السبت 2024-12-14 08:05 م
 

ذوو إعاقة!

07:06 ص

بثقة كب?رة تعلنھا ورأس مرفوع للسماء، ?دخل الطفل ممسكاً ب?د أب?ھ إلى المطعم. ?نظر لوجوه الموجود?ن من ثم ?ختار طاولة تعجبھ،اضافة اعلان

?جلس إل?ھا ھو وباقي أفراد عائلتھ الذ?ن تشع الفرحة من وجوھھم.
?تصفح ا?ب قائمة ا?طعمة والمشروبات، ثم ?ضعھا أمام طفلھ الذي ?ختار ما ?عجبھ من خ?ل الصور.. فرح وضحك ومرح
و'مناغشة' تطغى على ا?جواء ب?ن الصغ?ر وعائلتھ.
في ا?ثناء، ?مسك ب?ده أخ?ھ ا?كبر ل?س?را إلى المنطقة المخصصة ل?لعاب.. ول?عودا ?حقاً ل?نضمام للعائلة لتناول الطعام.
ھذا الواثق الفرح الصغ?ر، والمتأنق بم?بس الع?د الجم?لة، ھو من فئة ذوي ا?عاقة الجسد?ة والذھن?ة، والتي تكاد تت?شى بسبب شجاعة
وإصرار وقوة وعز?مة استمدھا من أ?اد دافئة حنونة، تقطر حبا وعطفا.
ھي أ?ادي كل فرد من عائلتھ؛ لم ?خجلوا أبدا من ا?عاقة الواضحة على جسد طفلھم ومعالم وجھھ، بل تعاملوا معھ كإنسان، ?شكل حكماً
جزءاً من النس?ج المجتمعي، و?تمتع بكافة الحقوق التي تقتض?ھا إنسان?تھ.
ھكذا ھو ?شارك ذو?ھ بكل ما ?قومون بھ، بل و?تقدمھم بخطواتھ أح?اناً! ھو مختلف حتماً، لكن بما ? ?ستدعي الخجل، وإنما بما ?ستجلب
مز?داً من الدفء، وتال?اً مز?داً من البھجة والفرح، لھ و?سرتھ ولنا جم?عاً، بإنجاز أسرتھ في دمج طفلھا بالمجتمع رغم حزنھا ولربما
معاناتھا بسبب ھذا ا?خت?ف.
على الجانب ا?خر، ثمة نماذج كث?رة لعائ?ت 'تخجل' من طفلھا 'المعاق'! تعتبره 'ش?ئاً' قد ?مس مكانتھا أو سمعتھا ا?جتماع?ة!
من ?صدق أن عائ?ت 'نكتشف' بعد وقت طو?ل نسب?اً من معرفتنا بھا، أن لد?ھا ابنا أو ابنة من ذوي ا?عاقة، لكن الطفل محبوس،
بالمعنى الحرفي للكلمة، حتى ? ?راه ا?خرون!.
كم من أصحاب ا?عاقة ?حملون في دواخلھم مناجم من ا?بداع؛ مواھب وقوة داخل?ة وقدرات 'خارقة'، ?دفنھا خجل آباء وأمھات،
ف?ز?دون معاناة أبنائھم أضعافاً؟ ولعلنا ندفن ھكذا مع تلك القدرات مناجم في دواخلنا من الحب والحنان والقوة، تكفي ? لتغ??ر ح?اة طفل
ذي إعاقة فحسب، بل وتغ??ر مجتمعنا بفضل اكتشافنا أنفسنا.
'ا?عاقة' تكمن في فكر وقلب وروح أناس ?خجلون من أبناء ? ذنب لھم إ? أنھم جاؤوا إلى بقعة من العالم خلت، من دون أي سبب، من
الرحمة والحب والشفقة!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة