السبت 2024-12-14 07:46 م
 

سقوط في بحيرة لوط !

07:15 ص

تناقلت الصحف العربية ووسائل التواصل الاجتماعي
العربية وبشكل متكرر خبرا يقول :
«اكتشف العالم النفساني اليهودي الاميركي الجنسية وليم ليفيسر العقدة النفسية التي يعاني منها ارييل شارون تجاه الفلسطينيين وذلك في كتاب صدر في دولة الاحتلال، فقد قام ليفي خلال عامين ببحث ونبش ماضي شارون وسبب عدائه وانتقامه من الفلسطينيين فاصبح احد الطغاة ومن سفاكي الدماء.اضافة اعلان

وفي مراجعه لأوراق الماضي البعيد للسفاح شارون والتي ترتبط بأنواع الجرائم والعقد النفسية استطاع العالم وليم ان يثبت ان شارون يعاني عقدة نقص الرجولة المتمثلة في فقد احدى خصيتيه على يد مراهق فلسطيني اما العقدة الكبرى فهي احساسه بفقدان رجولته امام كل عربي فلسطيني تدفعه الي شهوة الدماء وسفكها.
اما سبب هذه العقدة فقد كشف عنها العالم النفساني بتعرض شارون وهو في الـ 14 من عمره لحادث اغتصاب انتهك عذريته فيها رجل عربي واستخدمه اكثر من مرة؛ ما ادى الى ترسب العقدة في اعماقه واحساسه بالدونية امام كل عربي فلسطيني». انتهى الاقتباس.
لا أنوي الدفاع عن نفسي مسبقا، فأنا فعلا أرفض الاحتلال الصهيوني لفلسطين وأدعو لمقاومته، وأنا من المقاطعين الدائمين للصهيونية، وقد شاركت في ذلك فكرا وممارسة، وأكره شارون وما يمثله، لكنني حزنت وأنا اقرأ هذا الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء العربية و(شيّره) الشباب العربي بفخر الاف المرات على الفيسبوك والتويتر وبقية وسائل الاتصال.
حزنت من هذا الانهيار الكبير ..هذا العجز ..وهذا الضعف...الذي ينتابنا ليجعلنا نصل الى مرحلة الافتخار بأن عربيا ما في زمان ما ومكان ما قد يكون ارتكب الفاحشة مع الطفل شارون.
قد تكون رواية العالم النفسي صحيحة وقد لا تكون، وقد يكون الخبر بمجمله مفبركا لغايات التسويق الصحفي(وربما لم يعش شارون طفولته في فلسطين مثل ملايين اليهود) أو لدوافع نفسية تكشف مدى انفصامنا وانفصالنا على الواقع ، وبحثنا عن انتصارات وهمية، لا معنى لها، حتى لو حصلت. لا بل كان ينبغي لنا ان نعتذر عنها، لا ان نفخر في انتهاك طفل.
لنفترض أن هذا الكلام صحيح، وأن عربيا فعلها . إننا بذلك نمنح شارون شرعية نفسية للمشاركة في الكثير من المذابح ضد الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها وتحديدا لمشاركته في مذبحة مخيمي صبر وشاتيلا والكثير من المذابح الأخرى. هذا الخبر يعني أن شارون مريض نفسي علينا ان نعتذر منه ونعالجه، وليس علينا ان نحاربه...»يا عيب العيب».
لو كانت هذه المعادلة صحيحة، فقد انتهك الصهاينة أعراض ملايين العرب : فلماذا لم يقم بيننا عربي واحد( من المنتهكين، بفتح الحاء) وينتقم من الصهاينة في الداخل والخارج، ويشتتهم في أنحاء الأرض كما شتتونا، ويحرر فلسطين من البحر الى البحر انتقاما من اليهود...لماذا؟؟؟.
أما الواقع، فهو ان شارون سفاح قدم لشعبه الكثير وساعدهم على احتلال مكان شعب اخر وعلى إنشاء كيان دخيل وسط مجتمع معادي، وسواء تعرض للاغتصاب أو لم يتعرض، فهو بطل في عيون شعبه.
أما نحن، فلنهنأ بالتفاخر الغبي الذي لا معنى له، سوى اننا محبطون ومهزومون تماما ومنتهكون تماما...ولن تقوم لنا قائمة الا اذا قمنا بثورة داخل ذواتنا، وشحنّا ارواحنا بشعلة الحياة والتمرد على الواقع المأزوم، والبحث عن السبل الكفيلة بإخراجنا من هذا المستنقع الروحي الكبير .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة