بعد خطاب الملك الاخير امام الجميع والذي فصل فيه بعض القضايا الاقتصادية واسباب العجز المتراكم ونمو الدين المتسارع,ومع مجموعة الاسباب الاخرى التي تنبع من حصار اقتصادي يعود في جوهره الى دوافع سياسية لا بل عسكرية للزج بنا في معركة دول الاقليم,تشكل في مجملها الدواعي الحقيقية التي اجبرت الحكومة والنسور وظيفيا لاتخاذ قرار يعتبر مصيريا لكلا الطرفين المواطن والحكومة,لان الحرة تجوع ولا تاكل بثدييها.
عجز الموازنة حقيقة مؤلمة واصبحت مرضا يحتاج الى علاج مر قد لا يتحمله الطفل والعجوز ولكن يبقى المرض مهددا للبقاء ويبقى الدواء بحنضلته دافعا للحياه ومانحا للانسان فرصة للعيش بما قل او كثر,دون ان ننسى بان هناك فئة لا تدخل ضمن معادلة المرضى ولم تذق طعم الدواء المر ولا تعرف الا كوب العسل.
ان قرار رفع الاسعار ورفع الدعم الذي سيطالنا جميعا بات بحكم المؤكد,ضمن دلالات ومؤشرات التصريحات الحكومية المتتاليه,ولهذا نرى من البعض النقد المرهق للدولة بكافة اجهزتها يصل عنان السماء,دون تقديم حلول موضوعية او محاولة التكيف مع الظروف الجديدة ,ودون النظر للنصف الاخر الممتلئ من الكأس والمتمثل بدعم حكومي منتظم لقاء رفع الدعم,في محاولة منهم لاضعاف هيبة الوطن متناسين بالوقت ذاته ان الناس في اماكن اخرى تموت لتحصل على وطن او شبة وطن,ومتناسين بان شعوب الربيع العربي اصبحوا يفترشون الارض ويلتحفون السماء ويتناوب من ملك بضع مترات النوم في منزلة,فحياتهم في ضنك وامنهم في خطر والفتنة عنوانهم الدائم.
وعلى نظرية كلنا جند للوطن فان تدريب الرجال في الجيوش يحتاج الى تمارين قاسية منها البرد والجوع واكل ما لا يؤكل وحمل ما لا يحمل ,حتى يخرج من هذا كله رجلا بمعنى الكلمة لا يموت ان جاع ولا يجوع ان ادار نفسة,وبالتالي وبعيدا عن اي تنظير علينا ان نعيد حساباتنا مع نموذج حياتنا الذي تعودنا عليه,وان نضع لائحة بما يليق بكرامتنا كاردنيين,وان لا ننسى بان نقص المال والغلاء هو ابتلاء من الله عز وجل يقول الله تعالى في سورة البقرة : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ),فمنذ ان خلق الله الارض ومن عليها والارزاق مقسومة والفقر مخلوق,فلم لا نتحمل هذا التمرين الوطني القاسي ونحن نتغنى جميعا باختلاف ارائنا بحب الوطن والموت من اجل ان يبقى قويا شامخا,فحتى في عهد الانبياء والمرسلين والخلفاء الراشدين مرت السنين العجاف والتاريخ يشهد حتى ان عمر رضي الله عنه تمنى قتل هذا الضيف الغير مرحب به الفقر,فعلينا بالصبر لاغيره وترك التذمر والشكوى والكف عن التسخط والجزع فما زلنا بخير..
اما حكومتنا التي جاءت تحمل همها وهمنا واثم غيرها فاني والله لا الومها قيد انمله,ولكن عليها ان تتحمل مسؤوليتها الانسانية والوطنية بان لا تترك المجال لجشع التجار بارهاق المواطن تحت مسميات تعويم الاسعار ورفع الدعم,وعليها بكل كفاءة ان تجد الحلول المرضية والدائمة لنواجه مثل هذه الحالات من العجز,ليتم بناء الثقة باي قرار للحكومات التي تجتهد لمعالجة الخطر الاقتصادي بعيدا عن دخول المواطنين وحياتهم المكللة بالشرف.
ارى بان مسؤولية الوطن مشتركة فعلى الدولة حتى يقتنع المواطن بكل قراراتها التصحيحية بان تمسك يدها,وان تضع اليد الاخرى على مكامن الفساد والفاسدين,وعلينا نحن الاردنيين ان نكون مؤهلين لكل طارئ,حتى تكتمل معادلة الكرامة مع هويتنا الاردنية العريقة,,,
عيسى عثمان المبيضين
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو