زقزقة العصافير

حين كنا نكتب موضوع إنشاء في المدرسة عن فصل الربيع , وعن الصباح ..كان لابد أن نشير إلى زقزقة العصافير , في بدايته ...حتى في الأفلام عادة ما يبدأ المخرج مشهد الصباح بإدخال صوت زقزقة العصافير ..علما بأنك لا ترى أي عصفور في المشهد .اضافة اعلان

وأحيانا ومن قبيل رسم مشهد رومانسي للعشاق في المسلسلات , يقوم المخرج بدبلجة الصوت مع صوت الحديث الذي يندلع بين العاشق والمعشوقة ...
تخيلوا حتى في الموسيقى هناك زقزقة للعصافير , ويسجل لعازف العود العراقي الشهير نصير شما أنه أدخل تلك الزقزقة في إحدى معزوفاته على العود ...
العالم في كل نتاجه السينمائي والأدبي والموسيقي معجب بزقزقة العصافير ,والسؤال الذي أود طرحه ما هو الشيء المميز في العصافير أو في زقزقتها ولماذا صار هذا الصوت جزءا من الرومانسية أو الهيام ؟
سؤال اخر ؟ لنفترض أني صحوت هذا الصباح ولم أسمع زقزقة عصافير , مالذي يحدث هل سيتغير يومي ...؟ بالطبع لا ..
لنفترض أن العصافير قررت الإعتصام وعدم الزقزقة , لنفترض أن الحكومة أقرت بضريبة زقزقة .... مالذي يحدث هل سيتغير العالم ؟
ماهو مصدر الجمال في عصفور واقف على سلك كهرباء , أو مثلا على حافة ماسورة مجاري مرتفعة من سور ما , أو شبك حماية لشباك عالي ويزقزق ...؟
ياالهي كم أخذت الزقزقة حيزا , في الإعلام والسينما والرواية والمسرح ؟ ...والغريب أنها لا تغير من مسار الحياة شيئا ولا تعطل شيئا ...
على كل حال أنا أحيانا احس أني (بزقزق) أكثر من كوني أكتب , حتى الإعلام في العالم العربي لا يختلف دوره في مرحلة ما عن أدوار العصافير في الزقزقة ...فنحن نحاول أن نجمل صباحات الناس فقط ....وفي دواخلنا ندري أنها مجرد (زقزقه) ...