الجمعة 2024-12-13 08:11 ص
 

شظايا

06:51 ص

1- قلت ونحن عالقون في أزمة سير حادة في أحد شوارع عمان: لعل هذه الحالة الدائمة من الأزمات المرورية تسهم في تأزيمنا؟ سارع للإجابة بالنفي ، بل قال أننا نجد أحيانا في الأزمة ملاذا للتأخر والانشغال بضجيجها عن الضجيج الداخلي الذي نعانيه ، أحيانا يكون وجودك داخل أزمة سير «مفتعلة» مبررا للهروب من أزمة سير داخل ذاتك إلى اللاشي!اضافة اعلان

-2- نحن بحاجة لوقت قصير جدا لأخذ استراحة تكفي لإعداد حلم صغير ، وقت نقضيه عادة في إعداد طبق عجة ، أو شطيرة فلافل ، لنسأل أنفسنا سؤالا قصيرا وحادا: من أين وإلى أين؟
-3- ثمة وقت للعراك مع الأبناء ، ووقت للتفكير في تدبير فاتورة الهاتف ، واختيار طبخة اليوم ، وإرضاء صاحب العمل ، وتنزيل نغمة جديدة للموبايل ، والاعداد لإجازة صيف ، والذهاب إلى السوق، ورتق حذاء مهترىء، وإعداد خطبة عصماء لاحتفال ما، أو برنامج انتخابي مليء عادة بالإدعاءات، وعقد مؤتمر أو ورشة عمل بتمويل أجنبي أو محلي ، أو حول الوظيفة المستعصية التي سرقها مسنود بمتنفذ بارع ، وثمة وقت أيضا للانتقاد والنميمة والطخ لوجه لفت النظر فحسب، وثمة وقت لما لا يُحصى من مهام «جسيمة» تتقيؤنا أو نتقيؤها في برنامج يومي وشهري وسنوي مبعثر، يأخذنا إلى حيث يحب، ولكن لا وقت لإحصاء جثث الضحايا في حروب صغيرة لا علاقة لها بالحرب المنتظرة!
-3- في عالم العواطف ، هناك ما يمكن أن يسمى ترشيد الحب، وإعادة إنتاجه، وربما تعليبه، لتوظيفه على نحو ما لإنتاج عواطف «مسلوقة» ربما تكون غنية بالفائدة «الغذائية» وجدانيا ، لكنها سيئة الطعم، أو على الأقل، ليست شهية بما يكفي لالتهامها بلذة ، كما «نلتهم» العواطف المشوية أو المقلية، أو المعدة بالصواني بالفرن، إذا طالت مدة العلاقة بين الرجل والمرأة، خاصة في سياق مؤسسة الزواج الرسمية ، يتعين على الشريكين أن يختارا بين «شعط» عواطفهما ، وفق طريقة «طبخ» سريعة ، تستلهم أساليب مطاعم الوجبات السريعة ، المليئة بـ «نفايات» الطعام ، ولكنها غنية بالتوابل والمشهيات الكاذبة ، المصنعة والمصطنعة، أو عليهم أن يلوذا بحيل مستحدثة ، فيستفيدا من تجارب أصحاب الصحة المعتلة ، من المضطرين للتعايش مع أمراض مزمنة ، فيتعاطوا مع عواطفهم وفق أسلوب الحمية العاطفية ، المعتمدة على سلق المشاعر ، وتفريزها في وجبات منتظمة ، لاستعمالها حين الضرورة ، على نحو منتظم ، ودقيق ، كي لا تصاب صحة المشاعر بانتكاسات مفاجئة ، تدخل الشراكة كلها إلى غرفة الإنعاش ، أو العناية الحثيثة!
-4- بعض الدراسات تقول أن العمر الافتراضي للحب لا يزيد عن خمس سنوات ، لكن يبدو أن التجارب العملية تظهر أن عمره لا يزيد عن خمسة أشهر إذا تم تحويل «مشروع» الحب إلى «مؤسسة» زواج، ما أعظم قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لرجل أراد أن يطلق زوجه ، لأنه لا يحبها: ويحك، ألم تبنى البيوت إلا على الحب؟ فأين الرعاية وأين التذمم؟


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة