سائقون متهورون يخلفون مآسي وجراحات فمن يوقفهم ؟

الوكيل - دفع تسرع سائق شاحنة ومخالفته الارشادات المرورية على أحد الشوارع الرئيسية في العاصمة عمان الى القضاء على حياة أب لثلاثة أطفال ودخول صديقه الى العناية المركزة ووفاته بعد عدة أيام.اضافة اعلان


الخطأ البشري الذي ارتكبه السائق واستهانته بالأنظمة المرورية انعكس سلبا على حياة الأطفال الثلاثة وأمهم الأرملة التي لم تكمل 27 عاما وقلب حياتهم رأسا على عقب بعد رحيل والدهم.

وتقول الأرملة أم مصطفى أن فقدان زوجها نتيجة تصرف طائش لسائق شاحنة دفع بها الى تحمل مسؤولية كبيرة لم تكن تتخيل يوما أن ترمى على كاهلها وحدها.

وتضيف أم مصطفى أن شعور الفقد المفاجئ لا يحتمل ولكن سنة الله في اكمال الحياة فضلا عن شعور الأطفال بمرارة غياب الأب والسؤال عنه باستمرار يزيد من الحسرة والغصة في قلبها.

ومع دخول عشرات الآلاف من السيارات سنويا على طرقات المملكة، وتطور التكنولوجيا لحماية السيارات من الحوادث إلا أن الأخطاء البشرية تبقى الأسباب الرئيسية لمعظم ضحايا الطرقات.

ويبين الشاب علي 35 عاما أن معاناته مختلفة مع حوادث السير اذ تعرض لحادث سير قبل عامين كاد أن يقضي على حياته وحياة أفراد أسرته نتيجة خروج مركبة عن مسربها يقودها سائق متهور لتنتقل على المسرب الآخر وتصطدم بمركبة بشكل مفاجئ.

وأشار الى أنه لم يتوقع ما حدث خاصة وأنه كان يقود بالسرعة المسموح بها في حين سائق المركبة الأخرى تعدت سرعته الحد الأعلى المسموح به.

وأضاف علي أن الحادث تسبب بأضرار بشرية ومادية كبيرة تمثلت بتكاليف علاج أسرته في المستشفيات وأضرار كبيرة في مركبته، فضلا عن وفاة شخصين كانا برفقة السائق المتهور.

ودعا علي الى التشديد في اجراءات منح رخص القيادة للراغبين بامتلاك وقيادة السيارات لحماية الأرواح البشرية من تهور وطيش لدى بعض السائقين، وتغليظ العقوبات بحق مرتكبي الحوادث، وتفعيل نظام النقاط السوداء المسجلة على رخصة القيادة.

من جهته يقول سفيان الشريف أن الطيش والاستهتار واللامبالاة عند بعض الشباب الناس هي السبب الرئيسي في حوادث السير، فعلى الرغم من أهمية أخذ الحيطة والحذر عند القيادة وصرامة القوانين المتعلقة بالقيادة وذلك لخطورة المركبات على حياة الناس إلا أن حوادث السير في ازدياد. وأكد الشريف أن هذا الاستهتار يخلف خسائر بشرية قد تقعد الانسان نتيجة اصابته بعجز ما وتفقد العائلة مصدر رزقها ومعيشتها وقد يحتاج الى اموال طائلة لعلاجه، بالإضافة الى حدوث وفيات تحرم الابناء من ابائهم او امهاتهم.

وتشير احصاية صادرة من مديرية الأمن العام أنه منذ بداية العام الجاري سجل 8340 حادث سير نجم عنها 29 وفاة، كانت أغلبها ناتجة عن عدم الالتزام بقوانين السير كالسرعة الزائدة وتجاوز الاشارة الحمراء واتخاذ المسرب الخاطئ والقيام بالأعمال البهلوانية في الشارع «التشحيط»، وعدم التقيد بالأولويات، وعدم استخدام حزام الأمان، أو المنبهات (الغمازات) عند الانتقال من مسرب إلى مسرب أو عند التجاوز أو الدخول في طرق فرعية، والتوقف المفاجئ، واستخدام الهاتف أثناء القيادة والحديث وشرود الذهن، بالاضاقة الى الاستهانة بالتصليحات الدورية للمركبات.

الراي