الأربعاء 2024-12-11 01:57 م
 

دعوات لأمركة ثم شيطنة مبادرات تتحدث عن “المواطنة”

02:58 ص

الوكيل - رصد - لا يمكن تتبع الحادثة الغريبة التي حصلت ظهر الثلاثاء مع عضو البرلمان الأردني النائب محمد الحجوج خارج السياق السياسي فالرجل وهو من المعتدلين سياسيا تعرض لتهديد غريب بعدما وجد ورقة على سيارته كتبت عليها العبارة التالية (أنت الذي بدأت وتلقى مصيرك.. ستندم).اضافة اعلان


..طبعا كان يمكن لحادثة من هذا النوع أن تعبر ببساطة لو أن الورقة علقت على السيارة في الشارع العام أو على هامش نشاط إجتماعي للنائب الحجوج ممثل مدينة الزرقاء كما شرح للقدس العربي لكن محور الإثارة في المسألة أن سيارة النائب كانت متوقفة داخل حرم البرلمان وفي المرآب المخصص لسيارات الوزراء.

المكان يعج بالحراس والموظفين الرسميين – يقول الحجوج- وكل الأجهزة الأمنية موجودة في المكان وثمة مراقبة عبر الكاميرات والإنطباع الأولي يشير لإنه من الصعب على أي شخص مجهول من خارج البرلمان التمكن من الوصول لمرآب الوزراء وتعليق ورقة التهديد على سيارة أحد النواب وسط حشد من الحراس الأمنيين بدون الإلتفات إليه.

بكل الأحوال أبلغ الحجوج السلطات وبدأت الأمانة العامة للمجلس التحقيق في الحادثة فتهديد نائب بهذه الطريقة داخل حرم البرلمان ليس خبرا عاديا بالنسبة للأردنيين وعندما سألت القدس العربي الحجوج عن تقديراته للمسألة أفاد بأنه لا يعرف أحدا يمكن أن يهدده لأسباب شخصية أو إجتماعية.

وعبارة التهديد توحي بأن الحجوج بدأ بشيء وسيندم عليه لكن الرجل لفت الأنظار سياسيا قبل نحو أسبوعين عندما شارك بقسوة مع زملاء له في إنتقاد قانون الإنتخاب الجديد لإنه لا ينطوي على (عدالة تمثيلية) مطالبا ضمنيا بزيادة تمثيل أوساط الكثافة السكانية في البلاد.

الحجوج قال ذلك وأثار ضجة خارج البرلمان ولقي تأييدا من قبل زملاء له بينهم ممثل قبيلة بني حسن علي الخلايله وممثل الأردنيين الشيشيان ثامر بينو وتحدث معه وقبله بنفس الموضوع النائب المخضرم خليل عطية وأخرون بين النواب مسجلين موقفا نادرا في الإعتراض على غياب ما تسميه أوساط سياسية وإعلامية بـ(المكون الفلسطيني) عن تفكيرالمطبخ الإنتخابي.

لاحقا لهذا الإعتراض ثارت ضجة غير مسبوقة ضد النواب الذين طرحوا هذا الموضوع فقد زاود عليهم كثيرون وطرحت في الساحة أراء تعيد إنتاج إتهامات سياسية معلبة كما يوضح الحجوج من طراز الدعوة للمحاصصة والتأثير في الهوية الوطنية الفلسطينية والسعي للتأثير بمعادلة التمثيل السياسي في الأردن.

وبكل الأحوال لا يمكن الربط مباشرة بين ورقة التهديد والموقف السياسي المستجد للحجوج إلا من باب التذكير بأن الأراء السياسية المتعلقة بالمكون الفلسطيني في المجتمع الأردني بدأت تطفو على السطح وتظهر في الساحة بسقف أعلى من المعتاد في الجرأة وهو أمر لم تعتد عليه لا السلطات ولا النخب السياسية الأردنية ولا حتى الصحافة المحلية خصوصا بعدما تضاعفت المبادرات في الساحة التي تتحدث عن منهجية المواطنة وتطالب بالإنصاف والعدالة إن كانت المساواة متعذرة على حد تعبير الناشط السياسي خالد رمضان.

الإتهامات بهذا المعنى تملأ الساحة السياسية والإعلامية خصوصا في الجزء المتعلق منها بالسعي (لأمركة ثم شيطنة) دعوات المواطنة والحق المدني عبر ربطها بإهتمام أمريكي موهوم بقصة (التمثيل العادل) إنتخابيا في الأردن .. رغم ذلك يلاحظ ناشط في إطار الدعوة للمواطنة من طراز الدكتور خالد السلايمه بان أي دعوة لتكريس مبادرات المواطنة في الأردن تبدأ بالنص على العمل من أجل تحرير فلسطين وحق العودة أولا وقبل كل شيء.

هنا يسأل السلايمه: هل من المعقول ان تدعم الإدارة الأمريكية مبادرات أردنية محلية تستهل خطابها دوما بإعلان تحرير فلسطين والعمل على تثبيت حق العودة؟.. ثم يضيف: أنا شخصيا أشك في ذلك.

وفي جلسة عصف ذهني حضرتها (القدس العربي) على هامش مبادرة مواطنة متساوية في الأردن سأل أحد النشطاء المخضرمين: هل يستقيم الأمر القاضي بان إسرائيل التي ترفض إقامة دولة فلسيطينية على 400 كيلومترا غربي النهر ستجازف وتحت أي إعتبار بإقامتها في الأردن على مساحة واسعة جدا من الأرض ووسط ديمغرافيا معادية جدا لها وحدود مفتوحة مع المحيط العربي؟.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة