كتب- زياد الطويسي
أسئلة كثيرة تنهال على طلبة الجامعات من أبناء البترا، وعلى أبنائها الذين يقصدون المدن الأخرى: 'كيف تعيشون هناك؟ وهل في البترا بيوت؟.. إذا قصدنا البترا أين سنبات؟'.. وغيرها.
غالبا ما يدعو أبناء البترا من يوجه لهم هذه الاستفسارات لزيارة المدينة، لأن التجوال فيها سيعطي انطباعا مغايرا للصورة التي شكلتها وسائل الإعلام وترويج الحكومة للمدينة، والذي اقتصر بالغالب على تقديم البترا كواجهة أثرية تحتوي على السيق والخزنة وعدد آخر من الآثار.
وفي استطلاع للرأي أجري على شريحة من طلبة الجامعات الأردنية عام 2009 تبين أن عدد كبير يعتقد أن عدد سكان المدينة محدود وأن بنيتها غير ملائمة لزيارة السياح، وأن أهلها بدو رحل يعيشون في تجمعات نائية.
ولعل مرد هذه الصورة النمطية التي تشكلت في أذهان كثيرون عن البترا، إلى غياب الرؤية الترويجية التي تسوق المدينة محليا وعالميا مع مراعاة ربطها بمحيطها المحلي والخدمي والسكني.
ففي كل مرة تعمد البرامج التلفزيونية والبروشورات الحكومية إلى الحديث عن البترا من منظور أثري وتاريخي بحت، في وقت تدعو فيه إلى ضرورة تنويع المنتج السياحي، متناسية بذلك التعريف بمحيط البترا وخدماتها.
البترا القرية في الماضي، تحولت الآن إلى مدينة شهدت تطورا عمرانيا واسعا، ويفوق تعداد سكانها المحليين 29 ألف نسمة وفق دائرة الإحصاءات العامة، وتحتوي على 40 فندقا سياحيا وعشرات المطاعم والمحال ومراكز الخدمات السياحية.
البترا التي صورها البعض على أنها تجمع سكاني قروي يعتمد على سياسة الدواب والابل للاستفادة من السياحة، وصلت إلى مرحلة متقدمة في كافة مجالات الحياة، ووصلت نسبة التعليم الجامعي فيها منذ عام 1990 وحتى عام 2010 إلى 70% وفقا لأبحاث رسمية، لتتجاوز بذلك الكثير من المجتمعات الأخرى.
والبترا التي يروج لها على أنها واجهات صخرية تاريخية، تحتوي على تنوع حيوي هائل قادر على إدخالها ضمن مواقع التراث العالمي الطبيعي، وتزخر بالعديد من المواقع الجذب السياحي..
والمدينة الوردية التي تصورها شاشات التلفزة على أنها قرية ذات مجتمع بدائي، شهدت توسعا عمرانيا خلال السنوات السبع الأخيرة بنسبة لا تقل عن 40%، وهي نسبة لم تصل لها إلا عدد محدود من المدن الأخرى..
والأهم فإن البترا ذات الموروث التراثي والمحلي الهام من أكثر مناطق المملكة التي استقر فيها الكثير من السياح القادمين للمملكة، نظرا لبيئتها الخدمية والسكانية المميزة، ونتيجة ما وصلت له من تقدم في شتى المجالات..
وفي موازاة ذلك، فإن ما جعل البترا متأخرة في نظر كثيرون حتى الآن، هو غياب المنهجية الصحيحة لترويج المدينة محليا وعالميا، وعزلها في عملية الترويج عن محيطها المحلي والخدمي والسكني وموروثها المحلي الهام.
ظلمنا البترا حينما روجناها على أنها مدينة أثرية تحتوي على الخزنة والسيق، وظلمناها حينما ربطناها بمجتمع يستجدي من السياحة ولا يمثل مجتمعا الأصيل، وظلمتها الحكومة حينما وضعتها على هامش أعمالها.. البترا بأمس الحاجة لمن ينفض غبار الزمان عنها ويكشف عن أسرار تزيد خزنتها وسيقها جمالية وحضورا وتدفعها نحو مزيد من التقدم.
[email protected]
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو