"رئيس الأردنية" يمنع "رئيس مؤتة" السابق من التدريس في الجامعة !

الوكيل- لقي قرار رئيس الجامعة الأردنية الدكتور اخليف الطراونة بمنع رئيس جامعة مؤتة السابق وعضو هيئة التدريس في الجامعة الأردنية حاليا الدكتور عبد الرحيم الحنيطي من مزاولة مهنة التدريس في الجامعة انتقادات واسعة في الوسط الأكاديمي، في حين يؤكد وزير التربية والتعليم العالي الدكتور وجيه عويس أن الجامعات الأردنية مستقلة ماليا واداريا ومجلس التعليم العالي لا يستطيع أن يتخذ أي اجراء بهذا الشأن.اضافة اعلان


ويأتي القرار في الوقت الذي يشهد فيه قطاع التعليم العالي حركة إصلاحية غير مسبوقة من حيث الحفاظ على المنجزات وإعادة الهيبة الى المؤسسة الأكاديمية التي طالما تشوهت صورتها خلال العقود الماضية، غير أن ما جرى في الجامعة الأردنية مؤخرا ساهم في تشويه الصورة اكثر وترك انطباعا بأن الجامعات تدار بمزاجية وليس وفق أسس وقوانين تحكم العمل العام.

فقد اعتبر رئيس جامعة اليرموك الدكتور عبد الله الموسى القرار 'صادما' له كون العرف في الجامعة الأردنية ينافي مثل هذه القرارات التي يكون لها تداعيات سلبية على سمعة وصورة التعليم العالي ومستقبل أعضاء الهيئات التدريسية.

ويقول الدكتور الموسى لـ 'العرب اليوم' ان رئيس الجامعة الأردنية لم يكن على صواب عندما منع زميله الدكتور عبد الرحيم الحنيطي من مزاولة عمله في التدريس الى حين انقضاء الفصل الدراسي الثاني الأمر الذي سيضر بوضع الدكتور الحنيطي.

ويرى أن ما جرى في الجامعة الأردنية يبعث رسائل سلبية عن صورة التعليم العالي وصورة الأستاذ الجامعي، حيث انه مهدد باستمرار، مؤكدا أهمية عودة الدكتور الحنيطي الى جامعته.

ويطرح قرار منع الدكتور الحنيطي من التدريس في جامعته تساؤلات عديدة حول غياب التشريعات التي تحمي اعضاء الهيئات التدريسية في الجامعات من التعسف والظلم وبالتالي الدفع بهم نحو الهجرة التي طالما حذر منها وزير التعليم العالي الدكتور وجيه عويس الذي قال 'ان الجامعات الرسمية خسرت 16 بالمائة من خيرة الكفاءات التدريسية العام الماضي'.

ويضيف الدكتور الموسى أن الطريقة التي تعامل بها رئيس الجامعة الأردنية مع رئيس جامعة مؤتة السابق وعضو هيئة التدريس الحالي في الجامعة سيكون لها اثر عند أي عضو تدريس يريد أن يحصل على اعارة لأنه سيحسب الف حساب عند عودته الى التدريس، مؤكدا أن الأجراء الذي قام به رئيس الجامعة الأردنية يهدد مستقبل الكفاءات في الجامعة ويطرح تساؤلات عن حماية هذه الكفاءات التي بدأت تهاجر.

ويرى أن رئيس أية جامعة لا يحدد فترة رئاسته أو نهايتها وبعد أن تنتهي حكما سيعود الى جامعته التي خرج منها.

ويقول الدكتور الحنيطي في تصريح لـ 'العرب اليوم' ان رئيس الجامعة الدكتور الطراونة طلب منه التقدم بطلب اجازة دون راتب حتى بداية الفصل الاول الذي يبدأ في منتصف ايلول المقبل، مؤكدا أن هذا القرار سيرتب عليه أعباء مالية كبيرة إضافة الى انه سيحرمه من التأمين الصحي لمدة سبعة شهور متتالية.

وأوضح الدكتور الحنيطي أن السبب الذي استند اليه رئيس الجامعة الأردنية هو بدء الفصل الدراسي الثاني، وهو الأمر سيحرمه من مزاولة عمله طيلة هذه الفترة، مؤكدا أن هذا القرار مخالف للقانون كون تم تعيينه رئيسا لجامعة مؤتة لمدة محددة بناء على ارادة ملكية هي أربع سنوات ومن ثم يعود الى عمله الأول وهو عضو هيئة تدريس في الجامعة الأردنية.

واتهم الدكتور الحنيطي رئيس الجامعة الأردنية بتصفية حسابات سابقة تعود عندما تقدم الدكتور الطراونة بطلب نقل من جامعة مؤتة التي يعتبر أحد اعضاء هيئة تدريس فيها الى الجامعة الأردنية التي هو رئيسها الآن، غير أن الدكتور الحنيطي رفض ذلك باعتبار انه مخالف لقانون التعليم العالي الذي لا يجيز انتقال اعضاء هيئة التدريس بين الجامعات بعكس القانون السابق.

ويؤكد الدكتور الحنيطي أن الجامعة الأردنية كانت تقبل الطلبة أثناء وبعد عودته الى الجامعة للتدريس خاصة أن الفترة التي مرت على بدء الفصل الدراسي الثاني ليس طويلة، وهذا معروف ولا يؤثر على نوعية الخريجين.

وكان الدكتور الحنيطي خدم في التعليم العالي لأكثر من ثلاثين عاما وتنقل بين مواقع مختلفة ابتداء من رئيس مجلس اعتماد مؤسسات التعليم العالي، ومن ثم رئيسا للجامعة الأردنية، وبعد ذلك رئيسا لهيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي بعد أن اصبحت مستقلة ليتولى من جديد رئاسة الجامعة الهاشمية التي لم يكمل فيها المدة القانونية وهي اربع سنوات حيث تم نقله بشكل تعسفي الى جامعة مؤتة التي أمضى فيها رئاسته كاملة ليعود مجددا الى جامعته الأردنية لكن هذه المرة مدرسا لا رئيسا، غير أن قرار رئيسها الدكتور الطراونة بمنعه من مزاولة عملة وقع عليه كالصاعقة وهو وزملاء كثيرين له، حيث أن الجامعات الأردنية لم تسجل حالة كهذه بأن يقوم رئيس جامعة بمنع زميلة من مزاولة عمله على هذا النحو.

العرب اليوم