"سفاح العلكة"

كان صبياً من بلدي
يتسكع في احد المولات
اعجبه منظر علكةْ
هذي الالوان الفاقع زخرفها
هذي الرائحة العبقة
اخذها .. مضغها
ما اروع طعمتها
لكنه ...
قبل ان يخرج من 'مول العلكة'
اكتشف بانها من نوع مغشوش
فهذا الطعم الرائع
ما ظل في فمه سوى لحظات
اجل واذا بعلكته من النوع الرخيص
لم يقرأ ثمن العلكة بالفلسات
ولما راح ليدفع ثمن العلكة
فوجئ لا فكة
وفوجئ بصراخ المول برمته
اتمضغ العلكة من غيرما فكة؟؟؟
انتفض المول برمته
اجل ..
المول الاعظم في عمان
من دونما ذرة رحمة
لمجرد حبة علكة
لم يأبه لكل الفاظ الاعتذار
ولم يفهم كل معاني التأسي والعبرات
فهذا المول برمته لا يفهم الا
لغة الفلسات
واجتمع المول بهيئته العظمى
وقرر رفع الشكوى
فاذا بصبي مسكين من بلدي
يألم من عرج البطة
وبجرة قلم او توقيع اضحى
'سفاح العلكة'
****

من اجل حبة علكة
ثارت قوات الامن العام
ووزعت المهام
بين فرقات الكوماندوز
لضبط المجرم .. حبس المجرم
قتل المجرم ان لزم الامر
لا تقلقوا من فشل المهمة
انها ليست مستحيلة
فقد تم تكليف العشرات
اجل العلكة لا زالت في فمه
قف بمكانك إرفع يديكْ
افتح حلقك لا تبصق هذي العلكة
لا تبلع هذي العلكة
سنجري تحليل الدي أن إيه
حتى نتعرف أصل العلكة
****

جَروا المجرم سفاح العلكة معصوب العينين
وقماشاً آخر في فمه
اطبق بالشفتين
وساقت هذا المجرم سفاح العلكة
جنازير من الحديد
كبلت يداه وكبلت قدماه
والقي في غرفة ملأى بالظلام
وملأى بروائح مقرفة
مسحت من ذاكرته رائحة العلكة
وانتفظ القضاء
تأهب الجميع ووقفوا لسماع الحكم العادل
سيقيم الحاكم حد السرقة
من اجل حبة علكة
يا ايها المجرم السفاح يا آكل لحم العلكة
سنبتر يدك التي
تطاولت على حرمة العلكة
ونُكسِّر اسنانك هذي التي
قد مزقت جسد العلكة
ونقطع هذا اللسان الذي
تطاول في مضغ العلكة
هذا الحكم العادل في نظري -قال الحاكم-
كي لا تُسرَقَ من بَعدٍ علكة.
****

يا حاكمي زمناً مضى
يا حاكمي زمناً أتى
لم تفطن الى ثمن العلكة
يا حاكمي
هذا الحبر المسكوب
وهذا الورق المكتوبْ
بمحاضر الشكوى
اثمن من فلسات العلكةْ
يا حاكمي عفواً
فلم النفاق
لم تفطن معاليك
لنهب الارزاق ونهب الاسواق
عفواً معاليك لم تفطن
لنهب الشوارع والجسور والانفاق
ونهب القبور
لنهب الارض المستور
ونهب الشعب المقهور
لم تفطن معاليك
لنهب الماء ونهب الهواء
يا حاكمي
يا ليته كل ما هتك الكبار في وطني
كان كهذه العلكة العذراء
فحتامَ ايا حاكمي هذا الهراء
حتام ايا حاكمي
هذا الهراء

المحامي الدكتور اشرف سمحان

[email protected]