الوكيل - ليس من المستغرب أنه في أيامنا المعاصرة هذه .. وفي زمن التقدم التكنولوجي الذي أوجد لنا كل وسائل الإتصالات المريحة والسريعة من منبهات الساعات والخلويات ومكبرات الأصوات في مآذن المساجد والثقافات المتعددة ..هو أن الكثير من الناس ما زال تمسكهم بالحنين الى كل ما هو شعبي وجماعي .. يعتبر عملاً مبهجاً .. ومن عادات وطقوس دينية مثل ارتباطهم في ليالي شهر رمضان المبارك بعملية التسحير .
تلك المَهمة التي يقوم بها بعض الرجال الماهرين , الذين يمتلكون الصوت الجميل والصبر والأريحية تجاه الناس والمشي ليلاً في شوارع وطرقات وأزقة وأحياء وجبال عمان الشعبية .
لذا فإننا ما زلنا نلاحظ ونشارك وبكل تلك الهيبة والمحبة الإجتماعية والطلة البهية لهؤلاء المُسحرين الذين أحبوا تلك المهنة الأستثنائية السنوية – ولمدة شهرٍ فقط – بتكليف ذاتي وديني واجتماعي من المحيط البشري الذي يعيشون في وسطه.
وفي الوحدات تلك المنطقة الشعبية المكتظة والواسعة بالأماكن والناس والتي تحتاج لعدة مسحرين للسكان الصائمين هناك .
ومنهم المسحر المعروف في بعض تلك الحارات هناك منذ نحو عشرين سنة زيد ضيف الله ابو بشار مازال وبعد تلك المدة الطويلة بممارسته عملية التسحير الليلي بأشد الإنتماء لتلك الأجواء المبهجة للجميع .. و بسبب أنه يشعر بالمتعة الروحية والإنسانية و التي مردها القيام بالواجب الديني , وإدخال الفرح لدى نفوس الأطفال الصغار من أولاد وبنات الحي الذي يتجول فيه قبل الساعة الرابعة صباحاً لتنبيه الجميع لتناول وجبة السحور الخفيفة .
أناشيد لأطفال السحور
وبعد أن ينشد ابو بشار عباراته الرمضانية المعروفة مثل :
إصحى يا نايم وحِّد الدايم
إصحوا إصحوا لسحوركو
إجا رمضان يزوركو
وحدوا الكريم.. الرحمن الرحيم .
وبعد أن يجتمع أولاد وبنات الحارة من حوله ويمشون معه بعض المسافات يطلبون منه ان ينشد لهم أناشيد الأطفال الرمضانية التي إعتادوا سماعها منه عادة , ومنها التي ذكرها لأبواب الرأي مثلاً:
ألف با و بوبايه
طنجرة و مقلاية
أنا مسحر في هاليل
ونتوا بتصحوا ورايي
××××××××
ولأن طلاب وطالبات المدارس في أردننا الغالي صدفت أن جاءت عطلتهم الصيفية الطويلة في شهر رمضان , وتكرر ذلك منذ عدة سنوات , فإن غالبية الاطفال لا ينامون لياليهم السعيدة في رمضان حتى وقت السحور .. فهم يلعبون ويشاهدون البرامج التلفزيونية الجذابة .. ويظلون منتظرين خروج المسحر من منزله ليشاركوه السرور والأناشيد التي يقول فيها أيضاً :
يا أطفال يا حلوين
يَللي لِسه صاحيين
شو مزايا التسحير
التسحير مهم إكثير
وأحسن مِنو ما بصير
××××××××
وقبل ان يسرد علينا ابو بشار أناشيده الأخرى سألناه عن علاقته مع الناس وقت عملية التسحير التي يقوم بها ليلياً فقال :
التواصل الحميم والمحبة المتبادلة هي من أساسيات الرضا والعلاقة بيني وبين سكان الحي . فمع السنين والايام صرت صديقاً للمئات منهم من الصغار والكبار , والمسنين الذين لو غبت ليلة واحدة عنهم فإنهم يأتون لمنزلي في اليوم التالي للإستفسار عن السبب !!.فربما أكون مريضاً مثلاً !! فيشدون من أزري ومعنوياتي للمواصلة في الليلة التالية .. ومنهم من يعاتبني بشدة كالكبار في السن لأنني لم أُوقظهم خلال فترة السحور .
ويحدث ان يُحاورني المتسحرون خلال قرعي على الطبل الصغير وأنا أتجول في بعض حارات الوحدات .. فيخرج بعضهم من بيته يحمل كأساً من الخروب البارد ,أ و شقحة كبيرة من البطيخ , وبعضهم زجاجة من الماء , وبعضهم كعكة , ومنهم من يعزم عليَّ على السحور ..لكن لا يمكن ترك عملى للدخول البيوت للسحور او شرب المياه والعصائر ،والكل منهم يشكرني ويقول لي « الله يعطيك العافية « و» بارك الله فيك « .
حمادة الصعيدي
ومن الداعمين للمسحرين في هذه المنطقة هو «حمادة الصعيدي» , الذي يُدير محلاً لإحياء المناسبات المفرحة في عمان ، حيث يُعير للمسحرين الطبول والدفوف والأثواب الفلكلورية المناسبة لهم وللذين ضاعت طبلتهم مثلاً وبشكل مجاني حتى نهاية شهر رمضان , وله أعمال خيرية متعددة أخرى في المساعدة والبر والإحسان .
الدالُ على الخير
ولا يقتصر دور المسحر أبي بشار على قرع الطبل بعصاه , والمناداة بصوته الساحر على القيام من النوم للسحور .. ولا على بث أنغام أناشيده الدينية والاجتماعية للكبار والصغار فقط .
فهناك أفعال وأعمال الخيرات التي يُشارك بها مع الآخرين – فهو من خلال تجواله يعرف سكان الحي والحارات القريبة وعن وأوضاعهم الاجتماعية والمعيشية والمادية .. فهناك الفقراء والمساكين وهناك الاغنياء والموسرون ويكون دور زيد هنا إبلاغ المحسنين الذين يُحبون مساعدة الفقراء عن تلك العائلات والتي أحياناً لا يكون لديها بعض الطعام لأكله على الإفطار أو السحور .
والعديد من المُحسنين كمطعم التوتنجي يقدمون الطعام للفقراء عن طريق مسحرنا هذا , وكذلك محلات درباس والشرقاوي للملابس اللذين يقدمان الألبسة للفقراء والمساكين عن طريق زيد المسحراتي , جزاه الله كل خير إن شاء الله .
وفي نهاية لقائنا مع زيد أبي بشار والأطفال يتحلقون فرحين من حولنا أنشد لهم ما يلي :
طالعة من بيت أبوها
رايحة بيت الجيران
قالت يا مسحر سحرني
سحرني أنا نعسان
××××××××
عن المدارس
يا مدارس يا مدارس
ياما أكلنا ملبس خالص
والملبس في الكباية
والكباية صغيرة خالص
وشكراً شكراً يا مسحرنا
على تسحيرك حارتنا .
الراي
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو