"ما يمكن تخيله لا يظل مستحيلا"
يكاد العالم يكون مشغولا بالتأثير العميق للتكنولوجيا الجديدة أو ما صار يسمى الثورة الصناعية الرابعة على الأعمال والأسواق وبطبيعة الحال الحياة بعامة، ويبدو الحديث في كثير من الأحيان مخيفا ومقلقا، ويبدو المستقبل غامضا، لكن ما تجمع عليه الدراسات والمؤسسات المشغولة بالمسألة أن الاستثمار المتقدم في التعليم والصحة يؤهل الأفراد والمجتمعات لاستيعاب هذه التحولات، وكنت قدمت في مقالات سابقة أفكار واقتراحات البنك الدولي ومكتب الأمم المتحدة للتنمية الإنسانية في هذا المجال، ومازال هناك الكثير من المستجدات والمعطيات التي تنشأ في كل لحظة.اضافة اعلان
لكن الأفكار والمبادرات مهما كانت تقدمية ورائدة لا يمكن تفعيلها وإنجاحها إلا بمشاركة الأفراد والمجتمعات، ولا بد أيضا من وجود مجموعات وشخصيات ريادية قادرة على أن تقود المجتمعات والمؤسسات باتجاه الأفكار والتحولات الجديدة، وفي ذلك لدينا ثلاث أزمات عميقة، غياب المجتمعات، والفجوة بين النخب والمجتمعات، وانهيار المؤسسات الوسيطة مثل منظمات المجتمع المدني والنقابات والجماعات الاجتماعية،..
والحال أن معظم إن لم يكن جميع ما يبذل اليوم في بلدنا لأجل الإصلاح مثل عرس بلا عروسين.. فاردات وطخّ وأغان وضيوف وتهنئة وأضواء وفرق موسيقية ودبكات... ومستقبلين ومودعين وكنافة ومناسف وأحاديث ونقاشات وكلمات .. وفي النهاية ينتهي الكرنفال بلا نتيجة!
فإذا لم يتحرك الناس في اتجاه مصالحهم ومطالبهم وعلى قدم المساواة في المسؤولية والمكاسب مع المنظمات والأحزاب والمبادرات فلا يمكن التقدم خطوة واحدة في اتجاه الإصلاح. وإذا لم تكن القيادات والمبادرات الإصلاحية في موقع مناسب من المجتمع تحركه وتتقدم به بما هو مجتمع نحو ما تعيه أو تدركه فهي مثل الرقص في العتمة أو مثل المفرقعات الصوتية والألعاب النارية.
وتحتاج القيادات الاجتماعية سواء كانت شخصيات أو أحزابا أو منظمات اجتماعية أو مبادرات ومشروعات وبرامج أن تكون متقدمة على المجتمع في وعيه وسرعته وإيقاعه؛ ولكنها متقدمة بالقدر الذي لا تبتعد فيه كثيرا عن الناس أو تنعزل عنهم، إنما تبقى في نقطة يدركها الناس بوضوح برغم المسافة بينهم وبين المبادرات، ولا حاجة بالطبع إلى القول إن القيادات والمبادرات التي لا تختلف في مستواها ووعيها ومحتواها عن المجتمعات والأفراد لن تضيف شيئا وليست إصلاحية، وأما إذا كان المجتمع متقدما عليها فهي ضد الإصلاح والمجتمع.
يغلب على منظمات المجتمع المدني أنها مؤسسات أنيقة معزولة؛ لا يكاد يكون لها وظيفة سوى امتصاص المعونات الدولية والتبرعات، أو هي بزنس فردي أو عائلي.. ولا علاقة لها وثيقة بالعمل الاجتماعي ولا المجتمع، ولا يمكن تصنيفها في خانة المجتمعات مهما كان محتواها، هي لا تختلف عن مشروعات تجارية وهمية.. ولكنها في ذلك أيضا أسوأ بكثير من المشروعات التجارية لأنها في واقع الحال لا تقدم سلعا أو منتجات أو خدمات يحتاجها السوق أو المجتمع، هي تقدم محتوى وهميا لا يصلح لشيء سوى تمرير الفواتير والمساعدات التي تكون في العادة تساوي ثلاثة أضعاف تكاليف المشروع، وأسوأ من ذلك أنها تنشئ طبقات متطفلة على المجتمعات والموارد، وتهيئ لمتنمرين وفاشلين فرص التقدم السياسي والاجتماعي من غير استحقاق.
إن المؤشر الأساسي الذي يمكن الاستدلال به على الحراك الاجتماعي والنخبوي هو ديناميات التقدم الوظيفي والشخصي والتنافس على الفرص المتاحة في الأسواق والمجتمعات والقطاع العام، فعندما لا يكون الجيل الجديد قادرا على المشاركة في منافسة عادلة على الفرص المتاحة في السوق والقطاع العام فهذا يعني مستقبلا أسوأ بكثير من الحاضر.
يكاد العالم يكون مشغولا بالتأثير العميق للتكنولوجيا الجديدة أو ما صار يسمى الثورة الصناعية الرابعة على الأعمال والأسواق وبطبيعة الحال الحياة بعامة، ويبدو الحديث في كثير من الأحيان مخيفا ومقلقا، ويبدو المستقبل غامضا، لكن ما تجمع عليه الدراسات والمؤسسات المشغولة بالمسألة أن الاستثمار المتقدم في التعليم والصحة يؤهل الأفراد والمجتمعات لاستيعاب هذه التحولات، وكنت قدمت في مقالات سابقة أفكار واقتراحات البنك الدولي ومكتب الأمم المتحدة للتنمية الإنسانية في هذا المجال، ومازال هناك الكثير من المستجدات والمعطيات التي تنشأ في كل لحظة.
لكن الأفكار والمبادرات مهما كانت تقدمية ورائدة لا يمكن تفعيلها وإنجاحها إلا بمشاركة الأفراد والمجتمعات، ولا بد أيضا من وجود مجموعات وشخصيات ريادية قادرة على أن تقود المجتمعات والمؤسسات باتجاه الأفكار والتحولات الجديدة، وفي ذلك لدينا ثلاث أزمات عميقة، غياب المجتمعات، والفجوة بين النخب والمجتمعات، وانهيار المؤسسات الوسيطة مثل منظمات المجتمع المدني والنقابات والجماعات الاجتماعية،..
والحال أن معظم إن لم يكن جميع ما يبذل اليوم في بلدنا لأجل الإصلاح مثل عرس بلا عروسين.. فاردات وطخّ وأغان وضيوف وتهنئة وأضواء وفرق موسيقية ودبكات... ومستقبلين ومودعين وكنافة ومناسف وأحاديث ونقاشات وكلمات .. وفي النهاية ينتهي الكرنفال بلا نتيجة!
فإذا لم يتحرك الناس في اتجاه مصالحهم ومطالبهم وعلى قدم المساواة في المسؤولية والمكاسب مع المنظمات والأحزاب والمبادرات فلا يمكن التقدم خطوة واحدة في اتجاه الإصلاح. وإذا لم تكن القيادات والمبادرات الإصلاحية في موقع مناسب من المجتمع تحركه وتتقدم به بما هو مجتمع نحو ما تعيه أو تدركه فهي مثل الرقص في العتمة أو مثل المفرقعات الصوتية والألعاب النارية.
وتحتاج القيادات الاجتماعية سواء كانت شخصيات أو أحزابا أو منظمات اجتماعية أو مبادرات ومشروعات وبرامج أن تكون متقدمة على المجتمع في وعيه وسرعته وإيقاعه؛ ولكنها متقدمة بالقدر الذي لا تبتعد فيه كثيرا عن الناس أو تنعزل عنهم، إنما تبقى في نقطة يدركها الناس بوضوح برغم المسافة بينهم وبين المبادرات، ولا حاجة بالطبع إلى القول إن القيادات والمبادرات التي لا تختلف في مستواها ووعيها ومحتواها عن المجتمعات والأفراد لن تضيف شيئا وليست إصلاحية، وأما إذا كان المجتمع متقدما عليها فهي ضد الإصلاح والمجتمع.
يغلب على منظمات المجتمع المدني أنها مؤسسات أنيقة معزولة؛ لا يكاد يكون لها وظيفة سوى امتصاص المعونات الدولية والتبرعات، أو هي بزنس فردي أو عائلي.. ولا علاقة لها وثيقة بالعمل الاجتماعي ولا المجتمع، ولا يمكن تصنيفها في خانة المجتمعات مهما كان محتواها، هي لا تختلف عن مشروعات تجارية وهمية.. ولكنها في ذلك أيضا أسوأ بكثير من المشروعات التجارية لأنها في واقع الحال لا تقدم سلعا أو منتجات أو خدمات يحتاجها السوق أو المجتمع، هي تقدم محتوى وهميا لا يصلح لشيء سوى تمرير الفواتير والمساعدات التي تكون في العادة تساوي ثلاثة أضعاف تكاليف المشروع، وأسوأ من ذلك أنها تنشئ طبقات متطفلة على المجتمعات والموارد، وتهيئ لمتنمرين وفاشلين فرص التقدم السياسي والاجتماعي من غير استحقاق.
إن المؤشر الأساسي الذي يمكن الاستدلال به على الحراك الاجتماعي والنخبوي هو ديناميات التقدم الوظيفي والشخصي والتنافس على الفرص المتاحة في الأسواق والمجتمعات والقطاع العام، فعندما لا يكون الجيل الجديد قادرا على المشاركة في منافسة عادلة على الفرص المتاحة في السوق والقطاع العام فهذا يعني مستقبلا أسوأ بكثير من الحاضر.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو