المسؤول عن كل ما جرى ولا زال يجري في سوريا هو إيران وروسيا فلولا تدخل هاتين الدولتين لأسباب وحجج غير مقنعة إلَّا للذين ليس بحاجة للإقناع فلكان نظام بشار الأسد قد بادر إلى حلٍّ حتى لو كان وفقاً لتسوية تقتضي رحيله كشخص مع الإبقاء على الدولة بكيانها وبجيشها وبإصلاحات تنهي استبداداً عائلياً استمر منذ العام 1970 بل ولمن لا يعرف منذ العام 1968 عندما أصبحت موازين القوى لمصلحة «الطغْمة العسكرية» التي كان على رأسها حافظ الأسد .
ويقينا فإنه لولا هذا التدخل الذي أصبح مكشوفاً «وعلى عينك يا تاجر» ولم يعد بحاجة إلى براهين وأدلة فلما كان هناك تنظيم «داعش» ولا بعض التنظيمات الأخرى التي توصف بأنها «إرهابية» ولما كانت هذه الهجرة إلى الغرب الأوروبي وإلى كل بلدان الكرة الأرضية التي ستكشف الأيام المقبلة أن وراءها مؤامرة قذرة كبرى هدفها تقسيم هذا البلد وفقاً لمعادلة سكانية «ديموغرافية» جديدة أصبح العرب السنة فيها لوناً خافتاً بعدما فقدوا الأرقام التي كانوا وفقاً لها يشكلون الأغلبية الراجحة وبنسبة تتجاوز السبعين في المائة .
ربما أنَّ الروس لا يقصدون هذا لأن لهم حسابات وتطلعات أخرى لكن المؤكد أنَّ إيران كانت ولا تزال والواضح أنها ستبقى تسعى, وهذا معلن على السنة كبار المسؤولين الإيرانيين, لفرد ردائها الطائفي على هذه المنطقة كلها بعدما تمكنت حتى الآن من تحقيق إنجازات كبيرة في العراق وسوريا.. وربما أيضاً في لبنان !!
وهنا فإنَّ أسوأ ما يمكن أن نصل إليه هو أن نصبح نتحدث بهذه الطريقة وبهذه اللغة السيئة ولكن ما العمل ونحن نسمع الإيرانيين يقولون عن الجنرال حسين همداني الذي قُتل أمس الأول في منطقة حلب أنه: «شهيد الدفاع عن المراقد الإسلامية» والمقصود بالطبع هو المراقد «الشيعية» التي بقيت معززة ومكرمة بل ومقدسة ومصانة على مدى نحو أربعة عشر قرناً في عهد الدولة الأموية والعباسية وبالطبع والفاطمية وأيضاً العثمانية وحتى الآن .
لم يظهر تنظيم «داعش» هذا إلَّا متأخراً ولعل ما بات يعرفه غير المغلقة قلوبهم بأقفالٍ غليظة أنَّ هذا التنظيم ومعه بعض التنظيمات الأخرى التي تعتبر تنظيمات إرهابية قد أوجد أو صُمتَ على وجوده للوصول إلى ما هي عليه أوضاع سوريا الآن حيث غزا الروس هذا البلد العربي غزواً عسكرياً متعاظماً ليذبحوا المعارضة (المعتدلة) بحجة القضاء على ما يسمى: «الدولة الإسلامية» وباقي التنظيمات التي يعتبرونها إرهابية وليبقوا على نظام بشار الأسد ولو إلى حين تصفية حساباتهم الكثيرة مع أميركا والدول الأوروبية الغربية وإيجاد موطئ قدم لما يعتبرونه إمبراطوريتهم الجديدة الصاعدة في عدد من دول هذه المنطقة الإستراتيجية والتي ستبقى إستراتيجية إلى أنْ يرث الله الأرض وما عليها !!
إنه غير صحيح بل هي كذبة كبرى أن يقول الروس أنهم قد جاءوا باحتلالهم العسكري.. والسياسي أيضاً إلى سوريا للقضاء على «داعش» وباقي ما يعتبر تنظيمات إرهابية وإنه غير صحيح بل هي كذبة كبرى مكشوفة أن يقول الإيرانيون أنهم دخلوا المعركة مبكراً ضد الشعب السوري وانتفاضته وثورته وضد المعارضة (المعتدلة) للدفاع عن: «مراقد آل البيت» فالأمور غدت واضحة وضوح الشمس في كبد السماء في يوم صافٍ بلا غيوم فهؤلاء وأولئك لا يهمهم بشار الأسد ونظامه البائس إلَّا بمقدار خدمة مصالحهم وتحقيق تطلعاتهم في هذه المنطقة العربية وهي تطلعات باتت مكشوفة ومعروفة ومن أجلها جرى اختراع «داعش» أو السكوت على اختراعه ومن أجلها يجري العمل على إنشاء «حلف بغداد الجديد».. ومن أجلها غير مستبعد أن تجد طهران نفسها في ذات يومٍ قريب في مواجهة مع موسكو وذلك عندما تتضارب المصالح !!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو