«سوس» و»تمر هندي»

«دُخت السبع دوخات» وانا أبحث عن « تمر هندي» في « الجبيهة» بعد ان طلبت مني ابنتي ذلك.
وكلّما سألتُ « محلاّ « من التي «أتوقّع» ان يتوفّر بها،قال لي» انت لسّه فاكر»؟اضافة اعلان

احدهم ويعمل في «مطعم مشهور»،قال لي مازحا»أنت شكلك قديم». وفهمت انه يقصد ان الجيل الحالي لا يعرف ولا يطلب مشروب» التمر هندي».فثمّة العديد من المشروبات « البديلة» والتي لا تحتاج الى جُهد في « التحضير». بعكس «التمر هندي» و» السوس» و» الخرّوب» وهي مشروباتنا نحن «الجيل القديم» التي تحتاج الى «غلي» و» نقع» لساعات ومن ثَمّ «تبريد» حتى تكون جاهزة للشّرب.
قضيتُ نصف ساعة قبل موعد الإفطار وانا «أحوس» بين المحال،حتى،أراحني « حارس/ مصري» ودلّني على شخص « سوري» يعدّ « التمر هندي» في بيته. وبالطبع أثنى عليه وعلى شرابه.
حين لقيتُه،كان يرتدي «دشداشة مقلّمة» وحوله ابناؤه/ يتناوبون على» سكب الماء المثلّج» على « خيشة» تنزّ منها قطرات مشروب شهر رمضان الشهير و» التاريخي».
دردشتُ معه،واستعرضتُ» شخصيتي الصحفية»،بطرح الكثير من الاسئلة حول «التمر هندي»،ربما كي «يطمئنّ قلبي» اكثر. وظهر الرجل «مُهذّبا»، ظلّ ينصتُ اليّ،متحمّلا «سيْل» الاسئلة التي اورثتنا اياها « مهنة المتاعب».فقد اعتدنا ان نسأل ،لا أن نُجيب.
وفي النهاية،اشتريتُ منه عدة «قوارير» من « التمر هندي» و» العِرق سوس»،وودعني الرجل بعبارة» اشرب وادعيلي». ودعوتُ له ولبلده سوريا.
بالمناسبة» التمر هندي» أصله من « افريقيا الاستوائية» وقد عرفه الهنود وانتقل الى الهند التي اصبحت اكبر واشهر مصدّر له في العالم. بامكانكم ان تسمّونه « تمر / افريقي».
وعن فوائده»حدّث ولا حرَج»...
لهذا احبّه اجدادنا واباؤنا وبخاصة في شهر رمضان،لكونه «يبرّد البدَن» ويساعد على «ليونة المعدة» ويخفف من « العطَش»،وبخاصة في نهارات «رمضان» الحارّة.
ومثله» العِرق سوس» الذي يختلف عنه في وجود شيء من «المرارة»،مما يمنحه «أفضلية» على « التمر هندي» خاصة في «السحور».
ويمكن ان نضيف للثنائي المُنعِش مشروب» الخرّوب» الذي عادة ما يكون أكثر «حلاوة» من رفيقيه.