الوكيل - أبدت الحكومة الأردنية ترحيبا حذرا بنتيجة الانتخابات الرئاسية المصرية التي توجت بفوز رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي، لا سيما مع استمرار حالة الشد والجذب بين النظام والمعارضة الإسلامية الأردنية التي احتفلت بفوزه.
وأشاد وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة سميح المعايطة بـ'نجاح العملية الانتخابية للرئاسة المصرية'، ورحب في بيان له 'بخيار الشعب المصري الشقيق في مواصلة مسيرته الديمقراطية التي ساهمت في إنجاحها مؤسسات الدولة المصرية بما يلبي طموحاته وتطلعاته'.
وبدا لافتا أن البيان الحكومي أغفل أي ذكر للرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، لكن الوزير المعايطة تحدث عن مستوى بروتوكولي يجعل أمر تهنئة الرئيس محمد مرسي تحتاج لمستوى أعلى من الحكومة، في إشارة منه لانتظار تهنئة من الملك عبد الله الثاني.
ونفى المعايطة أن يكون قدوم رئيس من رحم الحركة الإسلامية مقلقا للحكومة، معتبرا أن الأردن يتعامل مع رئيس مصري ومؤسسات دولة لا مع حركات سياسية.
قراءة معمقة
غير أن مصدرا رسميا أردنيا تحدث عن قراءة معمقة بدأت في مؤسسة القرار الأردني حول كيفية التعاطي مع حقيقة قدوم رئيس مصري من رحم جماعة الإخوان المسلمين.
واعتبر ذلك المصدر أن الدولة ترصد موقف الإخوان في المملكة، محذرا من تعاملهم بطريقة تشبه تعاملهم مع نتائج الانتخابات الفلسطينية عام 2006 عندما صرح قيادي بارز في الحركة وقتها بأن الإخوان جاهزون لاستلام الحكم بالأردن.
ورحبت جماعة الإخوان المسلمين بشكل لافت بانتخاب مرسي رئيسا لمصر، حيث سارعت لفتح أبواب التهنئة لمرسي في مقر المركز العام للجماعة في عمّان، كما أعلنت فروعها في بعض المحافظات عن فعاليات احتفالية بفوز مرسي، وهو ما يشي برأي مراقبين بعودة التوتر لعلاقة الجماعة بالحكم في المملكة على وقع خلاف حاد بين الطرفين بسبب قانون الانتخابات البرلمانية.
غير أن وزير التنمية السياسية الأسبق موسى المعايطة اعتبر أن على الأردن أن يتعامل مع قرار الشعب المصري باختيار مرسي رئيسا بغض النظر عن خلفيته السياسية. وقال للجزيرة نت 'لا بد من احترام انتخاب مرسي لكونه يعبر عن نجاح أول تجربة ديمقراطية عربية'.
لكن الوزير السابق لم يخف وجود هواجس أردنية تجاه تأثير انتخاب مرسي على الداخل الأردني، وتمنى أن لا يتعامل الأردن الرسمي مع الإخوان المسلمين كـ'فوبيا' قادمة للحكم، كما طالب الإسلاميين بعدم التعامل بشكل يزيد من هواجس الدولة والمجتمع الأردني تجاههم.
عدم ارتياح
في المقابل يرى المعارض البارز ليث شبيلات أن الأنظمة العربية -ومنها النظام الأردني- 'غير مرتاحة لقدوم مرسي لسدة الرئاسة في مصر'. وقال للجزيرة نت 'أظن أن آذان النظام لدينا في الأردن مغلقة عن سماع أي نصائح قبل وبعد انتخاب مرسي وهو كمن لا يرى في المرآة إلا نفسه فقط'.
ومن جهته اعتبر الباحث بمركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية محمد المصري أن الأردن كان يفضل فوز أحمد شفيق على مرسي كون المرشح الخاسر جزءا من النظام القديم وبالتالي يمثل الاستمرارية السياسية والعسكرية والأمنية في التعامل مع مصر.
وقال للجزيرة نت إن 'المشهد المصري يربك الأردن ودولا أخرى، لأن الدولة العربية الأساسية والكبرى جاءت برئيس منتخب بانتخابات تعددية وبات الذين كانوا في السجن بالأمس حكاما فيها، وهذا حدث كبير لا يقل عن زلزال ثورة يوليو'.
ويرى المصري أن مشكلة الأردن أن الإخوان هنا معارضة صلبة وهم اليوم في حالة شد وجذب مع النظام ولا يعرف إن كانت انتخابات مصر ستغير قواعد اللعبة بين الطرفين.
كما يرى أن الأردن سيكون لديه الفرصة للعب أدوار إضافية كونه يستند لعلاقات مميزة مع الغرب مما سينقل بعضا من الثقل السياسي نحوه لعب أدوار في المنطقة.
وعلى صعيد العلاقات مع إسرائيل يذهب المحلل السياسي إلى أن الأردن سيجد متنفسا من خلال التذرع بمصر لعدم تعيين سفير في إسرائيل أو الاندفاع بأي علاقات نحوها، ويرى بأن السياسة الإسرائيلية ستساعد الأردن ومصر على السواء لاستمرار الجفاء في العلاقة معهما.
الجزيرة
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو