الجمعة 2024-12-13 06:12 م
 

زيارات الاسد التي لم تتم

08:40 ص




في المعلومات ان الرئيس السوري بشار الاسد، اجرى اتصالات سرية قبل فترة، مع عاصمتين عربيتين، من اجل زيارتهما، وان هاتين العاصمتين اعتذرتا، عن تلبية هذا الطلب.اضافة اعلان


جاء هذا الطلب، في سياق علاقات سرية جيدة جدا، بين دمشق وهاتين العاصمتين، اذ للعاصمتين موقف لصالح بقاء الاسد شخصيا، والعاصمتان ضد الثورة السورية، كليا، باعتبارها كانت مجرد استدراج للشعب السوري، لتحطيم بنية بلاده، واعادتها الى الوراء الف عام.

المفاجأة هنا، تتعلق باحدى العاصمتين، التي لا تظهر اهتماما بدعم الاسد علنا، وهي عاصمة لبلد عربي كبير، شهد تحولات جذرية، ويرى قادته ان الاسد يجب ان يبقى، وان كل الثورة السورية مجرد اداة تخريب بيد قوى اخرى لاسباب سياسية واقتصادية وامنية، وان القتل اليومي في سورية، منزوع من سياقه، لان لا احد يروي الرواية الكاملة، عما يجري، باعتبار ان قصف الجيش السوري في حالات كثيرة، مجرد رد، على ما تفعله التنظيمات في سورية.

هذا يؤشر من جهة ثانية على الدبلوماسية السرية في المنطقة، اذ ان هناك دولا عربية عديدة، كانت مع الاسد منذ اليوم الاول، وهناك دول غيرت موقفها، ولم تعد ضد الاسد، واعادت فتح قنوات التنسيق الامني والسياسي ضمن مستويات محددة، وبشكل غير معلن، وهناك دول قليلة بقيت على ذات موقفها ضد الاسد، احيانا وضد نظامه.

ما يمكن قوله اليوم، ان هناك تغييرات سياسية، غير معلنة في العالم العربي، ازاء النظام السوري والرئيس الاسد حصرا، لكنها تغيرات لا تتم المجاهرة بها، لاسباب تتعلق بمراعاة تقلبات الاميركان تجاه نظام الاسد، ولاعتبارات ترتبط بعدم شعبية المجاهرة بالرغبة بإعادة احياء العلاقة مع النظام السوري، وسط ما يجري من عمليات قتل وقصف يومية، فنحن نتحدث عن تغيرات غير معلنة، لن تمانع كثيرا لو قرر العالم التخلي عن دعوته الاطاحة بالاسد، ولن تتمنع بعودة نظام الاسد الى جامعة الدول العربية.

سر التغيرات يعود الى قدرة نظام الاسد حصرا، على ادارة تحالفاته الدولية بشكل مختلف، اذ بعد تحالفه مع الروس والايرانيين، من جهة، وتعظيمه للاخطار اذا سقط، مثل اخطار التنظيمات المتشددة وغيرها من تنظيمات، وتلاعب واشنطن في مواقفها، بشأن الذي تريده حصرا، في سورية، استطاع ان يخفف من حدة المطالبات بتغيير النظام، عبر هروب اغلب الدول الى المطالبات بالحل السياسي، وغير ذلك من وصفات، تعرف هي حصرا على انها مجرد اسم مستعار لبقاء النظام، وفي حالات كثيرة لبقاء الاسد شخصيا.

على حد توصيف سياسي عربي مهم، فقد قال ان كل الحلول في سورية فشلت حتى الان، ولم يبق الا احد سيناريوهين، وفقا لرأيه، اولهما التجديد للاسد والاعتذار له دوليا وعربيا، وثانيهما يناقض الاسد، عبر اغتياله وقتله داخليا، من اجل فتح الابواب لتغيرات واسعة في سورية، تحسن حالة التعليق في المشهد السياسي، واذا كان رأي هذا السياسي، يجنح الى التطرف في الخيارين، فإن دولا كثيرة، قررت منذ اليوم، احتياطا وتحوطا، تخفيف حدة خطابها الرسمي المعادي للنظام السوري، وهذا ما نلاحظه في اغلب منطوق السياسيين العرب الرسميين، ثم فتح قنوات سياسية وامنية منخفضة المستوى، وسرية المضمون، من اجل توظيفها لاحقا، باعتبارها حسن نوايا عند هذه العواصم ازاء نظام الاسد.

كل هذه الاجواء، وغيرها، شجعت نظام الاسد، على طلب زيارتين رسميتين الى عاصمتين عربيتين، على صلة وطيدة بواشنطن، ولهما وزنهما، وعلى صلة جيدة غير معلنة بدمشق الرسمية، لكن الحذر بقي سائدا، فهاتين العاصمتين لا تريدان المجاهرة بما خفي بينهما، ونظام دمشق الرسمية، وفضلتا، ان يبقى السمن على العسل، سرا، حتى تتضح الصورة، والى اين مآلات السيد الرئيس!!.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة