ثمة صورة تنشرها المواقع للطفلة سيلين سرحان التي غرقت في مسبح مدرسة خاصة ..وهناك تصريح لوزير التربية يؤكد فيه أننا لن نتهاون إذا كشف التحقيق عن تقصير في المدرسة .
منذ أيام وأنا كلما فتحت جهاز الكمبيوتر تداهمني صورة هذه الطفلة , وأتجاوز رغبتي بالكتابة عنها , إلى إشعال سيجارة والتأمل في صورتها لكن هذا الصباح لم أجرؤ أن أتجاوز القصة ..سأكتب عن سيلين .
حين نرسل أولادنا إلى مدارس خاصة فإننا نفعل ذلك ليس لأجل الترف وإنما لقناعاتنا بأنه ربما سيحصلون على تعليم أفضل , وعلى غرف صفية أكثر دفئا , وعلى كوادر تعليمية مؤهلة أكثر ...
ولكن اصعب شيء على الأم هو أن تعود طفلتها إليها , في كفن ..وقد ودعتها صباحا تحمل حقيبتها , والسندويشة وكل براءة الأرض ..ودفء الحب , وربما جهزت لها دفترا جديدا , ربما أيضا كانت قد اشترت لها بعضا من (البكل) و(الشبرات) البيض ...وأنا أعرف أن أحلى اللحظات في العمر هي تلك التي ننحني على أقدام أطفالنا في الصباح كي نربط لهم (رباط) الحذاء , أو تلك التي نضعهم في أحضاننا كي نصنع لهم (جدولة) أو نمسح اثار النوم من عيونهم بالقبل ,ولكن هذه اللحظات كلها ذابت وانتهت في عائلة سيلين .
أن موت الرجل مؤلم , ولكنهم رجال ربما يواجهونه بضراوة ويرضون بالقدر ولكن (سيلين) تركت تتنفس في الماء وحدها , وتحاول أن تلم الهواء من هنا وهناك دون جدوى , وهو موت يذبح ويوجع ...ولو أنني كنت في المكان ..ربما لشربت البركة كاملة لاجل شهيق تحظى به أو لأجل حياتها ...
تطاردني صورها أينما ذهبت , وتلك قصة يجب أن لاتتركها الدولة تعبر هكذا ..لأن الأطفال موتهم يذبح ويدمي الفؤاد , ولأن وزارة التربية ليست جهة مراقبة بل هي جهة مسؤوله عن التعليم في الأردن والإكتفاء بتحويل مدربة السباحة إلى المدعي العام ..هو بحد ذاته مسألة قابلة لطي ملف القصة كاملة .
في المدارس الحكوميه التي تضج بكل الجنسيات , يعود أطفالنا يغمرهم الفرح وفي المدارس الخاصة التي تضج بالملايين صاروا يعودون في الأكفان ...
أنا يا سيلين , لا أملك أدوات العقاب أو شروطه ,وأجزم أن التراخي جريمة والإستهتار جريمة ...وأجزم أن الإكتفاء بتحميل المسؤولية لمعلمة أو مدربة هو بحد ذاته عبور للمشهد , ولكن تلك البركة التي سرقت منك الحياة ستظل شاهدة في لحظة من الزمن ...على أن طفلة شهقت أنفاسها الأخيرة هنا وشاهدة علينا... أننا مررنا القصة في صفحات الجرائد وتركنا أما يعتصر قلبها وأهلا يشكون الويل .
على كل حال يا سيلين صورك تطاردني في صفحات المواقع وكلما فتحت واحدا منها ورأيت الصورة اكتوى قلبي ,وأنا مثل كل الناس يا غالية أتابع وزارة التربية وأتابع أخبار التحقيق ..وأتابع قلبي الذي علمني أن الطفولة وطن ...والذي مات وطن اسمه سيلين .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو