السبت 2024-12-14 03:02 م
 

سعادة تزيد على الحد للكاتبة الكندية أليس مونرو (جائزة نوبل للآداب 2013)

03:58 م

الوكيل - منذ صدور مجموعتها القصصية الأولى التي تحمل عنوان ‘رقصة الظلال السعيدة’ والتي صدرت عام 1968.. تظل الكاتبة الكندية أليس مونرو التي حصلت على جائزة نوبل للآداب لهذا العام مخلصة للقصة القصيرة.اضافة اعلان

ولدت الكاتبة بولاية الأونتاريو عام 1931.
تتحدث حكاياتها في العادة عن أسرار مدفونة أو عن هروب غير متوقع أو استسلام لحالة… إنها تتابع حالات نسوة يبدين عاديات في حياتهن اليومية، انها تراقبهن في تناقضاتهن وفي وحدتهن العميقة.
وفي اصدارها الأخير الذي يحمل عنوانا متناقضا ‘سعادة تزيد على الحد’ تتناول الكاتبة في قصصها مواعيد غير متوقعة وأحداثا عادية تقلب حياة أصحابها رأسا على عقب. من الشخصيات القصصية نجد ‘دوري’ الخادمة الشابة التي تختار هذه المهنة لكي لا تتحدث مع الآخرين.. ففي سنواتها السابقة كانت ‘دوري’ متزوجة وأما لثلاثة أطفال ، ولكنها تقرر ذات يوم الهروب إلى جارتها بعد أن تمل انتقادات زوجها القاسية.. وعندما يعود الزوج إلى بيته يقتل الأطفال الثلاثة.. هكذا هي المأساة.. وهذا هو القدر التي تعرفه البطلة .. القدر الذي يحملها من وطأة القمع إلى الجنون.. ففيما يكتب كتاب آخرون في مثل هذه الحالة عن الألم الذي قد يفتك بالشخصية تقوم أليس مونرو بأخذ طريق معاكس تعيد فيه صياغة حقيقة ‘دوري’ من خلال رحلة تقوم بها في حافلة.
تكتب مونرو عن الكثير من الناس العاديين.. عن الزوجين العجوزين ، وعن حب أم لإبنها، وعن الصداقة بين طفلتين أرادتا أن تتشابها، لكن كل ذلك مجرد وسيلة للكتابة عن أشياء أكثر عمقا ، ففي مظاهر الحياة العادية تفتح الكاتبة ‘كتاب الأسرار، فكل ما يحدث هو كذب وخيبات أمل .. فيها تظهر قسوة القدر.
وفي قصة أخرى يأتي مجنون إلى بيت امرأة عجوز أرملة ومريضة لسرقة سيارتها فتعطيه العجوز المفتاح بدون عناء ، لكنها تلاحظ القلق على وجه اللص فتقوم بإعداد الشاي له.. ها هو بعدها يدخل في نقاش مع العجوز ويروي تفاصيل حياته.
هكذا تبدأ أليس مونرو قصصها من الخارج وكأنها في حالة تأمل ، ثم تقترب بعدها شيئا فشيئا على طريقة الصياد الذي ينتظر فريسته لتدخل في سرد التفاصيل ببطء ..
هكذا تصطاد السر الخفي دون عناء
بعكس عنوان الكتاب لا تؤمن النسوة اللاتي يشكلن شخوص القصص القصيرة بأي شكل من أشكال السعادة.. هن فقط يحلمن بحب حرمن منه في الطفولة.. فمنذ زمن طويل عرفت النسوة خيبات الأمل والنسيان.. لم يكن لهن غير الصبر وانتظار حب لا يأتي.
ترجمة د. محمد قصيبات


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة