رغم رحيل مورينيو .. حرب "الريال وبرشلونة" مشتعلة !

الوكيل- الحرب بين قطبي كرة القدم الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة ستظل خالدة، ولن يوقفها الا نهاية العالم، ففي كل موسم تظهر محاور جديدة للصراع، وهو ما يكسب لعبة 'القط والفأر' مزيدا من الإثارة والمتعة في كل عاماضافة اعلان


ورغم عدم انقضاء ست جولات منذ بداية الليغا، الا أن الحرب الكلامية على أشدها بين المعسكرين المدريدي والكتالوني، وذلك رغم رحيل ملك التصريحات النارية البرتغالي جوزيه مورينيو عن تدريب الميرينغي

توقع الكثيرون أن يلجأ الغريمان لهدنة هذا الموسم مع قدوم مدربين جديدين، أحدهما معروف برزانته وهدوء طباعه وهو الإيطالي كارلو أنشيلوتي، والآخر أرجنتيني مغمور لا يملك صيتا عالميا، لذا كان المأمول أن يكون خجولا في تصريحاته لجهله بأجواء النزاع في بلاد الكلاسيكو ومصارعة الثيران

لكن على العكس تماما، ظهر المدربان بشخصية مغايرة، وبدا كلاهما مستعد للانخراط في المعارك والسير على درب سجال مورينيو-غوارديولا من حيث التلاسن وتبادل التصريحات المثيرة للجدل

ودارت المعركة الكلامية بين القطبين اعتمادا على محورين أساسيين وآخر فرعي، الأساسيان متعلقان بالقيمة الضخمة لصفقة الوافد الجديد للريال النجم الويلزي جاريث بيل، والجدل الدائر حول تغيير برشلونة لأسلوب لعبه، والفرعي مرتبط باستمرار جلوس الحارس المدريدي إيكر كاسياس على مقاعد البدلاء، وهي قضية بدأت في الموسم الماضي

فبالنسبة لقضية جاريث بيل، لم يلزم النادي الكتالوني بلاعبيه ومسئوليه الصمت ازاء الصفقة التي تكلفت نحو 100 مليون يورو، فاعترض معظمهم على المبلغ الهائل واعتبروه أمر ضار بسوق الانتقالات، لكن انصار النادي الملكي وقفوا بالمرصاد رغم موقف الكثير منهم المعترض على نفس المبالغة في تثمين نجم توتنهام السابق

فساندرو روسيل رئيس برشلونة قال أنه لم يكن ليدفع ابدا 100 مليون يورو من أجل بيل، ومدافع البلاوغرانا جيرارد بيكيه اتهم ريال مدريد بالحصول على تمويل من بنك 'بانكيا' لدفع مقابل صفقة بيل وما سبقها من صفقات ضخمة، فيما اعترف تشافي هرنانديز وزميله جوردي ألبا بأنهما لا يعرفان الكثير عن جاريث بيل ولم يشاهدا له مباراة كاملة من قبل، في محاولة للتقليل من شأنه

فيما افتخروا جميعا بأن النادي يصنع نجومه من مدرسة ناشئين 'لاماسيا'، وأنه ليس في حاجة لانفاق المليارات لينهي موسمه بدون القاب مثل الغريم اللدود

أما تاتا مارتينو فاعتبر أن صفقة بيل تنم عن 'عدم احترام للعالم'، ورفض لاحقا التراجع عن هذا التصريح او الندم عليه

كان فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد المعني بالرد على تلك الاستفزازات، فخرج بتصريح غريب أكد فيه أن صفقة جاريث بيل 'رخيصة'، على عكس ما يظن الجميع، لأن النادي سيجني من ورائها ما يفيض من الارباح من خلال مبيعات القمصان والدعايا والاعلانات وحقوق استغلال الصور، فضلا عن القيمة الفنية التي سيقدمها داخل الملعب، حيث وصفه بـ'أفضل لاعب كان متاحا في سوق الانتقالات'، في تلميح لأفضليته على البرازيلي نيمار، أيقونة برشلونة الجديد الذي رفض عرض بيريز

ورد فلورنتينو على بيكيه، واصفا إياه بـ'شخص لطيف'، لذا رفض الدخول معه في سجال، لكنه شدد على أن الريال لم يحصل على قروض او تمويل خارجي لاتمام صفقة بيل، فيما انهال بالمدح على الويلزي واعتبره من أفضل لاعبي العالم، وذلك ردا على محاولات اللاعبين الكتالونيين التقليل من الهالة التي تحيط به

وتحدث ايضا عن سياسة النادي المدريدي بجذب أفضل اللاعبين الأجانب وكذلك الإسبان، في إشارة للثنائي إيسكو وإياراميندي، بجانب الاستفادة من مواهب قطاع الناشئين مستقبلا مثل خيسي وموراتا وحاليا كارباخال وناتشو

في المقابل لجأ أنشيلوتي للغة غير مباشرة لانتقاد أسلوب لعب البرسا المعهود واستخدم بعض العبارات المستفزة لخصمه، مثل تفضيله الوصول للمرمى من خلال 3 لمسات للكرة وليس 30 ، في تلميح لـ'تيكي تاكا' برشلونة التي باتت محفوظة وتصيب بالملل احيانا.

وحين تغير نسبيا اسلوب بطل الليغا بافتقاده لسياسة الاستحواذ المطلق على الكرة وتنويع هجماته، قال الإيطالي في لهجة استهزاء 'من الغريب مشاهدة برشلونة يسجل هدفا من هجمة 'مرتدة

وبالعودة الى تصريح تاتا بشأن بيل، فقد استغل أنشيلوتي الفرصة للهجوم على خصمه الأرجنتيني، حيث سخر من انعدام خبرته بالكرة الأوروبية وعدم اعتياده على التعايش مع عصر الاحتراف، واستخدم فلورنتينو تعبيرات مشابهة للتقليل من شأن تاتا، بل وامتد الأمر الى وصفه بـ'الديماغوغي'، او الشخص الذي يود كسب التعاطف وادعاء البطولة من خلال ترديد الاكاذيب

وفي سياق آخر واصل لاعبو برشلونة تصريحاتهم التي تنتقد جلوس كاسياس احتياطيا رغم تألق دييغو لوبيز، ومن بينهم تشافي وإنييستا وبدرو وغيرهم، فيما يراه انصار الميرينغي تدخلا غير مقبولا في شؤون ناديهم، وهو أمر مستمر منذ الموسم الماضي

ويرى زميلهم البرازيلي داني الفيش أن الجدل الكروي دائما ما يبدأ من 'العاصمة' مدريد

بالطبع كل ما سبق ذكره يندرج تحت مسمى 'الحرب الكلامية' أو 'النفسية'، وهي وسيلة اعتاد الغريمان على اتباعها للتأثير على معنويات المنافس وتشتيت تركيزه، فالحرب خدعة وكل شئ فيها مشروع، لكن يبدو أن الناديين وصلا الى مرحلة من النضج والاحترافية جعلتهما يتخذا من تلك الحرب لعبة للتسلية دون أن تشتت ذهنهما، والأمر الوحيد الذي اتفق فيه روسيل وبيريز أن الجدل الكروي يحدث في الشارع فقط، والمستفيد الأكبر هي الصحافة والاعلام