ذكرى الشهيد الرجل الذكر وصفي التل رحمة الله

يقول الامام الالباني رحمة الله علم الحديث لايأتاه الا ذكران الرجال، ولأن الشئ بالشئ يذكر فأن الحديث عن الشهيد الحي في ضمائرنا وصفي التل الرجل الذكر والجبل الاشم، في زمان خلي موجع مؤلم بلغت فيه القلوب الحناجر. اضافة اعلان


أمسك وصفي بسيف الامام علي بن ابي طالب ( ذو الفقار) ، العائد ذوقا وعرفا وشرعا لوريثة الشرعي حينها ابن بنت رسول الله المغفور له بأذن الله جلالة الملك الحسين رحمة الله .

وهزه في وجه الفتنة فردها على اعقابها كما رد مجدد علم الحديث شيخنا الالباني البدع عن الاسلام وهو أمر لا يتأتى الا لذكران الرجال وثلاثتهم ذكور اعني الحسين والالباني ووصفي التل تغمدهم الله بواسع رحمته وأسكنهم فسيح جنانه.


كان لي من العمر خمس سنوات وقد تزيد شهورا قليلة حينما استشهد وصفي التل ورايت صورته باللونين الابيض والاسود في صندوق خاص بالحاجيات العزيزة والغالية ومن ضمنها تحويشة العمر البسيطة لجدتي لوالدي عليها رحمة اللة .

كانت الصورة من ضمن اعداد وصلت لقرابة العشر نسخ واكثر ان لم تخني ذاكرتي الطفولية البريئة . وقدر لي أن اخذ احدها بسذاجة الاطفال للعب بها في فناء أو حوش بيتنا الريفي .

في قرية أم البساتين من قرى عشائر العجارمة الوادعة بجنوب عمان ومشارف مادبا الشمالية في بقعة خصيبة ثرية بالتربة الحمراء الشبيهة بدم شهيدنا الاحمر القاني الذي قال قاتله لعنه الله على فضائية الجزيرة قبل اعوام :- (أوستة -بيدي هدول بمسدسي بمطار القاهرة) ولليوم لم يحرك احدا ساكنا لطلب محاكمة قاتلة الحر الطليق .

خرجت بالصورة في غفلة من جدتي رحمها الله وهي تحصي أشيائها الغالية بصنودقها الذي كانت أشاركها لذة فتحه وعد درهيماته بصورة سرية وبطقوس غريبة عجيبة بعيدة عن اعين الفضول لباقي افراد الاسرة من جد وعم واب وبقية الاهل رحم الله من مات منهم وأطال عمر من بقي .

تسللت خلسة وأعدت تمثيل جريمة القاتل المذكور اعلاه ، حيث قتلت الشهيد البطل ابا مصطفى مجددا حينما مزقت صورته أربا اربا وعن غير قصد شرير كقصده ، وحينما خرجت الجدة الغالية بعد تحصين اغلاق صندوقها الغالي بوجود بقية الصور لوصفي .

أكتشفت جريمتي المروعة وعنفتني ولا اذكر قبل ذلك أنها فعلت ، وحينما سالت دموعي لشدة تأنيبها اخذتي بيديها الحانيتين وقالت لي :- لماذا مزقت صورة حبيب الشعب وصفي ؟

لم أجبها في حينة وتساءلت بمرارة طفل في قرارة نفسي :- من هو ذا وصفي التي تحبه اكثر مني وانا حفيدها البكر ؟ وكيف لها ان تحب احدا اكثر مني في هذه الدنيا غير ابي وعمي ؟

وفي السنوات العشر التي تلتها ظل الحديث يدور في بيتنا حول اسم الرجل ، وتناهى لمسامعي أنه بطل التاريخ الاردني الحديث ان لم يكن على قدم المساواة مع الحسين العظيم فبدرجة اقل ببوصات شاركه فيها البطل حابس المجالي والابطال الكثر من فرسان الجيش العربي الاردني ومن ضمنهم والدي امر الدبابة بكتبية الدبابت 17 الملكية والذي ضبط نفسه عن ضربي واعنيفي حينما تناهى لمسامعه التمثيل بصورة وصفي من قبلي حينما أفصحت له أمه بل أمه وأم وصفي وأمي وجدتي معا الذي غرست بنفسي حب وصفي .

رحل وصفي وبقي سرمدا سرا بهيا بين صدري ونفسي وموتي ، ورحلت من بعده جدتي ورحل والدي قبل سنوات قليلة وانا سأرحل اذ يقول الشاعر اربعون سنة تكفي وهانذا ازيدها خمسة سنوات تشبه اللعب في الوقت الضائع حسب لغة الرياضيين .

ولكنني عرفت حرقة تلك الجدة والام الحانية علي وعلى وصفي وعلى الوطن التي هي( دايتي) وعرابتي الروحية وأشبينتي ومربيتي ومرضعتي حب الله والوطن ووصفي والحسين وهزاع وهو ما زدت عليه لنفسي وأولادي من بعدي بأذن الله حب عبدالله مليكي وسيدي وتاج راسي و وارث سيف الامام علي ذو الفقار .


راجيا منه هزه بوجه فتنتا الجديدة ودعاتها من المجرمون العتاه الذين يشبهوا قاتل وصفي المذكور اعلاه ، وارجو منه تحمل اذى صبية وفتيان الحراك المغرر بهم مثلي حينما أغتلت الشهيد الرجل الذكر وصفي التل بتمزيق صورته وانا ابن خمس سنين ويالسؤة ما تربت يداي .


راجيا لمن أذهلته غفوة الربيع العربي ان يفيق من سكرته ويعبر من مراهقته السياسية الى رجولة النهوض بالاردن الهاشمي الخالد لذرى الخلافة التي تليق بمقام الوارث النبوي جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه .

اللهم لاتجعلها صرخة في واد ولانفخة في رماد واجعلها في ميزان حسنات وصفي ونفسي وجدتي يوم تبعث العباد.

الله الوطن الملك .


[email protected]
عيسى محارب العجارمة