سلامة الحافي

فجأة ينتصب « سلامة الحافي» أمامي ..لم أكن أعرفه قبلاً ..رغم إنني التقيته ملايين المرات ..! لم أعرفه لأنه الذات الأردنية الضائعة في شوارع الفقر و الحرمان و الداخلة بفعل الفساد الأكبر إلى تفاصيل الأحداث الكبرى في الأردن ..لذا..ضاعت المعرفة بـ سلامة الحافي الذي هو مرآة الإردنيين التي لا يحبون النظر إليها ..أما لقاءاتي المليونية به فلأنه أنا و أنت و أنتم ..!اضافة اعلان


الزميل حسين العموش ..لم يتعب كثيراً في ابتكار شخصية « سلامة الحافي» في روايته الجديدة التي تحمل نفس الاسم ..و لكنه تعب حد المشي على الخطوط الحمراء ليفجر لنا الخبايا النفسية لـ سلامة الحافي الذي يُعتبر الصندوق الأسود لطائرة الأردن الوطن ..!
رواية العموش ..فيها كل شيء عن التاريخ المُعاش الآن في الأردن ..فنفض بجرأة الكلام المسكوت عنه في العلاقة الأردنية الفلسطينية رسمياً و شعبياً ....و تكلّم عن العلاقات الاجتماعية في التركيبة الأردنية دون مواربة ..لم يخجل من شتم نفسه و شتمنا من أجل إحداث الهزّة ..تكلّم عن أشخاص وإن حاول التمويه الكاذب إلا إنك تستطيع أن تؤشر عليهم بسهولة طفل صغير يعرف أباه و أمه ..!
على كلّ ..المجال يضيق بالكلام عن رواية « سلامة الحافي» التي سيكون حفل توقيعها اليوم في المركز الثقافي الملكي مساء السادسة ..وليست براءة أن يكون راعيها دولة طاهر المصري ..لأنّ هكذا رواية شعبيّة تحتاج إلى شخص كان في مطبخ الحدث حيناً ..وكان مراقباً عن كثب لتفاصيل التغيرات السياسية و الاجتماعية في الأردن ..بل إنه يعرف الفاسدين الكبار الذين يفضحهم سلامة الحافي الذي ما زال لديه ما يقوله رغم شلله و عدم قدرة لسانه على الكلام ..!