شعيرية ..

مثلما نحكي لأطفالنا بعض القصص من حق الرؤساء علينا كشعب ان نحكي لهم قصة بعيدة عن البيروقراط ومشاكل الحكومات.. أريد أن أحكي للحكومة الحالية قصة عن الشعيرية..اضافة اعلان

منذ زمن بعيد وأنا كلما عدت للمنزل يداهمني هاتف: جيب معك شعيرية... أنا لا أعرف من هو الذي ابتكر الشعيرية؟ واضطر ان أداهم أقرب سوبرماركت وأطلب شعيرية الغزال فهي أنواع متعددة..
كل ما تفعله (ربات البيوت) هو وضع الشعيرية مع الرز، وأنا منذ أن وعيت على الدنيا لم أشعر أن هناك فارقاً بين رز مع الشعيرية ورز سادة بالعكس فحين يكون الرز سادة أشعر أن طعمه أجمل.
حتى في المجدرة حين تستثني الشعيرية يصبح مذاق العدس أجمل.. ولكنه مجرد عرف صار مع الزمن أقوى من القانون، وصارت الشعيرية تنافس الرز بل صارت ضرورة ملحة علماً أنها لا تتعدى اكسسوارا صنعه الغرب فقط لتجميل شكل الطبق.
في الطبخة السياسية الأردنية وجود (الإخوان المسلمين) في المشهد يشبه إلى حد بعيد الشعيرية على الرز، فالحكومات في تفكيرها تتفق مع ربات البيوت في ان الاخوان اصبحوا ضرروة في المشهد السياسي او الغذائي الأردني.. علماً بأن الشعيرية شيء عادي وليس ضرورة.
من يملك ذوقاً غذائياً يملك بالضرورة ذوقاً سياسياً ويدرك أن الغرب في لحظة ما ابتكر أشياءً غريبة فقط للتزيين والاكسسوار ومع الزمن صارت ضرورات في حياتنا.
ليس هذا ما أريد أن أقول للرئيس الفايز ولكني أريد أن أقول أمراً مهماً آخر وهو هل يقبل المنسف الأردني الشعيرية كمكون له..ولنفترض اننا وضعنا شعيرية مع الرز فهل يستقيم الذوق الأردني..
أرأيتم المنسف يتعدى كونه غذاء.. المنسف هوية..
والهوية لا تقبل اكسسواراً أو تزييناً...
عاش المنسف وسقطت الشعيرية...