نعود دوما الى ذات المشكلة في غالبية المشاريع الاستثمارية التي تكون الحكومة طرفا فيها، أو حتى لا تكون، وهي أن الإهتمام ينصب على «كم» نحقق إيرادات، لا «كيف» نطور الخدمات التي تجلب الإيرادات، ومن هنا علينا أن نعترف بأن المشكلة دوما مشكلة بشرية، فرغم الجهود المشكورة، يعاني بعض موظفي « الكاونتر « في المطار الدولي عقدة (يا عاقد الحاجبين) وكأن المسافرين القادمين للأردن جاؤوا لتقديم واجب العزاء بميت كي نستقبلهم بذلك الوجوم والنكد و«الكشرة»، قبل أن يتورط المسافر في عملية نقل أمتعته وجرجرتها لعدم وجود عربات كافية لخدمة المسافرين في ذروة موسم الصيف السياحي وعودة المغتربين
لا نطلب المستحيل من اخواننا في شتى مواقعهم، ولكن أدنى شروط التعامل الإنساني هو الابتسام في وجه ضيفك، لنترج في طمعنا لتقديم خدمة متواضعة تعادل ما يدفعه المسافر جواً أو براً من مال وجهد محسوب على سعر تذكرة السفر، فضلا عن رجاء حار لأي موظف في المطار أو المنافذ الحدودية البرية كي «يستروا علينا ويبيضوا وجوهنا»، فلا علاقة للضيف بما نعانيه من مشاكل العمل وسوء التربية، والمطار أو المنافذ البرية هي مرآة الوطن والإنطباع الأول والأخير لدى السائح والمسافر.
تجربتي الشخصية طويلة في مطارنا، ولكن أنا أنقلها مباشرة للمسؤولين، فمن سينقل وجهة نظر ملايين المسافرين عبر منافذنا، ولماذا يتسبب قلّة قليلة من الموظفين بالإساءة الى سمعة الأردن الطيبة فضلا عن مستقبل السياحة الوطنية التي تشكل 20 % من الناتج المحلي في سنوات سابقة، فخلال أقل من أسبوع وصلتني شكاوى متعلقة بسوء الخدمة في مطار الملكة علياء الدولي، أقلها من شخصية وطنية عائد في إجازة للوطن ألقى تحية حارة على موظف الجوازات، ثم استلم جواز سفره بعد ختم الدخول دون أن يرد الموظف التحية، فهل سنستأجر « هيفا وهبي « لترافق كل مسافر عبر المطار ليحسن الأخوة معاملته.
الأمر الأدهى أن الرحلات الجوية تأتي للمطار دفعة واحدة في أحيان كثيرة، أربع أو خمس رحلات، وهي كافية لإغلاق صالات المطار، ويبقى طابور المسافرين طويلا في انتظار أمتعتهم وحقائبهم والسبب أن مطارا بأكمله ليس فيه سوى حزامين اثنين لجلب الأمتعة من قسم الشحن الداخلي للطائرات، وليس هناك عربات تكفي لرحلة واحدة، والجمارك تطلب إدخال الحقائب كلها عبر جهازي التفتيش الوحيدين، في عملية متعبة للموظفين والمسافرين، ويزيد من تعطل المسافرين والمجموعات السياحية، قبل أن يتفاجأون بعائلات المستقبلين الذين تغص بهم قاعات الاستقبال ما يعيق حركة الناس.
جلالة الملك التقى بالوزراء المعنيين بهذا القطاع قبل أشهر وطلب من الجميع تقديم الخدمات وتسهيل مهمات السائحين والقادمين، وهزّ الجميع رؤوسهم، وحتى اليوم لا يجد الزائر عربة أو موظفا يساعده، ولا ابتسامة ترحيب، ولا قاعات تتسع لدخول هذا الكم الهائل، ولا رقابة على سائقي التكاسي العمومية، والطريق من المطار لا زال يعاني من إعاقاته وتحويلاته وأزمته الخانقة، فلماذا هذا التقصير بواجباتهم ؟!
مشروع توسعة المطار وحسب التقرير المحترف للزميل محمد الدويري قبل أسابيع في الرأي تحدث عن مطار عصري تقوم على إنشائه شركة مجموعة المطار الدولي الجناح الأردني لمجموعة مطارات باريس، ويتوقع أن يستقبل حتى نهاية العام حوالي 7 ملايين مسافر، وتكلفته تقدر بـ 750 مليون دولار لإنشاء مبان جديدة بثلاثة طوابق ضخمة تحوي 13 بوابة وستزيد حركة الطائرات للمطار بشكل كبير ما سيرفد العوائد المالية للحكومة التي تستوفي نسبة 56 % من عوائد الضريبة، فضلا عن أن كل رحلة قادمة يستوفى منها 2000 دولار خدمات مناولة أرضية، ولكن للأسف لا تزال الخدمات في المطار متواضعة بأقل من خدمات مطار صحراوي، والمواطن يشتكي والمسافر يشتكي وموظفون معنيون في المطار أيضا يشتكون، فما الحل، طال عمرك!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو