلبية من اوكرانيا او اميركا، وهي الدول التي في حالة اشتباك مع روسيا'.

بدوره، لم يفاجأ مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية الدكتور موسى شتيوي، بهذه النتائج، قائلا انها 'ليست غريبة'، وانه يعتقد ان جزءا منها يعود لأسباب تاريخية، الا ان الأهم الان هو 'موقف روسيا من الأزمة السورية'.

وأشار شتيوي لـ'الغد'، إلى أن علاقة روسيا بإيران ودعمها للنظام السوري، اديا الى 'تعبئة عربية قوية ضد روسيا، لأنها تساعد في قتل الشعب السوري، وهذا هو العامل الحاسم' على حد وصفه.

وفيما يقر شتيوي بأن 'النسبة عالية'، إلا أنه يعود ويؤكد ان الرقم 'لا يصدمه'، ويقول 'مركز بيو وغيره لا يأخذون في العادة عينات ممثلة وطنية، كتلك التي نستخدمها في استطلاعات الرأي بمركز الدراسات الاستراتيجية'، الا ان هذا لا ينفي 'حقيقة ان أغلبية الاردنيين هم ضد روسيا' بحسبه.

الغد


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة