الوكيل - لم يبال محمد فرج بالانتقادات العديدة التي وجهت اليه لعمله أجيرا في أحد المحال التجارية لبيع الخلويات في عمان، متجاوزا ثقافة العيب التي تعيق عمل كثير من الشباب من غير القادرين على تجاوزها.
ويقبل فرج، الذي يحمل درجة الدكتوراه في الاعلام، على عمله بهمة ونشاط منذ الصباح حتى منتصف الليل بكل ارادة صلبة لا تعرف الكلل والملل.
فرج رغم أن الظروف قست عليه برحيل والده وهو في سنته الجامعية الثانية ، الا ان ذلك لم يثنه عن اكمال دراسته لتبدأ رحلته في العمل موزعا في احد محال السوبرماركت جنبا الى جنب مع دراسته متحديا ثقافة العيب غير الموجودة في قاموسه الانساني والاجتماعي.
لم يترك محمد فرج مجالا لليأس او الحزن للوقوف في وجهه والحد من طموحاته في اتمام دراسته الجامعية، فكان يمضي وقته بين الكتب والمراجع والعلم متابعا باصرار وعصامية ، وعزيمة لا تلين ، ومتسلحا بالقرطاس والقلم ومعاول العمل في ميدان الحياة لتغطية مصاريفه الجامعية ليعوض الفراغ الكبير الذي تركه والده في حياته ويعمل جاهدا على مساعدة أشقائه الايتام في التغلب على مشاق الحياة ومصاعبها .
لم تكن الدروس الجامعية وحدها التي شكلت شخصيته ، وكونت عقله الاكاديمي ، بل ان تجارب الحياة في ميدان العمل وظروفه الصعبة ، اسهمت ايضا في بناء شخصيته العصامية وتكوينه الروحي والنفسي ، ليستمر في شق طريقه في دروب الحياة الوعرة وتحدياتها المؤلمة الصعبة ، ولم تضعفه للحظة هذه العقبات بل زادته ايمانا واصرارا وصلابة على اكمال مشواره التعليمي ،ليشتد عوده وتقوى شكيمته في مواجهة التحديات والظروف القاسية.
ويقف محمد بكل قوة وعزيمة مع اشقائه الايتام الذين اصبح يمثل لهم الاب والاخ والصديق شامخا امام التحديات يواصل العمل الشاق والمضني، من اجل تغطية نفقات معيشة الحياة ومتابعة دراسة الماجستير بعد البكالوريوس، الذي انهاه بدرجة امتياز في تخصص الاعلام .
ولم يتوقف عند هذا المستوى بل واصل تعليمه ، حيث وقفت بكل قوة والدته 'أم الايتام ' تسانده وتشجعه على اكمال دراسته ، تساعده بكل ما لديها وتفديه بكل ما تمتلك لتبيع ممتلكاتها الذهبية التي كانت تحتفظ بها لمواجهة الايام الصعبة التي عصفت بعائلتها ، وتصر على ان ينهي محمد الدكتوراه ويحقق حلم والده.
ورغم كل التحديات التي واجهته ، استطاع ان يحقق هدفه في الحصول على أعلى الشهادات العلمية في الاعلام وبدرجة امتياز .
ويقول فرج ان كل الظروف التي واجهته لم تترك عنده اي أثر ، كما واجهته الظروف بعد حصوله على درجة الدكتوراه، لتتلاشى احلامه على اسوار الجامعات التي اغلقت ابوابها بوجهه، حيث لازمته غصة أخذت تعصر روحه وقلبه عصرا ، عندما راجع احد عمداء كليات الاعلام، والذي يحمل نفس تخصصه بقوله:' لا يوجد لك فرصة عمل ولسنا بحاجتك أبدا حسب تعليمات الاعتماد ووزارة التعليم العالي'، فعاد لمنزله مكسور الخاطر بعد أن شعر أن احلامه وآماله بدأت تتحطم على اسوار تلك الجامعة التي يزيد فيها عدد الوافدين على عدد الاردنيين.
ويتساءل الدكتور محمد فرج الذي يفخربعمله الآن اجيرا في محل للخلويات اوتوزيع مواد تموينية لمحلات السوبرماركت :' لماذا القوانين والانظمة المتعلقة بوزارات العمل والتعليم العالي ، لا تنصف ابناء الوطن ، ليأخذوا فرصتهم ؟ وهل هناك تجميد لقرارات التعليم العالي التي تجيز للجامعات توظيف 25 بالمئة من غير الاردنيين، وحتى لو طبق القرار،فهل من العدالة ان يتم تعيين 25 بالمئة على حساب اصحاب الشهادات العليا من الاردنيين؟ . ويشير واقع التعليم العالي الى ان عدد المدرسين الوافدين في بعض الجامعات يزيد على الخمسين في المئة في بعض التخصصات، كما يتساءل انه في حالة توفر البديل الاردني وفي نفس التخصص ، اليس من الاولى وطنيا واقتصاديا واجتماعيا وامنيا ان يكون الاردني هو صاحب هذا الموقع ؟
بترا
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو