دعوات لاستغلال تدفق السياح الروس بشكل مثالي عبر برامج منافسة

الوكيل - دعا خبراء سياحيون إلى استغلال تدفق السياح الروس القادمين إلى المملكة بشكل مثالي وعبر توفير برامج سياحية منافسة.اضافة اعلان


وحذر الخبراء من الفشل في اقناع السياح الروس بأن يكون الأردن أبرز وجهة سياحية في المنطقة عقب تغيير غالبية رحلات السياحة الروسية وجهتها بعيدا عن مصر وتركيا، إثر توترات وقلاقل في البلدين، مطالبين الحكومة والجهات المعنية بضرورة توفير متطلبات السياح الروس، لاقناع السائح الروسي بالعودة إلى الاردن مجددا، باعتباره أبرز وجهة سياحية بالنسبة له.

وتوترت العلاقة بين موسكو وأنقرة الأسبوع الماضي، عقب اسقاط طائرة روسية على مقربة من الحدود السورية التركية، تلاها قرار من موسكو بوقف الرحلات السياحية إلى تركيا، ومثل هذا القرار صدر باتجاه مصر، ومدينة شرم الشيخ تحديدا، إثر سقوط طائرة ركاب فوق سيناء، قبل أسابيع، لتفجير رجحت أطراف دولية أنه ارهابي.

وأوضحت وسائل إعلام مصرية أن نحو 2.5 مليون سائح روسي تردد على مصر العام 2014، بينما تردد أن أكثر من 3 ملايين على تركيا في ذات العام.

وشدد الخبراء على ضرورة “توفير منتج سياحي متنوع، وعدم الاقتصار على العقبة كوجهة للسياح الروس”، منبهين إلى ضرورة “ابتعاد القطاع الخاص عن “الطمع” من خلال توفير كلف مناسبة للإقامة وتذاكر السفر وغيرها من متطلبات السياحة”.

ولفتت وزيرة السياحة والاثار السابقة، مها الخطيب، إلى “ضرورة استغلال تدفق السياح الروس إلى المملكة بالشكل المثالي”، مشيرة إلى أن “تدفق السياح الروس إلى العقبة لا يعني كسب هؤلاء، لأن هناك نظرية سياحية تقول إن “أسهل شيء على السياح دخول الأسواق الجديدة وأسهل منه الخروج منها”، وهو ما لا تريد الخطيب أن يقع فيه الأردن.

وحذرت الخطيب من الفشل في جعل السياح الروس الاردن “وجهة دائمة لهم، واستغلال الوضع الحالي من تدفق السياح الروس الى المملكة”، معتبرة أن “فشلنا في الاختبار الحالي لن يمكننا من الاستمرار في استقطاب سياح اخرين”.

وحذرت الخطيب من “احتمال عودة السياح الروس الى شرم الشيخ او تركيا او اي دوله اخرى”، مطالبة باستغلال تدفق السياح الروس وعمل “بكج” سياحي خاص لهم، وتقديم اكبر المحفزات لاقناعهم بالعودة إلى المملكة كسياح”.

ووفقا للخطيب، فإن “الاسواق التي تركها السائح الروسي رغما عنه، كانت تقدم “بكجات وعروض سياحية منافسة، وعلينا ان نتخذ قرارا بتقديم كل التسهيلات امام السياح الروس وعمل عروض خاصة بهم، وان لا يقتصر مجيئهم على العقبة فقط، وعلينا ان نعمل على سحب السياح الروس الى رم والبترا وماعين وعمان، حتى يكون لديهم تنوع سياحي”.

وطالبت الخطيب القطاع الخاص بالابتعاد عن “الطمع من خلال رفع الاسعار على السائح الروسي وغيره، حيث يعتبر هذا طاردا للسياح، وعلينا ان نقدر ما يمر به القطاع السياحي الاردني في الفترة الحالية من تراجع وحاجتنا الى جذب السياح”.

وأكد الاستاذ في كلية الملكة رانيا للسياحة والاثار الدكتور سلطان المعاني، أن “لدى الاردن فرصة ذهبية لاستغلال قدوم السياح الروس الى المملكة”، متسائلا: “هل باستطاعتنا ان نوفر متطلبات السوق الروسية كما هو متوفر لهم في بعض الدول المجاورة، هل سيتقبل مجتمعنا اطباع السياح الروس؟”. معتقدا ان “الأردن لديه القدرة على خلق أجواء تليق بالسياح الروس، ودون التأثير على مجتمعنا”.

ويؤكد المعاني على “ضرورة وجود بكجات وعروض منافسة”؛ حيث ان “السائح الروسي كان يحصل على اقامته وسعر التذكرة وتناول الطعام في بكج واحد ومنافس جدا”.

وطالب المعاني بضرورة وضع برامج سياحية ذات ديمومة ومنافسة في ظل وجود منافسة للاردن في جذب السياح الروس، حيث ان “اسرائيل تعمل على تقديم التسهيلات للسياح الروس للقدوم الى ايلات وغيرها”.

وقال: “علينا تغيير الية التعاطي مع جذب السياح، وأن نقدم ما استطعنا لجعل الاردن واجهة سياحية بارزة بين دول المنطقة، وهذا امر يجب ان تأخذه وزارة السياحة والاثار وهيئة تنشيط السياحة بعين الاعتبار”.

واشار المعاني إلى أن “القطاع السياحي الاردني يعاني في الفترة الحالية من تراجع كبير للسياح والمؤشرات السياحية، ما يتطلب منا تغيير آليات العمل بالقطاع السياحي، وتقديم اكبر عدد ممكن من التسهيلات للسياح، فما يزال امامنا الكثير من الفرص لجذب السياح الى المملكة”.

وأكد رئيس قسم الادارة الساحية في الجامعة الهاشمية، رمزي الروسان، على “ضرورة تعاون القطاع العام والخاص السياحي لاستقطاب السياح الروس”، مطالبا “بتخفيض كلف البرامج المقدمة للسياح”.

واشار الروسان الى “وجود بيئة مناسبة للسياح الروس سينقل الصورة إلى بلدانهم، وسيكون الأردن من ابرز الوجهات السياحية الدائمة للسياح الروس، فالسياح الروس إذا لم يجدوا ما هو مطلوب سيكون دخولهم سهلا وخروجهم من الأردن أسهل”.

الغد