السبت 2024-12-14 12:47 م
 

زيارة موسكو .. مقررَّة أم مفاجئة ؟!

11:50 ص

أثارت زيارة الملك الى موسكو في هذا التوقيت بالذات، تساؤلات كثيرة، حول سر الزيارة وتوقيتها، خصوصا، انها تأتي في توقيت حساس دوليا.اضافة اعلان

في عمان سرت تكهنات تقول ان زيارة الملك الى موسكو تقررت بشكل مفاجئ، وانها لم تكن مدرجة على برنامج الملك الذي زار النمسا والفاتيكان، وان سببا غامضا دفع الملك الى زيارة موسكو في هذا التوقيت وبشكل مفاجئ، من غير تخطيط مسبق، فما هو ذلك السبب يا ترى؟!.
واقع الحال والمعلومات تؤكد ان زيارة موسكو كانت مقررة منذ زمن، ولم تأت بشكل مفاجئ، كما تردد في عمان، وهي ُمرتبة بشكل معروف مسبقا على برنامج الملك الخارجي خلال هذه الفترة.
من جهة ثانية فإن الملف الابرز الذي تمت مناقشته في هذه الزيارة، يتعلق بالملف السوري، وبرغم ان اللقاءين بين الملك وبوتين، احدهما ثنائي، والثاني موسع، تناولا عدة قضايا، فإن الملف الغالب كان الملف السوري بكل مشاكله وتعقيداته، وليس ادل على ذلك من اسماء المسؤولين الاردنيين الذين حضروا اللقاء الموسع، اذ تؤشر اسماؤهم ووظائفهم ايضا على طبيعة النقاش بشأن الملف السوري، والجانب الحساس في هذا الملف.
عمان الرسمية حاولت خلال الزيارة استجلاء الموقف الروسي والمستجدات ازاء الازمة السورية، خصوصا ان موسكو ليست طرفا عاديا، وهنا - وفقا لمعلومات- لم ينقل الاردن اي رسائل او وجهات نظر متعلقة بأطراف اخرى الى الروس، بقدر استكشافه للموقف الروسي، والموقف العالمي، والاحتمالات المقبلة على صعيد هذه الازمة، خصوصا مع التداعيات الامنية والعسكرية التي تهدد المنطقة، وتؤثر على الاردن امنيا وسياسيا.
العلاقات بين عمان وموسكو علاقات قوية، وعمان الرسمية تدرك مبكرا انه لابد من التوازن النسبي في العلاقات مع العواصم النافذة، وربما اللافت للانتباه ان الملك يكاد ان يكون الزعيم الوحيد في العالم العربي، وفي منطقة الشرق الاوسط، القادر على الاتصال بالامريكيين والروس في توقيت واحد، اذ قبل شهور التقى الملك بالرئيس الامريكي، وهاهو يلتقي الرئيس الروسي، مع معرفتنا ان العالم ينقسم اليوم الى مجموعات وانظمة متصارعة ومتحاربة، في ظل ازمات طاحنة تعصف بالعالم، خصوصا في هذه المنطقة.
هناك اضطراب في معسكرات المنطقة، وها نحن نرى ان انتقالا غريبا يجري بين معسكرات المنطقة، ما يؤشر على تغيرات مقبلة على الطريق.
من ناحية تحليلية مجردة فإنه من المثير ان نرى دولتين قامتا بتبني الثورة السورية، اي الدوحة وانقرة، تقتربان جزئيا من طهران.

وهذا يعني ان هذا الاقتراب ما بين اهدافه الوظيفية، المتعلقة بإثارة قلق حلفاء آخرين، ونتائجه التي قد تصل حد دفع العاصمتين ثمنا للايرانيين، على صعيد الملف السوري، فإن اجمالي المشهد يأخذنا الى تقلبات عميقة في المنطقة.
زيارة الملك الى موسكو مهمة جدا، في هذا التوقيت، والكلام ليس على محمل المجاملات، بقدر كونها تساعد الاردن كثيرا في استشراف المستقبل، فيما العلاقة مع موسكو مهمة من جهة اخرى، لتخفيف اي كلف قد يتم تنزيلها على الاردن لاحقا، اذا ما تم حسم الازمة السورية، لصالح المعسكر الروسي الممتد مرورا بطهران ووصولا الى دمشق، ولكبح جماح معسكرات تتفلت ضد الاردن لاعتباراتها السياسية.
هذا لايعكس حسابات متوترة للاردن حاليا، بل ان استبصار الفروقات بين الموقفين الامريكي والروسي، واستكشاف العناصر المشتركة بينهما يساعد كثيرا في استعداد الاردن لكل احتمالات الفترة المقبلة، خصوصا.
الازمة السورية باتت اردنية في بعض جوانبها، باعتبارها ازمة الاقليم الثانية بعد فلسطين.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة