تشير تقديرات الى خسائر العالم العربي مما يسمى الربيع وصلت الى 833 مليار دولار، فيما الخسائر جراء الارهاب والحرب على الارهاب وصلت الى 200 مليار دولار.
يتم طرح هذه الارقام للدلالة على ان الربيع العربي كان مكلفا جدا، وان الارهاب ايضا، دمر المنطقة، لكن التوظيفات للارقام تقف عند حدود الخسائر فقط، ولا تذهب الى تحليل جذر الثورات ودوافعها، وجذر ما يسمى الارهاب ودوافعه، لان هذا التحليل سيأخذنا الى معالجة اخرى تماما.
الكلام عن كلفة الربيع العربي، وعن كلفة الارهاب عبر كلفة الارقام فقط، وعزل هذه الكلف عن السياقات، يراد عبر القول للناس انهم تسببوا مع اطراف اخرى بخسائر كبرى في منطقتهم، وهي خسائر لا يحسب معها، كلفة اعادة الاعمار في دول عربية كثيرة، ولايحسب معها سيناريوهات التشظية والتقسيم الوجدانية الحالية، والجغرافية لاحقا.
لكن هل أدت هذه الخسائر الى تراجع دول عربية غير مصابة بداء الربيع العربي، او الارهاب، عن سياساتها الداخلية تحوطا من الوقوع في هكذا افخاخ تؤدي الى تدمير اقتصاديات تلك الدول، وجعلها تدفع ثمنا باهظا.!.
على الاغلب فإن معظم الانظمة السياسية العربية ارتاحت الى ذعر الانسان العربي من فكرة الثورة او الربيع العربي، او التورط في الارهاب، باعتبار ان هذا الانسان يرى ما يحدث من كلف دموية وخسائر مالية، وغير ذلك، وهي كلها كفيلة وفقا للمطابخ الامنية بردعه عن اي تورط في فوضى او ثورة او تنظيم هنا او هناك، ومع هذه الراحة لم تفكر اغلب الانظمة السياسية العربية، في تغيير بنيتها الداخلية او تجديدها، باعتبار ان لا داعي لذلك، فالناس في قمة الخوف، وخياراتهم اما ثورات دموية، او انظمة متسلطة دكتاتورية.
هذا يكشف الجانب التسلطي لدى بعض الانظمة، فبدلا من استثمار المناخ لمصالحة الشعوب، ورد حقوق الناس، ومعاملة الناس وفقا للحقوق والواجبات، واشاعة العدالة، استفادت انظمة كثيرة، مما جرى في الدول غير المستقرة، لايصال رسالة الى شعوبها، ان هذا هو مآلكم لو طالبتم، او تورطتم في الارهاب تعبيرا عن غضب او موقف.
اكثر الدول التي تحتفي بأرقام خسائر الربيع العربي والارهاب، هي الدول التي لم يصلها ربيع عربي، ولا ارهاب، لانها عبر الارقام تدير الخوف في قلوب الشعوب، وتبث في وجدانهم انهم سوف يخسرون كل شيء، وكل ذلك يأتي بدلا عن وصفة الحل الغائبة، اي توظيف الارقام والدموية، من اجل الدخول في الطريق الثالث، اي رفع المظالم ومصالحة الشعوب، وتحصين هذه الدول والشعوب، بطريقة اخرى، غير تعظيم الخوف من الخسائر.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو