قلة قلية ينالهم من أسمائهم نصيب أو حظ عامر. الكثرة الكاثرة في شوارع حياتنا ودهاليزها السياسية، لا شأن فيهم بين اسم ومسمى، ولا رابط لمخبر بمظهر، ولا صلة لقشور مع جذور. اضافة اعلان
قد يحمل الجبان اسماً شجاعاً، والبخيل لربما رفل بأكرمها وأجود معانيها. فكثيرون هم الذين امتشقوا بارق الأسماء، وقلوبهم مطفأة المعنى، وأرواحهم معتمة. ووحده سوار الذهب، رحمه الله، توافق فيه المبنى المعنى. وتطابق لديه الاسم بالمسمى.
ما زال الذهب فوق عرش المعادن، ليس لأنه لا يصدأ، أو يهترئ، فتعلوه طبقة غبار، أو مسحة وسخ، فحسب. أنه نقي بذاته، وعليٌّ بصفاته، بهيّ بمعانيه، يتواجد في رغام الأرض وترابها، لكنه يخمل عن كل تفاعل بتوافه الأشياء. يتقبل النار أن تمتحنه وتخلصه من شوائب الحياة وزوانها. هو الذهب وكفى، يبرق بذاته، ويحيا بها.
كان بإمكان المشير عبدالرحمن سوار الذهب، الرئيس السوداني الأسبق، أن يبقى رئيسا حتى يموت على كرسيه، كما يفعل العسكر دوما، أن يبقى حتى ولو أحرق البلد وشعبها. كان بإمكانه أن يكون مثل سابقيه، دمويا قمعيا، يتخلص من رفاقه وأصدقائه، قبل أعدائه ومناهضيه.
سوار الذهب كان من ذهب، قدّس معنى الحياة، وقدر قيمتهتا حق تقدير؛ ولهذا قاد انقلابا وأطاح بحكم جعفر النميري القمعي. وصل سدة الحكم مطلع ربيع 1985م، وسلم القصر لرئيس منتخب بنزاهة في ربيع العام الذي تلاه. وهذه عجيبة في بلاد العرب. فنحن نعرف أن العسكر إذا ما وصلوا الكرسي، لا ينزلون عنه إلا قتلى. فهم أما في القصر، أو القبر.
نترحم على سوار الذهب، الذي كان يمكن أن يتحول ببساطة إلى قيد من حديد يطوق البلد ويخنقها وياسرها. ولكنه كسر أفق توقع الناس، ورحل طواعية، فهو عرف ماذا فعل العسكر في حياتنا ووعي كيف هي الدول التي أصابتها لعنة انقلاباتهم، من سوريا حسني الزعيم، إلى مصر، فعراق عبدالكريم قاسم، واليمن، ثم ليبيا، والصومال. هذه الدول ما زالت تدفع الثمن دما وألما وانعدام أفق للحياة.
ما بين سوار الذهب وقيد العسكر خيط رفيع جدا، لكن أصداءه تعمر حياتنا العربية بالخراب والدماء والموت. فسوار الذهب تكفل بالإعلاء من شأن الإنسان، وعرف معنى الحياة، وقدر أن الدم يستدعي الدم، وأن اغتصاب الحكم، لن يكون سبباً في ازدهار بلد، أو إثراء حضارته. رحمه الله.
قد يحمل الجبان اسماً شجاعاً، والبخيل لربما رفل بأكرمها وأجود معانيها. فكثيرون هم الذين امتشقوا بارق الأسماء، وقلوبهم مطفأة المعنى، وأرواحهم معتمة. ووحده سوار الذهب، رحمه الله، توافق فيه المبنى المعنى. وتطابق لديه الاسم بالمسمى.
ما زال الذهب فوق عرش المعادن، ليس لأنه لا يصدأ، أو يهترئ، فتعلوه طبقة غبار، أو مسحة وسخ، فحسب. أنه نقي بذاته، وعليٌّ بصفاته، بهيّ بمعانيه، يتواجد في رغام الأرض وترابها، لكنه يخمل عن كل تفاعل بتوافه الأشياء. يتقبل النار أن تمتحنه وتخلصه من شوائب الحياة وزوانها. هو الذهب وكفى، يبرق بذاته، ويحيا بها.
كان بإمكان المشير عبدالرحمن سوار الذهب، الرئيس السوداني الأسبق، أن يبقى رئيسا حتى يموت على كرسيه، كما يفعل العسكر دوما، أن يبقى حتى ولو أحرق البلد وشعبها. كان بإمكانه أن يكون مثل سابقيه، دمويا قمعيا، يتخلص من رفاقه وأصدقائه، قبل أعدائه ومناهضيه.
سوار الذهب كان من ذهب، قدّس معنى الحياة، وقدر قيمتهتا حق تقدير؛ ولهذا قاد انقلابا وأطاح بحكم جعفر النميري القمعي. وصل سدة الحكم مطلع ربيع 1985م، وسلم القصر لرئيس منتخب بنزاهة في ربيع العام الذي تلاه. وهذه عجيبة في بلاد العرب. فنحن نعرف أن العسكر إذا ما وصلوا الكرسي، لا ينزلون عنه إلا قتلى. فهم أما في القصر، أو القبر.
نترحم على سوار الذهب، الذي كان يمكن أن يتحول ببساطة إلى قيد من حديد يطوق البلد ويخنقها وياسرها. ولكنه كسر أفق توقع الناس، ورحل طواعية، فهو عرف ماذا فعل العسكر في حياتنا ووعي كيف هي الدول التي أصابتها لعنة انقلاباتهم، من سوريا حسني الزعيم، إلى مصر، فعراق عبدالكريم قاسم، واليمن، ثم ليبيا، والصومال. هذه الدول ما زالت تدفع الثمن دما وألما وانعدام أفق للحياة.
ما بين سوار الذهب وقيد العسكر خيط رفيع جدا، لكن أصداءه تعمر حياتنا العربية بالخراب والدماء والموت. فسوار الذهب تكفل بالإعلاء من شأن الإنسان، وعرف معنى الحياة، وقدر أن الدم يستدعي الدم، وأن اغتصاب الحكم، لن يكون سبباً في ازدهار بلد، أو إثراء حضارته. رحمه الله.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو