الأحد 2024-12-15 01:15 ص
 

"دراق" .. اربد

08:18 م

مجدي الباطية

ولدت في اربد في 'مستشفى الراهبات الوردية' ، وتنقلت في مدارسها، وعشقت ارضها، وتنفست نسيمها، الذي اركض كل بضع ايام لاستنشقه عندما اشعر انا الدنيا ضاقت برجالها.اضافة اعلان


ومن المواقف الطريفة التي اذكرها هناك ، عندما كنا نسطو انا واصدقائي في 'الحارة' حيث كنت اسكن في ضاحية الحسين ، على شجرة 'دراق' جارنا 'ابو محمد'.

كنا يوميا نأكل 'الدراق'، معتقدين اننا اذكياء و 'ابو محمد' لايعلم اننا نسرقه كل يوم .

وفي احد الايام اقترح احد اصدقائي ان نسرق كل 'الدراقات' التي نضجت في حديقة منزل 'ابو محمد' ونبيعها بالسوق ونذهب الى 'سينما الفردوس' التي تقع بوسط البلد في اربد.

ونذهب لتناول 'الفول' في 'زقة' مطعم 'ياسين' بعد ان نشتري الخبز 'المشروح' من المخبز الذي يقع بجانبه.

'بصراحة' كان العرض مغريا ، فقررنا ان نأخذ معنا بعض 'البكس' ، وعندما بدأنا بمشروعنا الصغير ، خرج علينا 'ابو محمد' ،كان يلبس 'دشداشة بيضاء' وله 'لحية بيضاء'

ووجهه يدل على الطيبة والنقاء، وعندما حاولنا الهرب ، استوقفنا وقال لنا 'يا عيال' انا كنت اشاهدكم وانتم تأخذون بعض حبات الدراق لتأكلوها ولكني لم امنعكم ، فلا ضير ان تشاركوني ببعضها.

ولكن ان تسرقوها كلها فهذا امر غير مقبول ، عندها شعرنا بالندم واعتذرنا الى 'ابو محمد' ، ولم نعد مرة اخرى لسرقة 'دراقه'.

ارجوا ان تصل حكايتنا مع ابو محمد ، الى مسؤولينا اليوم ، فلا ضير ان تسرقوا القليل من 'دراقات' وطننا وان كان الامر 'يقع في باب الخيانة والحرام'، ولكن لا تسرقوا كل الشجرة ، ودعوا

باقي ثمراتها لوطن اصبح 'شجرة' يسرق من 'ثمره' من هب ودب.اكتفوا بمنازلكم وسياراتكم الفاخرة هنا ، ولاداعي للقصور والطائرات الخاصة في الخارج.

دعوني اعود الى عشقي في اربد ، حيث لا تجوع الحرة ، ولا تأكل بثديها ، حيث لا يبكي الرجال ولا تخاف النساء على قوت اليوم لصغارها .

والتي صدحت منها حنجرة ابنها 'عرار' قائلة :يا اردنيات ان اوديت مغتربا…فانسجنها بأبي انت اكفاني ..وقلن للصحب واروا بعض اعظمه…في تل اربد او في سفح شيحان.

سلامي الى اربد والى جارنا 'ابو محمد' .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة